المريوطية تتحول إلى "ترعة موت".. عشرات الضحايا فقدوا حياتهم فى أعماقها والطفلة "ملك" آخرهم .. ضيق الطريق والمنحنيات وراء سقوط السيارات بالمياه.. ومواطن فقد ابنه بالترعة يتبنى مبادرة لبناء سور بتبرعات الأهالى

الخميس، 19 ديسمبر 2019 07:00 م
المريوطية تتحول إلى "ترعة موت".. عشرات الضحايا فقدوا حياتهم فى أعماقها والطفلة "ملك" آخرهم .. ضيق الطريق والمنحنيات وراء سقوط السيارات بالمياه.. ومواطن فقد ابنه بالترعة يتبنى مبادرة لبناء سور بتبرعات الأهالى جانب من إقامة السور بترعة المريوطية
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طوال 48 ساعة، ظل جسد الطفلة "ملك" ابنة الثلاث سنوات، تائها في أعماق ترعة المريوطية، أو ترعة "الموت" كما يفضل أهالي محافظة الجيزة أن يطلقوا عليها، اختفت الطفلة عقب سقوط السيارة الملاكي التي كان يستقلها والدها بالترعة، انحرفت عجلة القيادة من يده، فغرقا سويا.

أسرع الأهالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تمكنوا من انتشال جثة الأب، بينما سحبت المياه جثة الطفلة "ملك" فى أعماقها، وتحركت مع مجرى التيار، فأسرع أفراد أسرتها للبحث عنها، من خلال الاستعانة بغواصين، شارك أصحاب القوارب الصغيرة فى البحث عن "ملك"، واستمرت علميات البحث وسط تعاطف وأحزان أسرة الطفلة، وجيرانها، وكل من تناهى لسمعه مأساة الطفلة، لمدة 48 ساعة، حتى تم العثور عليها وانتشالها.

الطفلة ملك
الطفلة ملك

 

تلك القصة المأساوية، هى الأخيرة، وواحدة من عشرات من القصص الحزينة التى ارتبطت بترعة المريوطية، والتى غرق بها العديد من الرجال والسيدات، لكونها ملاصقة للطريق، ولا يوجد بها أى مصدات أسمنتية، أو سور خرسانى، يحمى قائدى السيارات من السقوط بها.

الطفلة ملك بصحبة والدها المتوفى
الطفلة ملك بصحبة والدها المتوفى

 

تكرار حوادث السيارات، وسقوطها بترعة الموت، والتى تمتد على طول عدة مدن بنطاق جنوب محافظة الجيزة، دفع العديد من الأشخاص للبدء فى اتخاذ خطوات لوقف نزيف الدماء، من خلال بناء سور يمنع سقوط السيارات بالترعة، خاصة فى المنحنيات، والأماكن التى تشهد تكرارا لسقوط السيارات، بسبب ضيق الطريق، ومن بين هؤلاء الأشخاص، " جابر عبد الله حرب"، من أبناء البدرشين، أعلن عن مبادرة لبناء سور لترعة المريوطية، للحد من حوادث الغرق، تعتمد على المشاركة المجتمعية من خلال جمع التبرعات.

وراء المبادرة التى أطلقها "جابر" مأساة إنسانية تعرض لها، وتحدث عنها لـ" اليوم السابع" فقال: "منذ فترة كان ابنى "عبد الرحمن" البالغ من العمر 17 عاما، عائدا بصحبة ابن خالته مستقلين سيارة ملاكى، بطريق المريوطية، وسرعان ما تعرضا لحادث، أسفر عن سقوط السيارة بترعة المريوطية.

إقامة سور لترعة المريوطية
إقامة سور لترعة المريوطية

 

وأضاف: نجا ابن خالة ابنى من الموت، بينما سقط "عبد الرحمن" بالمياه، وتم انتشاله ونقله إلى المستشفى، قبل أن يفارق الحياة، حيث تم إيداعه غرفة العناية المركزة لما يقرب من 55 يوما، حتى انتهى الأمر بمفارقته الحياة.

 

وأضاف "جابر": تلك المأساة التى تعرضت لها فى ابنى "عبد الرحمن" دفعنى للمبادرة بالإعلان عن بناء سور لترعة المريوطية، وبدأ الأهالى فى الاستجابة للمبادرة، والتبرع لها، فنسقنا مع مجلس مدينة البدرشين لبناء السور، والبدء بالأماكن التى تتكرر بها الحوادث، خاصة فى منطقة كوبرى زويل، وجارى العمل على بناء امتداد للسور.

وقال "جابر": "أتمنى أن يكون هناك اهتمام من جانب المسئولين، والتدخل سريعا لوقف نزيف الدماء، وأن يغطى السور طول الترعة المريوطية، خاصة أن الأمر بالنسبة للمشاركين فى المبادرة صعب التنفيذ، ولابد من تدخل الحكومة".

 

انتشال لسيارة التى غرقت بالطفلة ملك ووالدها
انتشال لسيارة التى غرقت بالطفلة ملك ووالدها

 

سور ترعة المريوطية بتبرعات الأهالى
سور ترعة المريوطية بتبرعات الأهالى

 

سور ترعة المريوطية
سور ترعة المريوطية

 

غرق إحدى السيارات بترعة المريوطية
غرق إحدى السيارات بترعة المريوطية

 

لحظة إقامة السور
لحظة إقامة السور

 

مبادرة إقامة سور لترعة المروطية لمنع الحوادث
مبادرة إقامة سور لترعة المروطية لمنع الحوادث

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة