نظمت وزارة الأوقاف فى مسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها) بمحافظة القاهرة، ندوة للرأى بعنوان : "خطورة الفتوى بدون علم".
وأكد الشيخ إبراهيم محمد رضا، إمام وخطيب فى أوقاف الجيزة، أن القرآن الكريم نظم أمر الدين والدنيا معًا، فكان أول من دعا إلى احترام التخصص، مشيرًا إلى أن الفتوى بدون علم ضلال وإضلال، فالدول التى تعانى من ويلات الإرهاب سببها الفتوى بغير علم، فالطبيب حين يخطئ يقتل نفسًا، أما الفتيا بدون علم فإنها تهدم أمة بأثرها.
وقال: "يجب على من يفتى أن يحذر مغبة الفتوى بغير علم، وأن يتقى الله، وأن لا يفتى إلا عن علم، فالقول في دين الله مسئولية وأمانة ، قال تعالى:" إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا".
وأكد الشيخ رمضان خاطر، إمام بأوقاف القاهرة، أن الجرأة على الفتوى بغير علم لها أسباب عديدة منها : الجهل بالنصوص أو الغفلة عنها ، وعدم فهم الواقع على حقيقته ، وضرب لذلك نماذج عدة منها: تحريم ومنع إخراج قيمة زكاة الفطر نقداً، واستنادهم فى ذلك إلى حديث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (كنا نخرج زكاةَ الفطرِ صاعاً من طعامٍ، أو صاعاً من شعيرٍ، أو صاعاً من تمرٍ، أو صاعاً من أَقِطٍ، أو صاعاً من زبيبٍ)، ولم ينظروا إلى الفقه المقاصدى والمصلحة العامة التى يرشد إليها حديث النبى (صلى الله عليه وسلم) وإنما توقفوا عند حدود النص فحرموا مباحًا، ولو فقهوا لأجازوا إخراج القيمة نقداً ، وكذلك مسألة إسبال الثياب.
وأضاف أن جهل هؤلاء فى فهم النصوص والغاية منها يوقعهم في الفتوى بغير علم ، ولو فقهوا لعلموا أن الفتوى تتغير بتغير الحال والزمان والمكان، وهذا ما أكد عليه الإمام القرافى فى كتابه (الفروق) وهو أن القانون الواجب على أهل الفقه والفتوى مراعاته على طول الأيام، هو: ملاحظة تغير الأعراف والعادات بتغير الزمان والبلدان.
وأكد الشيخ محمد مصطفى عبد الفضيل إمام باوقاف القاهرة، أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) كان إذا سئل عن شيء لا يعلمه قال لا أدرى.
وأوضح أن الفتوى بدون علم سبب فى إضلال كثير من الناس، لقول النبى ( صلى الله عليه وسلم):” إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا” ، ولخطر الإفتاء وعظيم مكانته سئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال: لا أدرى: فقيل له: ألا تستحى مِن قول "لا أدرى" وأنت فقيه العراق؟ فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالوا: "سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا".