حظي منتدى شباب العالم في دورته الثالثة، التي استضافتها مدينة شرم الشيخ في الفترة من 14-17 ديسمبر الجاري، باهتمام بالغ من جانب وسائل الإعلام الدولي.
وجاءت المشاركة الكبيرة في المنتدى من قِبَل مسئولين دوليين وصناع قرار وخبراء وشباب من مختلف أنحاء العالم في مقدمة هذا الاهتمام، حيث تبادلوا النقاشات والحوارات حول القضايا والموضوعات الراهنة، بغية التوصل إلى رؤى مشتركة يمكن من خلالها تجاوز التحديات، وبلورة حلول مبتكرة لما يواجهه العالم من أزمات، تتحقق من خلالها توفير فرص أفضل للتعايش المشترك، ونشر قيم التسامح، ووقف التمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس، الذي دعا إليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. كما طُرحت رؤى مستقبلية تهدف إلى إيجاد عالم أفضل تقل فيه حدة الصراعات، وتزيد فيه معدلات التنمية، ونشر السلم والأمن، وإحداث تقارب بين الشباب باعتبارهم قادة المستقبل.
كما ركز تناول الإعلام الدولي على أهمية المنتدى باعتباره منصة حوار وتواصل بين الشباب من جهة، وبينهم وبين المسئولين وصناع القرار والخبراء من جهة أخرى.
في هذا السياق أعدت الهيئة العامة للاستعلامات تقريرًا حول تناول الإعلام الدولي لفعاليات منتدى شباب العالم تضمن النقاط التالية:
أولاً: مشاركة دولية متفردة
شهد المنتدى في دورته الثالثة مشاركة دولية واسعة، حيث كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في مقدمة الحضور، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير مكة المكرمة، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، بالإضافة إلى يوسف أحمد العثيمين الأمين العام لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، وناصر كامل السكرتير العام لـ"منظمة الاتحاد من أجل المتوسط"، وهولين جاو السكرتير العام لـ"الاتحاد الدولي للاتصالات"، وشو دونيو المدير العام لـ"منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة" (الفاو)، وميجيل أنجيل موراتينوس، الممثل السامي لـ"تحالف الأمم المتحدة للحضارات"، ورافائيل ماريانو جروسي المدير العام لـ"الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وذكرت قناة تلفزيون الصين الناطقة بالإنجليزية "CGTN" أن نحو خمسة آلاف شاب وشابة من مختلف دول العالم، شاركوا في المنتدى لمناقشة مجموعة متنوعة من قضايا العصر في 24 جلسة و14 ورشة عمل تعقد في 9 قاعات في مركز المؤتمرات الدولي.
وأوضحت جريدة "الأنباء" الكويتية أن المنتدى يجمع شباب 160 دولة على مدى 4 أيام من النشاط المكثف والفعاليات والمناقشات والحوارات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتحديات التي تتشابه في ملامحها بكل البلاد.
ثانياً: رسائل المنتدى وأهميته
وأوضح تقرير "الاستعلامات" أن الإعلام الدولي ركّز في مجمله، على أهمية المنتدى، والرسائل التي يوجهها إلى المجتمع الدولي، من خلال تأكيد أن المنتدى يمثل رسالة سلام وتنمية، تُسهم في مواجهة التطرف والإرهاب، خاصة وأن انعقاد المنتدى في سيناء الآن، أوضح دليل على نجاح جهود الدولة بكل مؤسساتها في مواجهة الإرهاب، وأبلغ رد على مروجي الشائعات والمشككين في هذه الجهود.
كما أن المنتدى حث على مشاركة الشباب في القضايا العالمية الرئيسية، حيث يعطيهم مجالاً لتبادل الآراء في تجمع خصب من أجل اقتراح مبادرات مفيدة لصانعي القرار والشخصيات المؤثرة.
أوردت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن "منتدى شباب العالم كان الهدف منه الاستماع للفكر المتنوع للموضوع الواحد، بالإضافة إلى الاستماع إلى بعضنا البعض وتبادل الرؤى".
وذكرت قناة تلفزيون الصين الناطقة بالإنجليزية "CGTN" أن المشاركين في المنتدى يوجهون رسالة مصر إلى العالم، بأن الحوار هو السبيل الوحيد للتنمية، بعيداً عن الصراعات والحروب.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح المنتدى بأنه "رسالة محبة وسلام قائمة على الحوار البناء واعتزامنا بناء عالم يزخر بالمحبة والاستقرار".
وبثت شبكة "أبو ظبي" الإخبارية تقريرًا أوضحت فيه أن المنتدى يمثل فرصة فريدة لمناقشة مجموعة من القضايا التي تهم الشباب في مصر والعالم، وسبل تمكينهم في كافة المجالات، حيث تلتقي المفردات الشبابية من مختلف دول العالم بكل اللغات، لتتبادل وجهات النظر وتطرح الأفكار والآراء، وتتيح الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم وافكارهم وطرح مشكلاتهم، والاستماع إلى مشكلات الآخرين من الشباب تجاه القضايا التي تشغلهم على المستوى الدولي، باعتبارهم موصلين جيدين لهذه القضايا من مختلف أنحاء العالم.
وأوضحت قناة "سكاي نيوز عربية" أن المنتدى بات مناسبة عالمية للحوار مع الآخر، وفرصة ذهبية لشباب العالم للتلاقي من أجل الحوار لا الشجار، والتعارف لا التناحر والاتفاق لا الافتراق.
ثالثاً: تنوع الموضوعات وطرح رؤى مستقبلية
وأضاف تقرير "الاستعلامات" أن جلسات المنتدى شهدت تنوعًا في طرح القضايا والنقاشات التي دارت حولها، من بينها الإرهاب والنزاعات المسلحة، والتعاون في قطاع الطاقة بين دول المتوسط، وملفات التعاون والتنسيق بين دول المتوسط في مجال اقتصاديات الطاقة، ومجالات التعاون في مجال الطاقة المتجددة والربط الكهربائي، والفرص والتحديات التي تواجه دول شرق المتوسط في تأمين مصادر الطاقة المختلفة، وتمويل إنشاء وصيانة البنية التحتية. وموضوعات مثل الثورة الصناعية الرابعة، والأمن الغذائي، والاتحاد من أجل المتوسط، والتحديات البيئية، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا سلسلة الكتل، وتمكين المرأة والفن والسينما.
وتناول تقرير "الاستعلامات" تركيز الإعلام الدولي على أهم الرؤى والأفكار، التي تم طرحها خلال مناقشة قضايا أساسية في مقدمتها "الإرهاب" حيث سلط الضوء على النقاط التالية:
ضرورة مواجهة الدول الداعمة للإرهاب، حيث نقلت قناة "سكاي نيوز عربية" مقتطفات لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال جلسة "التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين"، حيث أكد ضرورة مواجهة الدول التي تقدم الدعم بكل أشكاله للجماعات الإرهابية.
وفيما يتعلق بعمل الإرهاب على تحقيق أهداف سياسية، أوردت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية أن السيسي أكد أن "الإرهاب صناعة شيطانية تستخدم أدواتها ضد الإنسان لتحقيق الأهداف والأعمال المنظمة التي تجرى حاليا وتتخذ العقيدة ساترًا لها، مشددًا على أن "أخطر ما في الإرهاب استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية"، مؤكدًا أن الإرهاب أصبح غطاء لكثير من الأهداف التي تسعى بعض الدول إليها.
وبشأن القضية الفلسطينية، نقلت صحيفة "الخليج" الإمارتية تأكيد الرئيس السيسي استمرار مصر في جهودها الدؤوبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، بهدف بلورة رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ للتحرك الإيجابي لخلق المناخ المؤاتي لاستقرار الأوضاع على الأرض، وهو ما سيساعد على مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق الرئيسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود.
فيما أعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، مشيدًا بدور مصر التاريخي وما يتميز به من ثبات واستمرارية، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية في ظل ما يجمع بين الشعبين من روابط ممتدة.
كان موضوع "الذكاء الاصطناعي" من بين الموضوعات المهمة التي تم مناقشتها خلال جلسات المنتدى، حيث نقل موقع "روسيا اليوم" تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خطورة الاستخدام السلبي لوسائل الاتصال الحديثة، وتأثير ذلك على بعض الدول، خلال مشاركته في جلسة "الذكاء الاصطناعي والبشر: من المتحكم؟".
كذلك كان موضوع المصالحة العربية مع قطر في سياق القضايا والموضوعات التي طُرحت خلال لقاء الرئيس مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، حيث ذكرت شبكة "BBC" أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إن مطالب مصر والإمارات والسعودية والبحرين من قطر للمصالحة معها لم تتحقق. وإن موقف مصر من المصالحة مع قطر ثابت وهو تلبية الشروط الـ 13 التي وضعتها الدول الأربع المقاطعة للدولة الخليجية من أجل عودة العلاقات، وأضاف أن هناك جهودًا صادقة تبذل ونتمنى أن تنجح.
ثم طرح خلال اللقاء أيضاً موضوع المياه، حيث أفاد موقع "روسيا اليوم" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد، في أول رد منه على تصريح رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد الذي قال إن بلاده قد تجند مليون شخص ضد مصر، أن بلاده "لا تريد إنفاق مواردها في الحروب".
ثم تطرق الإعلام الدولي إلى الأزمة اليمنية، حيث كتبت رباب الشاذلي في موقع "إرم نيوز" تقريرًا ورد فيه: أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إن "الأزمة اليمنية في سبيلها للحل، ولكنها ستأخذ وقتًا نظرًا لوجود مسائل مركبة"، مؤكدًا أن الأمور تسير في مسارها الصحيح.
وأوردت صحيفة "نياميل بيديا" الجنوب سودانية ووكالة "شينخوا" الصينية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إن بلاده تتحرك لترتيب لقاء يجمع الخصوم الرئيسيين بجنوب السودان- الرئيس سلفا كير، وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور رياك مشار- لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال:"لقد كنا دائمًا داعمين لجميع الجهود التي بذلت وما زالت تبذل لإيجاد حل والتوصل إلى وقف إطلاق النار في جنوب السودان"، مشيرًا إلى أن الحكومة يجب أن تنطلق وتتجاوز ما حدث في جنوب السودان خلال العامين الماضيين.
كما أكد السيسي أن السياسة المصرية تتبنى حل المشكلات وإخماد الأزمات في إفريقيا "حتى لو كانت مصر لا ترأس الاتحاد الأفريقي".
رابعاً: نماذج شبابية متميزة
أبرز تقرير "الاستعلامات" ما أوردته بعض وسائل الإعلام الدولي حول أبرز النماذج الشبابية المتميزة المشاركة في المنتدى، حيث بثت شبكة "أبو ظبي" الإخبارية تقريرًا حول مشاركة إليزابيث ليزى فلاسكويز، صاحبة أشهر واقعة تنمر في العالم، في جلسة حول حقوق المرأة.
كذلك نقلت الشبكة حديث "ريتشارد بوتنر"، أصغر مليونير في العالم، حيث يبلغ من العمر 25 عاماً، من ألمانيا، وهو أحد المشاركين في منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، حيث قال: إنه نشأ في قرية صغيرة جدًا، وعائلته تعمل في أعمال صعبة مثل بناء منازل وتصميم ملابس، وبسبب هذه التحديات قرر أن يعمل شيئًا مختلفًا، وهو أن يحصل على المال ليس بيده وإنما بعقله.
كذلك رصدت "الاستعلامات" ما أجرته جريدة "الاتحاد" الإماراتية من لقاءات مع بعض ضيوف المنتدى، حيث قال جون منوت، وهو شاب من جنوب السودان والذي تعرض لحادثة تنمر مؤسفة في القاهرة، للجريدة إنه لم يتخيل أن ينقلب مصيره إلى حالة من الدعم والحب قدمه له الشعب المصري، كانت بمثابة الهدية الكبرى التي ستجعله سعيدًا مدى الحياة.
وأبرزت تفاخر الطفل زين يوسف محارب السرطان، بأنه محارب قوي، حيث قالها بينما يضم قبضة يده في دليل على القوة والسيطرة على الأمور، بالإضافة إلى تطعيم حديثه ببعض الجمل الدينية القوية ذات الأثر على النفس، مشيرةً إلى أن أقوى جزء عبر خلاله بلغة جسده عن الصراع الذي خاضه، كانت حين قال إنه حارب السرطان "مرة واتنين وتلاتة وأربعة"، مع تصاعد نبرة صوته في كل رقم، مؤكدةً على أنه تدرب كثيرًا على الحديث بتلك الطريقة، ليبدو وكأنه متحدث منذ سنوات طويلة.
وأبرز موقع بوابة "إفريقيا" تحت عنوان "السيسي يكرم مريضاً بالسرطان ... بطريقة خاصة" حكاية الطفل زين يوسف (12عاما) الذي استعرض رحلته مع التعافي من مرض السرطان في منتدى شباب العالم، ولفت الموقع إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب مصافحته قائلاً: "أريد أن أصافحك"، ثم توجه الرئيس للطفل زين على المسرح لمصافحته، كما قدم المشاركون في المنتدى التحية إلى رضوى موسى والدة الطفل زين يوسف مقاوم مرض السرطان.
كما نقلت شبكة "إرم نيوز" الإماراتية عن المهندسة الإمارتية ريم المرزوقي، التي حصلت على براءة اختراع من الولايات المتحدة الأمريكية لتصميمها سيارة يمكن قيادتها دون استخدام اليدين، أن مصدر إلهامها الفتاة الأمريكية جيسيكا كوكس، حيث خطرت لـ"المرزوقى" فكرة اختراعها بعد أن شاهدت مقابلة تلفزيونية مع "كوكس"، عبرت خلالها عن الصعوبات التي تواجهها في قيادة السيارات لمسافات طويلة باستخدام الأقدام فقط.