يبدوا أن مؤامرة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تجاه ليبيا، وتحالفه المشبوه مع رئيس ما يعرف بالمجلس الرئاسى الليبى فايز السراج فى طريقه للفشل، بعد تحركات كلاً من قبرص واليونان لحماية مصالحها وحقوقها المشروعة فى مياه البحر المتوسط.
وأكد نيكوس دندياس وزير الخارجية اليونانى، أن الاتفاق بين تركيا ورئيس حكومة طرابلس فائز السراج يتناقض مع القوانين الدولية، وينتهك اتفاق الصخيرات.
وقال وزير الخارجية اليونانى، فى لقاء تليفزيونى مع قناة سكاى نيوز عربية، "وفقا لاتفاق الصخيرات بشأن ليبيا كان يتوجب على البرلمان الليبى التصديق على الاتفاقية مع تركيا، وهذا لم يحدث، ولم يتم استشارة رئيس البرلمان وأعضائه".
وأضاف نيكوس دندياس "الاتفاق بين السراج وأردوغان يضر دول المنطقة بما فيها تركيا التى قامت بعزل نفسها"، مشيرا إلى أن بلاده لا تعتزم التصعيد ضد تركيا التى دعاها لاحترام القوانين الدولية.
وعلى نفس الصعيد نشر تلفزيون (إن.تى.فى)، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قال إن بلاده ستعزز التعاون مع ليبيا، ومستعدة لتقديم دعم عسكرى للحكومة فى طرابلس، ودعم الخطوات المشتركة فى شرق البحر المتوسط.
وقال أردوغان للصحفيين، فى جنيف، بعد منتدى عن الهجرة: "سنسرع وتيرة التعاون بين تركيا وليبيا. قلنا لهم إننا مستعدون دائما لتقديم المساعدة إذا احتاجوها. من التعاون العسكرى والأمنى إلى الخطوات التى تم اتخاذها فيما يتعلق بحقوقنا البحرية.. نحن مستعدون".
والشهر الماضى، وقعت تركيا مع حكومة طرابلس اتفاقات لترسيم الحدود البحرية، مما أثار غضب اليونان، وتقول أنقرة إنها قد ترسل قوات إلى ليبيا إذا طلب السراج ذلك وأدانت دول عدة، بينها قبرص واليونان، الاتفاق لأنه يسمح لأنقرة بالمطالبة بحقوق فى مناطق واسعة بشرق البحر المتوسط.
وبعد توقيع الاتفاق حذرت الحكومة التركية من أنها ستمنع عمليات استكشاف محروقات بدون موافقتها فى هذه المناطق.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر قبرصية، الثلاثاء، أن قوات بحرية فرنسية وإيطالية ستعمل على حماية سفن الشركات التابعة للدولتين والتى من المخطط أن تبدأ خلال الأسابيع المقبلة عمليات بحث وتنقيب عن الغاز فى المياه القبرصية.
وقال وزير الطاقة القبرصى جورج لاكوتريبيز، فى حديث مع "سكاي نيوز عربية"، إن بلاده تعمل على ضمان ألا يتكرر ما وقع العام الماضى عندما اعترضت القوات البحرية التركية سفينة تنقيب تابعة لشركة إينى الإيطالية، ومنعتها من العمل فى أحد حقول الغاز القبرصية.
وأضاف الوزير القبرصى "منذ أن وقعت تلك الحادثة عملنا بشكل مكثف، ليس فقط مع الشركات المعنية، لكن كذلك مع الدول التى تتبعها هذه الشركات لضمان ألا يتكرر مثل هذا الأمر، ولهذا السبب نرى الآن تحالفا أقوى بين شركتى توتال الفرنسية وإينى الإيطالية فى كل أحواض الغاز".
كما نشرت صحيفة التايمز أن اليونان قررت شراء طائرات بدون طيار بعد أن بدأت تركيا فى نشر طائراتها بدون طيار فى قاعدة جوية فى قبرص لحماية سفن الحفر فى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وصرح وزير الدفاع اليونانى نيكوس باناجيوتوبولوس للبرلمان أن أثينا ستشترى ثلاث طائرات أمريكية واثنين من الطائرات الإسرائيلية.
وقال: "لقد تم بالفعل وضع قواعد الاشتباك من قبل قواتنا المسلحة من أجل مواجهة التهديدات المحتملة لسيادتنا بما فى ذلك العمل على مواجهة الطائرات بدون طيار التركية".
وأعلنت قبرص الشمالية، وهى دولة انفصالية لم تعترف بها سوى تركيا، يوم السبت أنه سيتم نشر طائرات تركية بدون طيار فى قاعدتها الجوية فى جيتشيتكالى.
جاءت هذه الخطوة بعد توقيع أنقرة مذكرة تفاهم مع الحكومة الليبية المعترف بها فى الأمم المتحدة فى طرابلس بشأن الحدود البحرية. وتجعل الصفقة من البلدين جارين بحريين متجاهلة المياه الإقليمية للجزر اليونانية بما فى ذلك جزيرة كريت.
وبدأت طائرات تركية بدون طيار فى الوصول إلى شمال قبرص فى بداية هذا الأسبوع. وتقول أنقرة إن طائرات الجيش التركى المسلحة وغير المسلحة ستعزز مراقبة وحماية السفن التركية التى تقوم بمسح شرق البحر المتوسط خلال البحث عن الموارد الطبيعية.
وتستخدم تركيا الطائرات بدون طيار فى هجومها العسكرى فى شمال سوريا وكذلك فى العمليات ضد حزب العمال الكردستانى فى تركيا وشمال العراق، وتقوم أنقرة أيضا بتزويد حكومة طرابلس بـ الطائرات بدون طيار، التى تقاتل الجيش الوطنى الليبى بقيادة اللواء خليفة حفتر من أجل السيطرة على البلاد.