تواصل قوات الجيش الليبى التقدم فى محاور القتال بضواحى طرابلس وسط تراجع للميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، ونجحت الوحدات العسكرية للقوات المسلحة الليبية من التقدم فى محاور الساعدية وعين زارة وطريق المطار.
قال المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبى، اللواء أحمد المسمارى، إن القوات المسلحة تواصل التقدم نحو وسط طرابلس على أكثر من محور، مشيرا إلى أن حسم معركة تحرير العاصمة سيتم فى أى لحظة.
كان الجيش الوطنى الليبى أطلق عملية عسكرية فى الرابع من أبريل الماضى لتحرير طرابلس من قبضة المليشيات الإجرامية والإرهابية، وتأمين مؤسسات الدولة الليبية التى باتت رهينة للميليشيات فى قلب العاصمة الليبية.
كشف اللواء أحمد المسمارى عن مفاجآت مرتقبة خلال الساعات القادمة، مشيراً إلى أن معركة تحرير طرابلس تسير مثلما تم التخطيط لها من قبل القيادة العامة للجيش الليبى، فى المحاور الرئيسية جنوب وجنوب شرقى العاصمة طرابلس.
ونجحت قوات الجيش الليبى خلال الساعات الماضية فى التقدم بمحور طريق المطار، كما سيطرت على أجزاء واسعة من مناطق عين زارة وكوبري الزهراء وصلاح الدين وتوجهت نحو مشروع الهضبة والعزيزية، بعدما شكلّت طوقاً أمنياً على المناطق الجنوبية للعاصمة طرابلس.
وشدّد المتحدث باسم القيادة العامة على أن معركة طرابلس لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها وتحرير العاصمة من هيمنة الميليشيات المسلّحة، موضحا أن هذه المعركة التى يخوضها الجيش الليبى أصبحت معركة إقليمية تهم كل دول العالم ولا تعني ليبيا فقط، خاصة بعد الاتفاق الأخير الذى وقعته حكومة الوفاق مع تركيا، وهو الاتفاق الذى يهدّد مصالح وأمن كل دول المنطقة.
كان الجيش الوطنى الليبى كشف عن قيام المليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق بتجنيد الأطفال والزج بهم فى المعارك وهو ما أدى إلى مقتل عدد منهم.
وفى سياق متصل، استهدفت غارات جوية لسلاح الجو التابع للقيادة العامة للجيش الليبى مواقع الميليشيات المسلحة فى مدينة سرت.
كان اللواء أحمد المسمارى أعلن أن الجيش الليبى"لن يقبل بوجود جندى أجنبى واحد" على أراضى ليبيا، مؤكدا أن بلاده ليست قطر التى احتلت بقواعد تركية، وذلك تعليقا على اتفاق فايز السراج مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يمهد لوجود قوات تركية على الأرض.
وفى وقت سابق، أكد رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح خلال لقاء مع المبعوث الأممى الخاص لدى ليبيا غسان سلامة، فقدان الاتفاق الموقع بين السراج وأردوغان لأى قيمة قانونية باعتبار أن بنوده لم ينفذ منها أى شئ واستمرار المجلس الرئاسى لهذا المدة الطويلة بالمخالفة للاتفاق السياسى.
وعبر صالح عبر عن دهشته بتمسك المجتمع الدولى بمحافظ مصرف ليبيا المركزى رغم كونه قد تم عزله قبل إبرام الاتفاق السياسى، كما تساءل عن موقف الأمم المتحدة من تهديدات الرئيس التركى بالتدخل العسكر فى ليبيا.
دوليا، تواصل ألمانيا مشاوراتها مع الدول الإقليمية والدولية للتوصل لرؤية مشتركة حول آلية حل الأزمة الليبية وذلك قبيل عقد مؤتمر برلين الدولى حول ليبيا المزمع تنظيمه خلال شهر يناير المقبل، وذلك بمشاركة دول إقليمية ودولية فاعلة فى المشهد الليبى.
كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قال إن بلاده ستعزز التعاون مع ليبيا، ومستعدة لتقديم دعم عسكرى للحكومة فى طرابلس، ودعم الخطوات المشتركة فى شرق البحر المتوسط.
ووقعت تركيا مع حكومة طرابلس اتفاقات لترسيم الحدود البحرية، مما أثار غضب اليونان، وتقول أنقرة إنها قد ترسل قوات إلى ليبيا إذا طلب السراج ذلك وأدانت دول عدة، بينها قبرص واليونان، الاتفاق لأنه يسمح لأنقرة بالمطالبة بحقوق فى مناطق واسعة بشرق البحر المتوسط.