ثارت حالة من الجدل على مدار اليومين الماضيين حول الدكتورة غدير أسيرى، وزيرة الشؤون الاجتماعية فى الحكومة الكويتية الجديدة، حيث شن عدد من النواب فى مجلس الأمة الكويتى، هجومًا حادًا على اختيارها فى التشكيل الوزارى الجديد، محذرين من تأثيرها سلبًا على العلاقات مع الدول الشقيقة، مستشهدين فى ذلك بتغريده سابقة لها منذ عام 2011، تحدثت فيها بسلبية عن مسائل تخص مملكة البحرين.
ومن جهته، قال النائب الكويتى محمد المطير، "إلى رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد، لك فرصة إلى جلسة القسم لنزع فتيل أزمة فى بداية مشوارك.. فإن أقسمت الوزيرة غدير أسيرى فى الجلسة، فسأتقدم مباشرة باستجواب لك بتعريض مصالح البلاد والعباد للخطر"، وأضاف النائب عادل الدمخى: "إذا صحت نسبة هذه التغريده للدكتورة، فهل هذه رسالة الحكومة الجديدة لدول الخليج ودول الجوار؟.. وهل هذا متوافق مع النهج الكويتى فى ترسيخ التقارب وجمع الشمل، ويدعونا إلى التساؤل ما هو دور رئيس الوزراء فى الاختيار؟ وهل يطلع على تاريخ الوزير أم يفرض عليه؟"، فيما قال النائب أسامة الشاهين: "تنسب تصريحات عديدة للدكتورة أسيرى مخالفة للثوابت الإسلامية والوطنية، توزيرها محل استفزاز لا استقرار، وسبب تصادم لا تعاون".
يقولون سبب رفضهم لتوزير #غدير_اسيري تغريدتها ضد البحرين وهو كذب والسبب الحقيقى هو انها ضد توجه الاخوان داخليا ( تنتقدهم بالمنطق والحجه )
— خالد الحجرف (@KhaledALhjraF) December 17, 2019
مشكلة الاخوان ديمقراطيين اذا يبون يقولون رايهم ضد اى شخصيه ولكنهم يمارسون للإرهاب الفكرى ضد من يخالفهم بكل شيئ مشروع وغير مشروع pic.twitter.com/29Tq6P9Wcu
وفى الوقت الذى انقسم فيه المغردون على تويتر ما بين مؤيد ومعارض للوزيرة غدير أسيرى، فإن الهجوم على الوزيرة الكويتية الجديدة لم يقتصر على نواب بلدها فقط، بل جاء أيضًا من برلمانيين فى البحرين، حيث قال النائب البحرينى إبراهيم خالد النفيعى، "شكراً للشعب الكويتى، ولأعضاء مجلس الأمة على مواقفهم النزيهة مع البحرين والمنظومة الخليجية، ونأمل من القيادة السياسية الكويتية الحكيمة إعادة النظر بتعيين المدعوة غدير أسيرى، التى تمثل وتداً مسنوناً ضد البحرين وضد المنظومة الخليجية".
وفى المقابل، قال خالد الحجرف، وهو أحد داعمى الوزيرة غدير أسيرى، فى تغريده على تويتر، "يقولون سبب رفضهم لتوزير غدير أسيرى تغريدتها ضد البحرين، وهو كذب والسبب الحقيقى هو أنها ضد توجه الإخوان داخليًا (تنتقدهم بالمنطق والحجة).. مشكلة الإخوان ديمقراطيين إذا يبون يقولون رأيهم ضد أى شخصية، ولكنهم يمارسون الإرهاب الفكرى ضد من يخالفهم بكل شئ مشروع وغير مشروع"، وجاء ذلك فى تعليقه على مقطع فيديو سابق للوزيرة الكويتية وهى تنتقد فيه الإخوان.
جولة ميدانية لوزيرة الشئون الاجتماعية الكويتية
بدورها، جاء رد غدير أسيرى وزيرة الشؤون الاجتماعية، بشكل عملى على منتقديها وأصحاب الشائعات حول اعتذارها عن تولى الحقيبة الوزارية المسندة إليها، حيث كشفت الدكتورة غدير أسيرى، فى تصريحات خاصة لصحيفة "الأنباء الكويتية"، أنها لم تعتذر عن عدم الاستمرار فى الحكومة، مشيرة إلى أنها عقدت اجتماعات، طوال يوم أمس الأربعاء، مع وكيل الوزارة والوكلاء المساعدين لوضع خطط العمل المستقبلية والاطلاع على خطط العمل الجارى تنفيذها.
وقالت أسيرى: "بدأت عملى مباشرة منذ اليوم التالى لأداء اليمين الدستورية أمام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حيث قمت بجولة صباح أمس إلى دور الرعاية الاجتماعية ضمن مهام عملى التى أقسمت اليمين على أدائها بكل أمانة وإخلاص".
جدل حول تعيين غدير أسيرى فى الحكومة الكويتية الجديدة
زيارة وزيرة الشئون الاجتماعية الكويتية لأحد دور الرعاية
وردًا على ما يقال عنها فى "تويتر" ما بين مؤيدين لها ومعقبين على إحدى تغريداتها المسجلة فى العام 2011، قالت الوزيرة: "أنا مو صوب ما يقال عنى فى تويتر، فقد أقسمت قسمًا سأحاسب عليه أمام رب العالمين، ولذلك فأنا من الآن فصاعدًا سأكون مشغولة لتأدية واجبات مهمتى حسب الدستور والقانون".
وفى السياق ذاته، نفت مصادر مطلعة فى تصريحات خاصة لصحيفة الأنباء، أن تكون هناك نية مبيته عند تشكيل الحكومة الجديدة لافتعال أزمات مع أى جهة، ودعت مصادر مطلعة أخرى، الحكومة إلى ضرورة التزام الشفافية حتى تستطيع مواجهة القضايا والملفات العالقة والعبور الآمن بالتعاون مع مجلس الأمة، كما رأت أن الحالة التى مرت بها المشاورات السابقة لتشكيل الحكومة، والتى اتسمت بالغموض والسرية، أدت إلى ندرة، بل حجب المعلومات وردود الأفعال التى كان يمكن الاستفادة منها فى وقت مبكر، وأعربت المصادر، عن كل الأمل فى أن تدرك الحكومة أهمية التناغم بين أعضاء السلطتين حتى لا تتسع دائرة ردود الأفعال السلبية.
غدير أسيرى تطمئن على حالة مريضة
الدكتورة غدير أسيرى تتحدث مع مواطنة خلال جولتها الميدانية
هذا، ورأت مصادر قانونية أن مطالبة البعض بإقالة وزيرة الشؤون الاجتماعية يحمل نوعا من التناقض، خصوصا أن بعض المطالبين يحملون راية المطالبة بإقرار قانون العفو العام عن أصحاب قضايا الرأى، وعلى صعيد آخر، أوضحت مصادر خاصة لـ"الأنباء"، أن دور رئيس وزراء حكومة تصريف العاجل انتهى تلقائيًا بأداء الحكومة الجديدة اليمين أمام صاحب السمو الأمير، ولا يحتاج الأمر الآن إلى أى إجراء.
جولة ميدانية للوزيرة غدير أسيرى فى ظل الانتقادات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة