يحتفل العالم فى الثانى من ديسمبر من كل عام باليوم الدولي لإلغاء الرق، وهو اليوم الذي يذكر باتفاقية الأمم المتحدة بشأن منع الإتجار بالأشخاص واستغلال الغير في البغاء ذات الرقم 317 IV والتي صدرت في 2 ديسمبر 1949.
وينصب التركيز في هذا اليوم على القضاء على أشكال الرق المعاصرة مثل الاتجار بالأشخاص والاستغلال الجنسي وأسوأ أشكال عمل الأطفال والزواج القسري والتجنيد القسري للأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة.
وبحسب كتاب "اسياد العبودية - حقائق بين التلفيق والتوثيق" تأليف : م. محمد ابراهيم ابداح، فإن الرق شاع فى عهد إبراهيم عليه السلام، ومن المسلم به تاريخيا أن فرعون مصر أهدى السيدة سارة زوجة النبي إبراهيم جارية هى هاجر، وهبتها بدورها لزوجها عليه السلام، وكذلك عاشر يعقوب عليه السلام جاريتين أهدتهما إليه زوجتاه ابنتا خاله "لابان ليا، ورحيل" بملك اليمين وأنب من حلائله الأربع أولاده الاثنا عشر يوسف وأخواته، وكذلك امتلك سليمان أعداد كبيرة من العبيد والجوارى، وكان العبيد معروفا ف عهد يوسف عليه السلام، إذ تعرض هو نفسه لمحنة الرق.
ووفقا للكتاب فإن اليهود كانوا دوما من أكبر وأشهر التجار فى أسواق النخاسة فى التاريخ، والشواهد التاريخية تحفل بقصصهم وخصوصا فى مدينة البندقية، وجاء فى الإصحاح 21 من سفر الخروج، سبل تجارة الرقيق حيث ينص: "إذا اشتريت عبدا عبرانيا، فست سنين يخدم ثم إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين وبنات فالمرأة وأولادها يكونون عبيد للسيد، ولكن إذا قال العبد أحب سيدى وامرأتى وأولادى لا أخرج حرا، يقدمه سيده إلى الله، ويقربه إلى الباب أو القائمة، ويثقب سيده أذنه بالمثقب ليخدمه إلى الأبد"، هذا إذا كان عبرانيا، أما استرقاق غير العبرانى فهو عن طريق الأسر، وشرعوا لهذا الأمر سندا من التوراة، يعتقد الكتاب أنه محرفا.
وأوضح الكتاب أن الدين المسيحى جاء ولم يحرم الرق، حيث لم ينقل عن المسيح ولا عن الحواريين ولا عن الكنائس نصا يحرم العبودية أو يحرمها، بل استمر وضع العبودية كما هو باستقناء النصوص الموجبة لحفظ كرامة وحياة الإنسان، وعليه فأن المسيحية لم تعترض على العبودية، ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم فى آدابهم من جهة العبودية، حتى ولا المباحثة فيها، ولم تقل شيئا ضد حقوق أصحاب العبيد، ولا حركت العبيد لطلب الاستقلال، لكن آباء الكنيسة أوصوا باعتبار الرق كفارة عن ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوا من غضب السيد الأعظم.
ووفقا لكتاب " آثار الحرب: دراسة فقهية مقارنة" تأليف وهبة الزحيلي، فأن الإسلام عندما جاء فلم ير أنه من الحكمة إلغاء الرقيق فى العالم حتى لا تصطدم دعوته مع مألوف النفوس، ولئلا تضطرب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، فيكثر المجادلون والمعارضون، وينتشر الفقر والعوز فى المجتمع.
لكن المؤلف عاد وأكد أن الإسلام يقدر معنى الحرية ولذتها، ويعد الأصل فى الإنسان هو الحرية، وبما أنه لم يرد ص فى الكتاب أو فى السنة على إباحة الرق، فأن الإسلام لا يتعارض مع إلغاء الرق من العالم اليوم، إذا فأن إلغاء الرق لا يتعارض مع روح التشريع الإسلامى، حيث أن الإسلام كان خير منبه للعقول الغافلة لتحرير العبيد وعتق الأنفس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة