استضافت الجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم، اثنين من سفراء الولايات المتحدة السابقين لدى القاهرة هما فرانس كرتيزر وفرانك ويزنر ، في ندوة عن العلاقات المصرية الأمريكية بحضور فرانسيس ريتشاردوني رئيس الجامعة وقيادات الجامعة وعمداء الكليات.
قال السفير فرانك ويزنر ، إن منطقة الشرق الأوسط مازالت محيرة منذ 2011 وحتى اليوم مازالت تشهد الكثير من المظاهرات كما أن أثر الربيع العربي مازال حاضرا ومؤثرا مما أثر على العلاقات الخارجية بينما تغير الولايات المتحدة الأمريكية سياساتها تجاه الكثير من الدول ، مؤكدا أن الرئيس ترامب يتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار فرانك ويزنر ، الى أن الولايات المتحدة تظن إن الأمريكان بالخارج لديهم وجهات نظر مختلفة عن دور أمريكا في الشرق الأوسط ، فالبعض يطالب بتقليل التدخل في شئون الشرق الأوسط وهوما لم يحدث مما جعل الأمريكان يائسين بشأن سياساتهم الخارجية مضيفا: على الأمريكان ألا ينسوا أن الولايات المتحدة ستظل تلعب دورا في المنطقة ولكن السؤال هو أي دور ستلعبه.
وأجاب: لا أظن أن الولايات المتحدة لديها خيارات كثيرة بل عليها أن تواصل دورها في القضايا الأساسية في المنطقة ومن ثم علينا أن نصل إلى درجة من الاستقرار والقدرة على إدارة صراع المصالح بين القوى العظمى
وثمن السفير الأمريكي السابق الدور المصري في عدد من قضايا الاهتمام المشترك بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية مثل قضايا اليمن والسودان وسوريا مؤكدا: إذا فكرت الولايات المتحدة في حل تلك القضايا بمفردها دون إِشراك مصر سوف تخسر الكثير من الحكمة
وأبرز ويزنر، الانتقادات الموجهة للإدارة الأمريكية الحالية بشأن عدم قدرتها على استعادة العلاقات الأمريكية التاريخية مع حلفائها في أوروبا وآسيا مشيرا إلى إن إدارة ترامب تتمتع بعلاقة قوية مع مصر حاليا
أما السفير فرانس كرتيزر ، فقال إن تحقيق التوازن بين المصالح في المنطقة العربية والقيم الأمريكية أمرا محيرا وطالما شغل الدبلوماسية الأمريكية ، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة دائما ما تلعب أدوارا في المنطقة لتحقيق مصالحها في الأمن القومي ولضمان مصالحها الاقتصادية.
واستكمل كرتيزر: على الرغم من خلافنا مع سياسات بعض الحكومات لكن اخترت أن أعمل وأن اتعاون مع الأخرين ففي الحرب الباردة مثلا كانت الولايات المتحدة مضطرة للتعامل مع السوفييت مضيفا: لا يمكننا إجبار الدول الأخرى على تبني القيم الأمريكية وعلينا أن نحترم وجهات نظرهم والطريقة التي يعيشون بها.
وانتقد كرتيزر وقوف الولايات المتحدة دائما إلى جانب إسرائيل في وساطتها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرجعا ذلك إلى علاقة أمريكا التاريخية مع إسرائيل
ولفت كرتيزر ، إلى أهمية الحلول الدبلوماسية في التعاون مع دول منطقة الشرق الأوسط مشيرا: لا يمكننا فرض وجهات النظر الأمريكية على الأخرين فأمريكا تحاول تقديم نفسها كنموذج في قضايا الحريات والديمقراطية دون أن تفرض هذا النموذج على دول أخرى
وأشاد كريتزر ، بدور مصر كدولة محورية في المنطقة العربية لديها روابط وثيقة مع منظمة التحرير الفلسطينية بالإضافة إلى علاقة إسرائيل التاريخية بالولايات المتحدة مشيرا إلى إن مصر وأمريكا معا يستطيعان أن يصلا إلى الكثير في حل القضية الفلسطينية وفي الكثير من القضايا الحساسة والمصيرية بالمنطقة
وأضاف فرانس كرتيزر قائلا : مصر لديها اتفاقية سلام بالفعل مع إسرائيل ولكنها دولة قائدة في المنطقة وتستطيع أن تساعد بقية الدول لاتخاذ خطوات مماثلة لافتا إلى أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني دائما ما يحتاجان إلى وساطة في جلسات المباحثات بينهما مثمنا الدور المصري في هذا الملف