قال الجيش الوطنى الليبى إن سرية بحرية مقاتلة قامت بجر سفينة تركية تحمل علم جرينادا ويقودها طاقم تركى الجنسية.
وذكر الجيش الليبى أن الواقعة حدثت أثناء تنفيذ دورية فى المياه الإقليمية الليبية قبالة ساحل درنة، وفى الحدود البحرية التى تم ترسيمها بموجب الاتفاقية الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق التى تسيطر على طرابلس.
وأضاف الجيش الليبى فى بيان، مساء السبت، أنه تم جر السفينة إلى ميناء رأس الهلال للتفتيش والتحقق من حمولتها واتخاذ الإجراءات المتعارف عليها دوليا فى مثل هذه الحالات، وكان الجيش الليبى حذّر فى وقت سابق السفن التركية من الاقتراب من السواحل الليبية، وهدّد بإغراقها.
وأكد رئيس أركان البحرية فى الجيش الوطنى الليبى، اللواء فرج المهدوى، أن ليبيا واليونان اتفقتا على سدّ الممر البحرى الرابط بين جزيرة "كريت" اليونانية والحدود البحرية الشرقية لليبيا، أمام السفن التركية، خاصة القادمة إلى غرب ليبيا والمحملة بالآليات والأسلحة والدواعش.
وأوضح المهدوى أن "هناك تنسيقاً كبيراً بين اليونان وليبيا من أجل مراقبة حركة السفن التركية، وسيتم التدخل من الطرف اليونانى لاحتجاز أى سفينة تركية تخترق السواحل اليونانية، ومن طرفنا لضربها وإغراقها إذا ما حاولت تخطى المياه الليبية للاستكشاف والتنقيب عن النفط أو الوصول إلى موانئ غرب ليبيا لإيصال الأسلحة للمليشيات، خاصة ميناء مصراتة".
وأشار المهدوى إلى علاقاته الجيدة مع المسؤولين اليونانيين، باعتباره خريج المدرسة اليونانية فى سبعينات القرن الماضى.
كما تحدث المسؤول العسكرى الليبى عن وجود رقابة على مدار الساعة على السواحل الليبية، مشيرا إلى أن "القيادة العامة للجيش الليبى وفّرت كل التجهيزات والآليات اللازمة لجيش البحر من أجل التدخل إذا ما حدث خرق للمياه الليبية من طرف السفن التركية وتدمير أى تهديد".
وتوقّع استمرار أنقرة فى إرسال الأسلحة والمقاتلين إلى المليشيات التابعة لقوات الوفاق، قائلاً: "كلنا نعلم أن تركيا فيها أعداد كبيرة من مقاتلى داعش، وهى ترى فى معركة طرابلس فرصة للتخلص منهم بإرسالهم لتدعيم صفوف المليشيات وقتل الليبيين".
ولفت المهدوى إلى التداعيات الخطيرة للاتفاقيات التى وقّعتها حكومة الوفاق مع تركيا، من حيث مساهمتها فى إغراق ليبيا بالأسلحة والإرهابيين، وإدخالها فى توّترات مع دول الجوار، فضلاً عن تأجيج النزاعات بين مختلف القوى فى منطقة حوض المتوسط حول الحدود البحرية وحقوق التنقيب على النفط والغاز.
وضبطت السلطات اليونانية فى يناير 2018 سفينة تنقل متفجرات من تركيا إلى مدينة مصراتة الليبية.
وأكد مصادر مطلعة حينها أن كمية المتفجرات التى كانت تنتوى تركيا نقلها إلى مدينة مصراتة الليبية تبلغ 410 أطنان متفجرات، موضحة أن كمية المتفجرات التى كانت أنقرة تهريبها إلى ليبيا هى الأكبر خلال الأشهر القليلة الماضية.
تتابع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية باهتمام بالغ مجريات التحقيق حول السفينة التركية( اندروميدا)، والتى كان على متنها عدد 29 حاوية من المتفجرات تتنوع بين صواعق ونترات الأمونيوم ومواد خاصة يمكنها استخدامها لبناء قنابل لتنفيذ الأعمال الإرهابية حسب تصريحات خفر السواحل اليونانية والتى أبحرت من إلى تركيا بعد تزويدها بحمولتها من ميناءى مرسين واسكندرونة إلى جيبوتى وسلطة عمان حيث تلقى قبطانها يعد الإبحار أوامر من مالك السفينة بالتوجه إلى مصراتة.
وطالبت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية البعثة الاممية للدعم بليبيا ومجلس الأمن والجامعة العربية الاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى وكافة المنظمات والهيئات الحقوقية اعتبار هذه الواقعة جريمة حرب تقوم عليها وتدعمها تركيا وكل من له علاقة بهذه السفينة.
وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أن الإقدام على هذه الأفعال يؤكد على ما صدر فى تصريحاتها وبياناتها السابقة حول الدور التركى المشبوه فى دعم الإرهاب ليس بليبيا فقط بل فى كل دول المنطقة، مطالبة دولة اليونان باطلاعها على التحقيقات وإحاطتها بجميع التفاصيل، مؤكدة حرصها التام على الأمن الدولى والإقليمى ومحاربة الإرهاب على جميع الأصعدة.