يشهد لبنان احتجاجات عنيفة منذ أكثر من شهرين اعتراضًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى تمر بها البلاد، ورغم استقالة حكومة سعد الحريرى، والإعلان عن بداية تشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور حسان دياب، إلا أن الصراعات الطائفية داخل لبنان تؤجج الوضع وتأبى أن تستقر الأوضاع حتى الآن.
وفى ظل الاشتباكات العنيفة الأخيرة التى حولت شوارع لبنان لساحة حرب، أحرق مجموعة من الشبان شجرة عيد الميلاد الضخمة التى تزين ساحة النينى فى مدينة طرابلس اللبنانية، وجاء هذا فى الوقت الذى نزل فيه أنصار "جماعة حزب الله" و"حركة أمل" الشيعيتين، إلى الشوارع فى حالة من الغضب الشديد عقب انتشار مقطع فيديو لشاب يسىء إلى شخصيات دينية شيعية، الأمر الذى دفعهم للنزول إلى الشارع والقيام بأعمال شغب وتعد على الممتلكات العامة والخاصة وإلقاء المفرقعات النارية باتجاه القوى الأمنية، هذا إضافة إلى استمرار الاحتجاجات فى الشوارع اللبنانية المعترضة على تشكيل الدكتور حسان دياب للحكومة اللبنانية الجديدة، بسبب تسميته من قبل حزب الله اللبنانى، ما اعتبره البعض محسوبًا على التكتل الشيعى اللبنانى.
وفى محاولة لإعادة بهجة عيد الميلاد مرة أخرى لشوارع لبنان، أعادت مجموعة من سكان مدينة طرابلس اللبنانية، ترميم شجرة عيد الميلاد فى ساحة النينى وإضاءتها مجددًا، متمنين ولادة الوطن من جديد بسلام وتعايش، وذلك وفقًا لتقرير عرضته قناة "LBC" اللبنانية.
ويشار إلى أن الجيش اللبنانى، سبق أن أعلن، الأربعاء الماضى، إلقاء القبض على منفذى الاعتداءات، التى شهدتها مدينة طرابلس "شمالى البلاد"، والتى تضمنت قطع الطرق وترديد هتافات تنطوى على إثارة النعرات بين الطوائف والمذاهب، والاعتداء على منزل مفتى الشمال اللبنانى وحرق شجرة الاحتفال بأعياد الميلاد فى إحدى الساحات الرئيسية.
وذكرت مديرية التوجيه بقيادة الجيش اللبنانى، فى بيان لها – آنذاك - أن عددا من الأشخاص الذين يستقلون دراجات نارية، كانوا قد أقدموا على التجمهر فى الرابعة من فجرًا أمام منزل مفتى طرابلس والشمال "للطائفة السُنّية" الشيخ مالك الشعار، وقاموا بأعمال شغب وتحطيم للممتلكات العامة والخاصة، مطلقين الشعارات النابية.
إعادة ترميم شجرة عيد الميلاد فى طرابلس اللبنانية
وأضاف الجيش اللبنانى، أن المتجمهرين أقدموا عقب ذلك على إلقاء زجاجات تحتوى على مواد حارقة، على شجرة عيد الميلاد فى "مستديرة النينى" على نحو أدى إلى اشتعالها بالكامل، وأشار، إلى أن جهاز مخابرات الجيش تمكن على الفور من تحديد أماكن تواجد مرتكبى تلك الجرائم فى طرابلس، وألقى القبض على 8 أشخاص منهم، وأحالهم إلى سلطات التحقيق القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
يأتى هذا فيما، ناشدت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، المتظاهرين فى وسط العاصمة بيروت وبمدينة طرابلس (شمالى لبنان) إخلاء الطرق والساحات، درءً للأخطار وتجنبا للفتن، وذلك بعد الاشتباكات والمواجهات العنيفة التى وقعت لاسيما فى مناطق متعددة من العاصمة.
وطالبت وزيرة الداخلية – فى بيان لها الليلة - جموع المتظاهرين والمحتجين بالاحتكام إلى دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريرى بترك الشوارع وعدم قطع الطرق، بصورة فورية، حرصا على دولة المؤسسات وحفاظا على السلم الأهلى ومبدأ الاعتدال الذى ينتهجه الحريرى.
إعادة إضاءة شجرة عيد الميلاد فى طرابلس اللبنانية
وأشارت إلى أن دعوتها تأتى فى ضوء ما تشهده بعض المناطق، لاسيما منطقة (كورنيش المزرعة) ببيروت وكذلك طرابلس، من اضطرابات ومناوشات تخللها إطلاق مفرقعات ورمى حجارة على نحو كثيف باتجاه الجيش والقوى الأمنية.
ويذكر أن منطقتا كورنيش المزرعة والطريق الجديدة، وهما من المناطق التى يشكل أبناء الطائفة السُنّية أغلبية سكانية كبيرة فيها، قد شهدتا تظاهرات وتجمعات احتجاجية تطورت إلى حد المواجهات والاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين مع القوى الأمنية والعسكرية، على خلفية اعتراضهم على تسمية الدكتور حسان دياب رئيسا للوزراء وتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة.
وكان المتظاهرون قد قطعوا الطريق الرئيسى بمنطقة كورنيش المزرعة بعد ظهر الجمعة، حيث افترشوا الطريق، غير أن مواجهات عنيفة اندلعت فى فترة المساء، حينما حاولت قوات الجيش فتح الطريق أمام حركة المرور، وهو الأمر الذى لم يلق قبولا لدى المحتجين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة