القارئ محمد فاروق أبو فرحة يكتب: الباسم الضاحك والكلمة الطيبة

السبت، 21 ديسمبر 2019 02:00 م
القارئ محمد فاروق أبو فرحة يكتب: الباسم الضاحك والكلمة الطيبة التفاؤل - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى هذا الزمان ومع الازدحام الشديد ومع الظروف المحيطة بكل إنسان قلت كثيرا الابتسامة فى وجه القريب والغريب وقلت الضحكة الصادقة، التى تخرج من القلب، وظهرت الابتسامة (اللى من تحت الضرس)، كما يقول العامة، وأيضا هناك الابتسامة التى فيها نفاق بين صاحب العمل ومرؤوسيه وبين من لك عنده مصلحة، فقد تبتسم على أشياء تجدها أكثر تفاهة من أن تبتسم من أجلها، وظهرت أيضا ابتسامات المجاملات، والابتسامة الساخرة، وغيرها من الكثير من الابتسامات المحيرة وغير المعبرة عما يدور فى وجدان الشخص، والابتسامة الصادقة المعبرة عما بداخلنا لها ثوابها الكبير عند الله، وأيضا من يبتسم للآخرين تقربا لله أفضل بكثير ونتذكر حديث رسول الله (تبسُّمك فى وجه أخيك صدقةٌ) فتصدقوا عباد الرحمن بابتساماتكم لعلها تنجيكم يوم القيامة من النار.

 

والضحكة التى تخرج من القلب قلت أيضا لكثرة الهموم وعدم وجود الوقت الكافى للجلوس مع الأحباب والأقارب واستبدالهم بعالم خيالى وهو الموبايل، فظهر نوع جديد من الضحك وهو (الضحك مع النفس) نعم فجأة وأنت جالس فى أمان الله، وإذا بالشخص الذى بجوارك تجده يفزعك مرة واحدة بضحك هستيرى مما رآه فى الموبايل فيتوقف عن الضحك أيضا فجأة ويشعر ببعض من الخجل على بعض من الإحراج فيحاول تفسير ما رأى وكثيرا لا يكمل تفسير ما رأى، ولا ننسى أن الضحك يقوى المناعة وهناك عيادات خارجية تعالج بالضحك، وأفضل ضحك هو الضحك الذى يكون خالصا النية لا تشوبه معاملات مادية و يكون بين الأسرة والأحباب و الأهل و الأصدقاء و كلما كان هناك تعاملات مادية بين طرفى الضحك فهى ليست بالضرورة صادقة أو خارجه من القلب.

 

نتذكر كلام الله تعالى فى سورة هود: ﴿ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ ﴾ [هود: 71] من أجل هذا نقول استبشر بالخير وتفاءل بالخير، وقال تعالى فى سورة النمل: ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا ﴾ النمل: 19 و نلاحظ هنا أن سيدنا سليمان تبسم أولا ثم ضحك , فالابتسامة تسبق الضحك، لان الضحك يحتاج إلى تمهيد و قصه و حوار أو موقف يسبقه مشاهدة وتأمل فالضحك فيه خير كثير لكننا نخاف من كثرته فنقول ( اللهم اجعله خير ) وبالتالى فى ضحك خطر على الصحة وهو الإكثار من الضحك  فكثرة الضحك تميت القلب، وكثرة الضحك ليست بالأمر المعتاد الآن و يسميها البعض ( كريزة ضحك) وهى التى لا تستطيع أن تتوقف فيها عن الضحك حتى تشعر بآلام فى راسك و أحيانا لا قدر الله قد تكون مميتة للقلب, لذا فالوسطية مطلوبة فى كل شيء , حتى فى الضحك  أو البكاء ولا ننسى سيدنا يعقوب والد نبى الله يوسف الذى فقد نظره من كثرة البكاء و ليس من البكاء العادى و لكن من كثرته، فلكل شىء حدود.

 

نعم نفتقد الكلمة الطيبة فى هذا الزمان , و الكلمة الطيبة تختلف فى أحاول كثيرة و لكنى هنا أتكلم عن ( تطيب الخاطر ) أو ( جبر الخاطر ) خاصة بين الأهل و الأحباب و الجيران و الأصدقاء , فكلمة طيبة تنسى الجميع هموم من الجبال     و للأسف أصبحت كبيرة على البعض و تناسوا أن الزمن ينسى الناس أشياء بسيطة و لكنها مهمة جدا فى حياتنا , فالتكنولوجيا ليست كافية فى التواصل بين الأهل خاصة و الأقارب عامة , و لكن أن تنسى أبويك و تهملهم بحجة الشغل فهذا صعب على البعض, فتذكر انك قدوة لأبنائك و مثل أعلى ,  وتذكر أنهم لم ينسوك يوما و أنت صغير و حتى و أنت كبير كما تفعل ألان مع أبناءك .

 

و الكلمة الطيبة لها مفعول السحر , قال تعالى : وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِى أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} (الإسراء:53(. و قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ‌ كَيْفَ ضَرَ‌بَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَ‌ةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْ‌عُهَا فِى السَّمَاءِ , تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَ‌بِّهَا ۗ وَيَضْرِ‌بُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُ‌ونَ , وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَ‌ةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْ‌ضِ

مَا لَهَا مِن قَرَ‌ارٍ‌ (إبراهيم:24-26

 

هنا شبه الله الكلمة الطيبة كشجرة , و الشجرة تثمر و يأكل من ثمرها الكثيرون , و هكذا عباد الله , لا تنسوا الآخرة فالدنيا تجرى أسرع مما نتخيل و فجأة يتوقف كل شيء و تجد نفسك فى اقل من ثانيه بين يدى الله يسألك و يحاسبك   و يقول لماذا فعلت هذا و لماذا لم تفعل هذا ؟ و هنا الكلمة الطيب و ابتسامتك فى وجه الآخرين و دعاء الآخرين لك أثناء حياتك و بعد مماتك هى شفيعة لك بين يدى الرحمن.. "الباسم الضاحك يحبه الجميع والكلمة الطيبة مفتاح باب أهل الجنة".

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة