تكشف حالات الوفاة، والتعذيب التى تشهدها سجون الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الكذيب من انتهاكات حقوق الإنسان التى يمارسها النظام التركى ضد المعتقلين، خاصة بعد وفاة سجين تركي بالسرطان داخل سجون أنقرة عقب أن رفضت السلطات التركية علاجه، بجانب شهادة نائب تركى معارض بأن كل سجون تركيا أصبحت تشهد تعذيب.
فى هذا السياق قال موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، إن القوات التركية واصلت عملية مداهمات فى 5 مدن تركية، للقبض على 18 أشخاص، بتهمة الانتماء لجماعة جولن وهيكل الدولة الموازي، وذلك بناء على تعليمات من مكتب المدعى العام بأنقرة.
وقال الموقع التابع للمعارضة التركية، إنه صدر قرار اعتقال ضد 18 مشتبها بهم، منهم 5 في الخدمة الفعلية، في إطار التحقيقات بالانتماء لجماعة جولن، فى المستشفيات ووزارة الصحة التركية، موضحة أنه صدر قرار اعتقال لـ18، منهم 10 أطباء، 5 في الخدمة الفعلية فى وزارة الصحة ومستشفيات تابعة لها، وذلك فى إطار التحقيقات بخصوص الانتماء لجماعة جولن.
وتابع موقع تركيا الآن: اعتقلت القوات التركية 10 مشتبه بهم فى العمليات التى قامت بها فى 5 مدن تركية. وتستمر أعمال قوات الشرطة للقبض على المشتبه بهم الآخرين.
ومن جانبه أكد موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن مواطن تركي يدعى إينجين إيرول فقد حياته ، بعد صراعه مع مرض السرطان وحبيس بسجن أرضروم، إذ رفضت السلطات التركية إطلاق سراحه، ولم توافق حتى على علاجه، وعندما ساءت حالته نُقل إلى مستشفى أرضروم بتاريخ 10 ديسمبر، إلا انه فقد حياته مساء أمس.
وقال الموقع التابع للمعارضة التركية، إن إينجين إيرول هو معلم تركي يبلغ من العمر 41 عامًا، اعتقلته السلطات التركية بتهمة انتمائه إلى جماعة فتح الله جولن، وظل في سجن أرتفين لمدة عامين، بعدها نقل أرضروم، ومكث به لمدة عام و3 شهور، وبعد تشخيص مرضه بالسرطان ظل قرابة الـ3 شهور حتى تم إرساله إلى الطبيب، مثل حال العديد من المرضى داخل السجون التركية، وكان وزنه عند دخوله السجن 30 كيلو إلا انه خرج منه وهو ضعيف للغاية.
وتابع موقع تركيا الآن: قدم إيرول أكثر من 20 طلبًا بشأن مرضه، لكنه لم يؤخذ بعين الاعتبار، واستمر في السجن حتى ساءت حالته للغاية، كما قال إيرول قبل وفاته لأقاربه: «الكثير يموتون داخل السجون. وهناك شخصان يعانون مما كنت أعاني منه. فلتدعوا لهم».
وأوضح الموقع التابع للمعارضة التركية، أن السلطات التركية ألقت القبض على إيرول عقب الانقلاب المزعوم، 15 يوليو، فور عودته من الخارج، حيث كان يعمل معلمًا بالخارج وجاء إلى تركيا ليساند زوجته أثناء عملية الولادة، إلا أنه تم اعتقاله. إيرول أب لـ3 أطفال صغار.
ونقلت صحيفة زمان، التابعة للمعارضة التركية، عن نائب حزب الشعب الجمهوري التركى المعارض، سازجين تانري كولو، تأكيده أن سجون تركيا الـ 355 تشهد وقائع تعذيب، وأن الأمر لم يعد يقتصر على السجون الثلاثة الشهيرة في إسطنبول وأنقرة وديار بكر.
وقال نائب حزب الشعب الجمهوري التركى المعارض، إنه في فترة انقلاب 12 سبتمبر 1980، كان مركز وقائع التعذيب والمعاملة السيئة ضد المعتقلين هي سجون ماتريس في إسطنبول، وماماك في أنقرة، وديار بكر؛ ولكن الآن جميع سجون تركيا البالغ عددها 355 سجنًا تشهد عمليات تعذيب.
وقالت الصحيفة التابعة للمعارضة القطرية، إن عدد المعتقلين في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو 2016، حيث نفذت السلطات حملة أمنية واسعة أسفرت عن اعتقال وفصل الآلاف من المدنيين والعسكريين بتهمة المشاركة في تدبير الانقلاب.
وأشارت صحيفة زمان، إلى أن الشهر الماضي ظهرت من جديد أدلة على تعرض 77 من المعتقلين بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة للتعذيب في مديرية أمن أنقرة، بعدما قالت تقارير في يوليو الماضي إن 100 دبلوماسي سابق مفصولين من العمل بتهمة الانتماء لحركة الخدمة، تعرضوا للتعذيب في مديرية أمن أنقرة على يد عناصر من جهاز الاستخبارات.
وفى سياق آخر قال تقرير بثتة قناة "مباشر قطر"، إن بلطجة الرئيس التركى لم تقتصر على الداخل التركى بل تمتد خارجياً، وتكشفها الاتفاقية الليبية التركية، التى وقعها رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، مع رجب طيب أردوغان الرئيس التركى، هى بمثابة "صك على بياض"، للديكتاتور العثمانى التصرف بشكل مطلق عسكرياً فى ليبيا مقابل حماية حكومة "السراج".
وأضاف تقرير قناة المعارضة القطرية، أن بنود الاتفاقية العسكرية بين تركيا وليبيا المشينة، تكشف الاستحواذ التركى على مقدرات الشعب الليبى والتحكم فى قرار البلاد السيادى، إلى جانب التصرف بشكل مطلق فى الحدود البحرية ، موضحا أن الاتفاقية تقول أيضاً أنه يحق لتركيا استخدام الأجواء الليبية للقوات الجوية العسكرية التركية كما هو الحال على الأرض".
وأكد التقرير أن الاتفاقية المخزية تعمل على حكومة تحميها مجموعة من الميليشيات، وتمهد الأرض للتدخل التركى العسكرى فى ليبيا، وهو الأمر الذى سيترتب عليه تغيير موازين القوى فى المنطقة لصالح الجماعات الإرهابية والميليشيات المتطرفة.