مازالت الأجواء فى لبنان غير مستقرة رغم مضى أيام على تقلد حسان دياب منصبه كرئيس للوزراء ، فمازالت اصوات الرافضين لقرار تكليفه تعلو فى سماء شوارعها، وربما يحاول دياب امتصاص الغضب عبر تصريحاته التى يؤكد فيها حرصه على تحقيق آمال وطموحات اللبنانيين ، مشددا على ضرورة تكاتف الجميع من أجل صالح لبنان ، هذا ما أكده دياب فى مؤتمر صحفى له، مبشرا بأن لقاءاته مع القوى السياسية كانت جيدة وإيجابية.
وأضاف، أنه مستقل ويريد حل مشاكل لبنان، متابعا: نحتاج فى لبنان إلى حكومة اختصاصيين ومستقلين، وأسعى إلى حل الأزمة الحالية فى البلاد بمساعدة جميع الأطراف اللبنانية.
وأكد دياب : نتمسك بحكومة اختصاصيين تعمل على حل الأزمة اللبنانية، ولن أعتذر عن تشكيل الحكومة، وسأجتمع مع ممثلين من الحراك اعتبارا من الغد وللاستماع إلى أفكارهم وتشكيل الحكومة اللبنانية لن يطول. وأوضح أننا نريد حكومة لبنانية مصغرة من 20 وزيرا.
وشدد حسان دياب رئيس الوزراء اللبنانى، المكلف على موافقته على جميع مطالب الحراك مضيفا لن اعتذر عن تشكيل الحكومة الجديدة، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى فى بيروت.
وقال رئيس الوزراء اللبنانى المكلف الدكتور حسان دياب إنه سيعمل على تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين (تكنوقراط) المستقلين، تضم نحو 20 وزيرا، مشيرا إلى أنه لم تُطلب منه أو توضع عليه أية شروط من القوى السياسية داخل مجلس النواب.
جعجعع: نحتاج حكومة تكنوقراط
وأكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عدم مشاركة الحزب فى الحكومة الجديدة التى يتم العمل على تأليفها، مشيرا إلى أن نجاح الحكومة المرتقبة يتطلب أن تتشكل من الاختصاصيين "تكنوقراط" المستقلين عن الأحزاب والقوى السياسية، حتى تستطيع إيقاف التدهور المالى والاقتصادى الحاد الذى يشهده لبنان وتنفيذ عملية إنقاذية وإصلاحات واسعة، وذلك فى تصريحات له نقلتها وسائل الإعلام اللبنانية عقب لقاء عقده مع مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون السياسية السفير ديفيد هيل الذى يزور لبنان حاليا.
وقال جعجع: "لا نريد أى حصة فى هذه الحكومة وليس لدينا أسماء وزارية نريد اقتراحها، وأقصى تمنياتنا أن يحذو بقية السياسيين حذونا"، مشيرا إلى أن لبنان أصبح فى حاجة ماسة إلى تصرفات جديدة مغايرة من الطبقة السياسية القائمة، وأن يتم تشكيل حكومة جديدة وفقا لأسس جديدة بشكل كلى.
وأضاف جعجع: "رأينا قرارات الأحزاب السياسية فى الحكومة المستقيلة إلى أين أوصلتنا، وبالتالى إذا ما أتينا بوزراء اختصاصيين يرتبطون بهذه الأحزاب فقرارات هؤلاء ستعود لإيصالنا إلى النتيجة ذاتها، ونحن لسنا فى صدد موقف أيدولوجى أو مبدئى، وإنما توصلنا إلى النتيجة بضرورة أن تكون الحكومة الجديدة من الاختصاصيين المستقلين انطلاقا من التجربة العملية للحكومة السابقة".
وأشار إلى أن لبنان يحتاج سريعا إلى تدفقات مالية فورية، وأن هذه التدفقات لن تقوم بها الدول العربية والغربية إذا لم تكن الحكومة الجديدة موضع ثقة، لاسيما فى ضوء "التجارب السيئة" بعدم تجاوب لبنان والإيفاء بتعهداته مع المجتمع الدولى فى السابق فى شأن تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.