لاشك أن القمامة هى مصدر تلوث لأى مجتمع وبؤرة لانتشار الأمراض والأوبئة فى المكان، فهى بمثابة الصداع فى رأس كل قاطنى المناطق التى تنتشر فيها القمامة، وفى هذا الإطار يجب التحرك فوراً للقضاء على هذه المشكلة والتخلص من أضرارها سواء من جانب المسئولين التنفيذيين أو نواب البرلمان أو أبناء المجتمع نفسه.
وفى مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، نجحت جهود النائب البرلمانى محمد سليم، فى القضاء على مشكلة مقلب القمامة الموجود فى منطقة المطحن منذ سنوات ويحتوى على 20 ألف طن قمامة تلقى يومياً فى هذا المكان.
وقال محمد صديق من أهالى كوم أمبو، إن هذا المكان كان مجرد محطة وسيطة تجمع فيها القمامة لتنقل إلى مدفن بلانة جنوب مدينة كوم أمبو، وتتجمع فى هذا المكان كل قمامة مركز كوم أمبو، لكن عقب أحداث ثورة 25 يناير اعترض مجموعة من شباب قرية بلانة على وجود مقلب ومحرقة للقمامة بقريتهم، ونظموا عددًا من الوقفات الاحتجاجية حتى صدر قرار من محافظ أسوان بنقل المحرقة خارج بلانة، مضيفاً أن بعد ذلك نقلت القمامة من مدينة كوم أمبو إلى وادى علاقى شمال شرق أسوان، على بعد 70 كيلو متر تقريباً، مما أدى إلى تجمع القمامة فى منطقة المطحن وعدم نقلها بشكل مستمر إلى العلاقى نظراً لبُعد المسافة.
وتابع محمود موسى، من الأهالى أيضاً، الحديث عن المشكلة قائلاً: "لا يتوقف الأمر على ذلك ولكن أدى تجمع القمامة إلى انبعاث الروائح الكريهة وظهور الحشرات، علاوة على اندلاع الحرائق فى هذه القمامة وهنا تكمن الخطورة لأن مقلب القمامة قريب من لمستودع بترول، كما أنه مجاور لمطحن كوم أمبو، ولو أن هذه الحرائق امتدت إليهما ستحدث كارثة بمدينة كوم أمبو كلها، وفوق ذلك لا نستطيع النوم فى منازلنا نتيجة هذا الدخان الناتج عن حرق القمامة والذى يعرض أطفالنا للإصابة بأمراض الصدر والحساسية".
فى المقابل، أكد أشرف العمدة، نائب رئيس مدينة كوم أمبو، أن العاملين بالوحدة المحلية نجحوا خلال الأيام الماضية فى رفع تراكمات القمامة من محطة تجميع القمامة بمنطقة المطحن بمدينة كوم أمبو، والتى تحتوى على نحو 20 ألف طن قمامة، وجارى استكمال رفع باقى مخلفات القمامة، وذلك بالجهود الذاتية لأبناء مركز كوم أمبو، مضيفاً أنه تم الدفع بـ3 لوادر و11 سيارة تعمل على مدار 12 ساعة يومياً لرفع تراكمات القمامة من محطة التجميع ونقلها إلى المدفن الصحى بمنطقة وادى علاقى وبعض المناطق البديلة الأخرى للتخلص من أطنان القمامة المتراكمة فى هذه المنطقة لسنوات مضت.
وأوضح "العمدة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، بأن تجميع القمامة بمنطقة المطحن هى عبارة عن محطة وسيطة لنقل تراكمات القمامة منها إلى المدفن الصحى بمنطقة بلانة بناء على القرار رقم 151 بتخصيص مدفن صحى للقمامة بهذه المنطقة، إلا أن اعتراض بعض أهالى بلانة على إلقاء المخلفات فى هذه المنطقة اضطر الوحدة المحلية إلى نقل القمامة إلى منطقة وادى علاقى جنوب شرق مدينة أسوان، لافتاً إلى أن نقل القمامة يومياً إلى هذه المنطقة يمثل عبء على مجلس المدينة نظراً لبعد المسافة بينها وبين مدينة كوم أمبو والتى تصل لنحو 140 كيلو متراً ذهاباً وإياباً، مضيفاً أن ذلك تسبب فى تراكم هذا الكم الهائل من القمامة فى المحطة الوسيطة بمنطقة المطحن.
وفى تدخل برلمانى، للنائب محمد سليم، عضو مجلس النواب عن دائرة كوم أمبو، تقدم بمذكرة عاجلة لوزيرى التنمية المحلية والتخطيط، لتخصيص مبلغ 20 مليون لمشروع النظافة بمركز كوم أمبو، على أن يتضمن المبلغ شراء 2 فدان خارج الحيز العمرانى وكردون المدينة لإنشاء محطة وسيطة للتجميع من الشوارع بالسيارات الصغيرة ونقلها بالسيارات الكبيرة إلى المدفن الصحى بوادى العلاقى، وشراء معدات للنظافة من: "سيارات – لوادر – جريدر - حاويات تجميع - صناديق قمامة"، مطالباً بإنشاء مصنع إعادة تدوير المخلفات الصلبة بمنطقة النيل ضمن المناطق الخدمية بالمخطط الاستراتيجى لمدينة كوم أمبو الجديدة، وهو ما تمت الموافقة عليه واعتماده.