"برج البرلس" مدينة صغيرة تقع على الطرف الشمالي لمحافظة كفر الشيخ، بين شاطئ البحر الأبيض المتوسط وبحيرة البرلس، نقاء جوها يبهرك وبهجة ألوانها تجذبك حيث تتميز بانعدام نسبة البطالة بين سكانها، فجميعهم يعملون في صيد الأسماك وصناعة مراكبها الصغيرة منها والكبيرة، كما أنهم أصبحوا من المهرة في صناعة اليخوت البحرية.
صناعة السفن
عدسة اليوم السابع زارت مدينة البرلس، ورصدت تلك الصناعة الهامة، فالتقينا مع على القصاص يعمل في صناعة المراكب منذ صغره، فقال: تعلمت صناعة مراكب الصيد والسفن من صغرى، كنت في سن العاشرة آتى مع والدي وجدي وأعمل حتى أتقنت المهنة حتى أصبحت أملك أكبر ورشة لتصنيع مراكب الصيد الحديد داخل مدينة البرلس.
وتابع "القصاص" : "المراكب نوعان منها الخشب والحديد فهناك مراكب 20 متر وأخرى 25 مترًا وتزيد عن ذلك وهذه المراكب تسافر لتصطاد داخل المياه الإقليمية ومن الممكن أن تسافر دول أخرى، وتخصصي صناعة المراكب الحديد ونأتي بالمواد الخام من محافظة كفر الشيخ ومدينة دسوق وحى السبتيه بالقاهرة وعلى الرغم من أن سعر طن الحديد يزيد عن عشرة آلاف جنيها فإنه ليس له بديل، بالإضافة إلى العمالة لكل مرحلة من مراحل تصنع المركب يقوم بها لا يقل عن 10 عمال وهى تقريبًا 10 مراحل.
صناعة السفن
واستطرد "الفقاص" قائلًا: "نبدأ المركب من الداخل مقسمة على 3 أجزاء الأوسط هو الثلاجة لحفظ السمك، المؤخرة ويوجد فيها الماكينة الديزل وعمود الدفة والرفاص، أما الجزء الأمامي فعبارة عن حجرة للرجال بها لا يقل عن 6 سراير ومخزن للحبال والهلب، أما وجه المركب فيتم عمل البرتش وهو عبارة عن حجرات للصيادين ومطبخ وحمام ومخزن.
وعن مدة تصنيع المركب وسعره النهائي قال "القفاص" مدة عمل المركب مرتبطة بتوفير الحديد التي يأتي بها صاحب المركب فهو المسئول عن توفير كافة الخامات فهناك من نجهز مركبه في شهر وهناك من يستغرق العمل أكثر من ذلك حسب استعداد صاحب المركب، كما أن السعر يختلف من واحد لأخر حسب الحجم ولكن يمكن أن نقول أنه لا يتعدى المليون جينه هذا لتصنيع المركب الحديد.
صناعة السفن
أما عن تصنيع المركب الخشب فتوجهنا إلى ورشة الـ"القلفاط" وهى أقدم ورشة فى البرلس لتصنيع مراكب الخشب، يقول جلال الدين القلفاط : هناك أسر كثيرة داخل المدينة تعلمت هذه المهنة من أجدادي حين كانوا يعملون معنا في تصنيع المراكب الخشب كما تعلمتها أنا أيضًا من والدي وكنت وقتها في سن الثامنة من عمرى وكما تعلمتها في الصغر علمتها أبنائي وسأعلمها لأحفادى.
تابع شيخ مصنعى السفن في مدينة البرلس حديثه لـ "اليوم السابع" نأتي بخشب الكافور والتوت خشب السويد المستورد ثم نصنعه داخل الورشة، تقسيم المركب الخشب من الداخل لا يختلف عن تقسيم المركب الحديد فهو نفس الشأن، فمثلًا نصنع مركب الشنشلا الذى حيث يقوم بالصيد في مياه عمقها 5 أمتار تقريبًا وهذه تتحمل البقاء لثلاثين يومًا داخل البحر وحمولتها 100 طن تقريبًا ويعمل عليه 50 صيادًا، وتعد تكلفة المركب الخشب من 150 ألف إلى 400 ألف جنيه.
صناعة السفن
وأكمل "القلفاط" في بعض الأحيان نقوم بتصدير مراكب الصيد للسعودية حيث يأتي صاحب المركب بالخامات ويتم الاتفاق ويتحرك المركب من هنا البرلس كاملة مجهزة حتى بالصيادين بعد أن يقوم هو بتجهيز كافة أوراقهم، وهذه ممكن أن تتكرر مرة كل عام، حيث اننا كنا في الماضى نصدر مراكب الصيد لليبيا والسودان والسعودية ومعظم الدول المجاورة .
أما عن صناعة اليخوت فقال "القلفاط" هذه صناعة سهلة وممتعة للعاية حيث اننا بقوم بعمل مركب يشبه الفندق الـ5 نجوم به كافة الرفاهيات، يوجد به حجرات للنوم وبار وصالونات وحمامات ومطبخ إيشانى وتعد تكلفته 2 مليون جنيه ولكن للأسف لم نعد نصنعه داخل مدينة البرلس لتكلفته المرتفعة.
صناعة السفن (5)
صناعة السفن (7)
صناعة السفن (8)
صناعة السفن (9)
صناعة السفن (10)