كثيرا ما شاهدنا داخل مراكز ومدن محافظة الغربية ، العديد من المهن التاريخية والتي سطر أصحابها تاريخهم من خلال أعمالهم المميزة التى يتشرف بها جميع شباب وأهالي المحافظة ، واليوم نلتقي بصاحب مهنة جديدة يرجع تاريخها إلى عشرات السنوات ، كان يأتي إليه الزبائن من جميع دول العالم للتعاقد معهم في إنتاج تلك القطع النادرة والتى لا يوجد مثلها في العالم سوى في منطقة تل الحدادين .
التقى "اليوم السابع" محمد أبو اليزيد " صاحب 65 عاما أقدم صنايعي شروكي كاريتات في محافظات الجمهورية، اشتهر "بالأيدي الناعمة " في تفصيل الكاريتات الملكية والحناطير الخاصة بالعمد والقرى السياحية، يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاما لم يعرف مهنة غيرها على مدار تلك السنوات .
وقال محمد : ورثت هذه المهنة العظيمة "أبا عن جد" منذ كان عمرى 6 سنوات وأعمل بها، لم يكن التعليم مهم بعد الدرجة التي أصبحت عليها ، فكان العمل يدخل ربح كبير لأصحاب الأعمال الخاصة وخصوصا هذه المهنة التي كان يأتي إليها الجميع من جميع أنحاء العالم ليتعاقدوا معنا لتصنيع الكاريتات والحناطير الملكية، لم نكن نتوقع أن تندثر تلك المهنة بعدة الطريقة .
وأضاف: تركت التعليم وعملت مع والدي وبدأت في تعلم الصنعة من الأساس حتى أصبحت محترف وأقوم بكسي الأعمال بالجلود من البداية للنهاية دون مساعدة أحد ، حتى أطلقوا على لقب صاحب "الأيدى الناعمة" بين جميع من عملوا فى هذه المهنة العريقة .
وأوضح: بدأنا نتعاقد مع كبرى المكاتب بالقاهرة لتصدير هذه المنتجات للدول الأوروبية، وبالفعل قمنا بالتواصل معهم وعرض منتجاتنا ، ثم فوجئنا بمندوب يأتي إلينا للتعاقد على كاريتات للأمراء والملوك ، وبالفعل قمنا بالتنسيق مع بعضنا البعض بين مصنع الكاريتات والحناطير ومهمتنا وهي مهنة السروجي والتي تعبر عن اللمسات النهائية ، وقمنا بتصدير العديد من المنتجات التي لاقت إعجابهم ، ثم قمنا ببيع بعض الكاريتات إلى "اليونان وإسبانيا وانجلترا" .
وأشار إلى أن العديد من العمد المصريين كانوا يأتوا إلينا من جميع محافظات الجمهورية للتعاقد معنا في تصنيع تلك "الكاريتات " والتي كانت الوسيلة الرئيسية للتنقل في القرى العمد والمشايخ ، مضيفا أن بعد كل ذلك التاريخ الكبير للمهنة العريقة أصبحت تخطي في طريق الاندثار ، والسبب في ذلك شبح "التوك توك" والذي انتشر بقوة بين جميع مراكز ومدن وقرى المحافظات .
وعن مراحل تصنيع السروجى قال ، أقوم بتفصيل الكرتون بمقاسات الحنطور ثم أقوم بتفصيل الجلد "كابوتنيه" ، ثم أقوم بتصنيع الجزء الأمامى وحشوه بالسفنج وبعد ذلك تنجيده ، ثم بعد ذلك نقوم بطلائه وتركيب الإكسسوار .
وأضاف أنه حاليا يوجد لدية أكثر من 4 كاريتات يقوم بتأجيرهم للزفاف والنزهة داخل المناطق الأثرية في طنطا مثل منطقة السيد البدوي ، موضحا أنه يأتي إليه العديد من العرائس بالمدن المحيطة لتأجيرها للزفاف نظرا لتميزها .
واختتم حديثة قائلا " لم أعد أتمنى شيئا من هذه الدنيا سوى رضي الله سبحانه وتعالى ، فقد رزقنى الله بالمال والأولاد وزوجتهم جميعهم ، والآن أعمل وسأظل أعمل حتى مثواى الأخير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة