اعتذر الرئيس العراقى، برهم صالح، عن تكليف مرشح "كتلة البناء"، أسعد العيدانى، لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة، مؤكدا استعداده شخصيا للاستقالة من منصب رئيس الجمهورية، وأكد الرئيس العراقى فى رسالة موجهة إلى المؤسسات الحكومية العراقية منها مجلس النواب أن اعتذاره عن تكليف العيدانى لرئاسة الحكومة جاء بعد أخذه فى الحسبان مسؤولية رئيس الجمهورية تجاه شعبه، ومسؤوليته الوطنية تجاه استقرار البلد وسلامته، "ومنطلقا من حرصى على حقن الدماء وحماية السلم الأهلى".
وقال صالح إن الرئاسة العراقية تسلمت عدة مخاطبات حول الكتلة النيابية الأكثر عددا يناقض بعضها البعض، مؤكدا أن الحراك السياسى والبرلمانى يجب أن يكون معبرا دائما عن الإرادة الشعبية لتوفير حكم رشيد يرتقى إلى مستوى تطلعات الشعب العراقى.
وكتب الرئيس العراقى رسالة موجهة لمجلس النواب، وتضمنت الاعتذار عن ترشيح العيدانى "من منطلق حرصي على حقن الدماء وحماية السلم الأهلي.. أعتذر عن تكليف العيداني مرشحا عن كتلة البناء".
وأضاف فى الرسالة "أضع استعدادى للاستقالة من منصب رئيس الجمهورية أمام أعضاء مجلس النواب ليقرروا فى ضوء مسؤولياتهم كممثلين عن الشعب ما يرونه مناسبا.. فيقينا لا خير يُرتجى فى موقع أو منصب لا يكون فى خدمة الناس وضامنا لحقوقهم".
وشدد برهم صالح للبرلمان العراقى على أن الحراك السياسى والبرلمانى يجب أن يعبر عن إرادة الشعب.
يذكر أن الشارع العراقي المنتفض قد أعلن رفضه لثالث مرشح محتمل لرئاسة الحكومة الجديدة، وذلك بعد تسمية كتلة تحالف البناء لمحافظ البصرة أسعد العيدانى لخلافة رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدى.
وأعلنت اللجنة المنظمة للتظاهرات فى العراق، الخميس، رفضها ترشيح أسعد العيدانى، محافظ البصرة لرئاسة الحكومة العراقية، محملين إياه المسؤولية عن قتل المتظاهرين فى محافظته.
وقالت اللجنة إن الشعب العراقى يرفض ترشيح أسعد العيدانى محافظ البصرة المسؤول عن قتل المتظاهرين فى البصرة وعن انتهاكات صارخة ضد أبناء المحافظة.كما وصفته بأنه "أحد الفاسدين الذين خرجت ثورة أكتوبر ضدهم وطالبت بمحاكمتهم، وهو المشرف على تقسيم واردات الموانئ للأحزاب الفاسدة، وهو أحد أدوات وأذرع إيران فى العراق."
ويعد أسعد العيدانى، هو ثالث مرشح يعلن المحتجون رفضهم تكليفه بمنصب رئيس الحكومة العراقية الجديدة بعد عضو البرلمان محمد شياع السودانى، ووزير التعليم العالى فى الحكومة المستقيلة قصّى السهيل.
من جانبها حذرت كتلة سائرون من أن أيّ مرشح ترفضه ساحات الاحتجاج، لن يمرّ، فى إشارة إلى العيدانى، فيما قال النائب فى البرلمان العراقى فائق الشيخ علي إن العيدانى يأتمر بأمر آراس حبيب الذى يعمل في الاستطلاعات الإيرانية.
وترشح العيدانى على قائمة ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقى السابق حيدر العبادى، لكنه انشق عنه بعد الفوز، والتحق بحركة عطاء رفقة رئيس هيئة الحشد الشعبى فالح الفياض.
فيما حذر ائتلاف النصر العراقى القوى السياسية من الاستمرار بنفس النهج السياسى المغلّب للمصالح الحزبية باختيار رئيس وزراء جديد، مؤكدا أن استمرار العمل بعقلية الاستحواذ والهيمنة والمصالح الضيقة سيبقى الأزمة ويرسخ المحاصصة والفساد ويرهن سيادة البلاد للأجنبى، وأكد ائتلاف النصر فى بيان صحفى، أنّ ما نجنيه اليوم من أزمات تعصف بالدولة هو نتاج معادلة حكم 2018 الهشّة المتناقضة المصالحية، وانّ اعادة صياغتها بوجوه جديدة سيدخل البلاد بدوامة الفوضى والتدويل.
طالب ائتلاف النصر بتغيير معادلة الحكم لتنسجم مع المهام الوطنية والمتغيرات الجديدة، وندعو لتشكيل وزارة مستقلة لقيادة المرحلة المؤقتة تدير بنزاهة ومهنية ووطنية رفيعة شؤون البلاد، لضمان التأسيس لمرحلة دائمة تحقق طموحات الشعب.
من جانبه أعرب زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر عن شكره للرئيس العراقى برهم صالح لموقفه الرافض لمرشح كتلة البناء أسعد العيداني لخلافة رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي.
يذكر أن نائبا فى تحالف سائرون المقرب من الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، دعا الرئيس العراقى برهم صالح إلى تحمل المسؤولية لتسمية مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة تلبى مطالب المتظاهرين.