فرقة رضا وحكاية 60 سنة إبداع.. الباليه وراء شغف رضا بالرقص الإيقاعى.. نجيب محفوظ وزكى طليمات ساهما فى أول أوبريت للفرقة.. وفاة نعيمة عاكف سبب إنشاء الفرقة الأشهر بمصر.. ومصيف بلطيم كتب قصة حب على وفريدة

الجمعة، 27 ديسمبر 2019 01:15 م
فرقة رضا وحكاية 60 سنة إبداع.. الباليه وراء شغف رضا بالرقص الإيقاعى.. نجيب محفوظ وزكى طليمات ساهما فى أول أوبريت للفرقة.. وفاة نعيمة عاكف سبب إنشاء الفرقة الأشهر بمصر.. ومصيف بلطيم كتب قصة حب على وفريدة فرقة رضا الاستعراضية
كتب أحمد منصور - محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كرمت الدكتور إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، والدكتورة غادة والى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للجريمة ووزيرة التضامن الاجتماعى سابقا، فرقة رضا الاستعراضية للفنون الشعبية، و14 شخصية مبدعة أخرى، خلال احتفالية بمرور ستين عاماً على إنشاء فرقة رضا، والتى نظمها البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، مساء الخميس، بحضور عدد من قيادات الوزارة بينهم الفنان عادل عبده رئيس البيت الفنى للفنون الاستعراضية.

وجاءت فكرة تأسيس فرقة رضا بعد مرور مؤسسها بعدة مراحل، حيث تعلم الفنان محمود رضا الباليه فى سن صغيرة، وخلال تلك الفترة بدأ شغفه بالرقص الاستعراضى ومشاهدة الأفلام الاستعراضية الأمريكية.

ومن أجل متابعة نشاطه فى الاستعراض اشترك رضا بنادى "هليوليدو"، الذى كان يضم العديد من الجنسيات الأجنبية، أو من المصريين من أصل أجنبى فى تكوين أول فرقة استعراضية، التى تكونت من خمس فتيات وخمسة فتيان من أعضاء النادى، وقدم من خلال تلك الفرقة الصغيرة عدداً من الحفلات الشهرية، والغريب أن الفنان أسامة عباس كان من بين أعضاء تلك الفرقة.

فرقة رضا فى إحدى الحفلات الخارجية
فرقة رضا فى إحدى الحفلات الخارجية

وفى عام 1954 انضم رضا إلى فرقة "ألاريا" الأرجنتينية، وشارك فى عروضها التى قدمتها بالقاهرة والإسكندرية وروما وباريس، ما أسهم فى إعطائه ثقة فى نفسه وقدراته الاستعراضية، كما أكسبته خبرة فى تصميم الرقصات من خلال تجاربه العملية مع الفرقة وسفره معهم.

وفى عام 1961 صدر قرار جمهورى بضم الفرقة إلى وزارة الثقافة، وأصبحت تابعة للدولة وقام على إدارتها الشقيقان محمود وعلى رضا، وفى عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول، حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة فى عروض الرقص الشرقى، ثم كان اللقاء الفنى بين محمود رضا والموسيقار على إسماعيل الذى أثمر أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية بقيادته والذى أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، وقام بتلحين الأوبريتات الاستعراضية.

محمود رضا وفريدة فهمى
محمود رضا وفريدة فهمى

وفى بلطيم خلال فصل الصيف حدثت الصدفة التى  طورت فى مفهوم الرقص الشعبى فى مصر، ففى هذا المكان تبادلت "ميلدا" المعروفة باسم فريدة فهمى النظرات مع الشاب الوسيم على رضا، ليكتب التاريخ عن ولادة قصة الحب التى كانت البذرة الأولى فى تكوين فرقة رضا، حيث كانت فريدة فهمى فى سن صغيرة عندما وقعت فى غرام على رضا شقيق الفنان الاستعراضى الكبير محمود رضا، ورغم أن على رضا كان يكبرها بكثير فى العمر، إلا أنه لم يكن حال بينها وبين قلبها، وخصوصا بعدما علمت انه عضو فى نفس النادى  الذى ترتاده اسرتها فى منطقة مصر الجديدة، كما أنه كان مثلها مفتون بالرقص.

وكشف الفنان محمود رضا خلال لقاء تليفزيونى سابق، كيف قام بالاشتراك مع المصمم والمؤلف الموسيقى على رضا، والراقصة الأولى فريدة فهمى بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف فى تكوين الفرق، وتابع "رضا" أنه بدأ الرقص الإيقاعى هاويًا، وتتلمذ على يد أخيه الأكبر على رضا الذى يعتبر اليوم 17يوليو ذكرى ميلاده، ثم التحق محمود رضا بفرقة برازيلية كانت تقدم عروضًا فنية في مصر وسافر معها لعدة دول أوروبية.

محمود رضا فى لقاء تليفزيونى
محمود رضا فى لقاء تليفزيونى

وفور عودته إلى مصر ولدت بداخله فكرة تكوين أول فرقة رقص فولكلورى للحفاظ على التراث الشعبى الأصيل، خاصة بعد وفاة الفنانة نعيمة عاكف، واقترح على أخيه المخرج على رضا، وزوجته فريدة فهمى، تكوين فرقة استعراضية للفنون الشعبية وساعدته فى ذلك خبرتهما الفنية فى مجال الإخراج والتمثيل والرقص الاستعراضى فضلاً عن خبرتهما فى مجال التدريب وتصميم الأزياء، فنالت فكرته قبولاً شديداً عند أخيه وزوجته، وبالفعل أُسست "فرقة رضا للفنون الشعبية" عام 1959، وبدأت بعدد قليل من الراقصين والراقصات، حيث بلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصا و13 راقصة و13 عازفا، أغلبهم من المؤهلين المتفوقين رياضيًا على مستوى الجامعات والأندية.

وفى عام 1957 التقت جهود نخبة من مثقفى مصر وفنانيها الكبار من أجل تقديم فلكلور أو عرض فنون شعبية عن التراث المصرى، وكان على رأس هؤلاء الراحل الكبير يحيى حقى، والأديب والدبلوماسى والمفكر توفيق حنا، والمؤلفون على أحمد باكثير، وزكريا الحجاوى ونجيب محفوظ، والشاعر عبد الفتاح مصطفى، والدكتور حسن فهمي أستاذ الهندسة واللغويات، والموسيقاران أحمد صدقي وعبد الحليم نويرة والمايسترو إبراهيم حجاج والفنانة نعيمة عاكف، والمصمم الراقص الأول محمود رضا وشقيقه الفنان علي رضا وزوجته فريدة فهمي أستاذة الرقص المعروفة، ومعهم الرائد الكبير المخرج زكي طليمات، هؤلاء جميعًا وغيرهم تضافرت إبداعاتهم لظهور أوبريت "يا ليل يا عين" 1957 كأول استعراض غنائى شعبى مصرى منذ عروض المعابد والشواطئ عند الفراعين.

على رضا
على رضا
 
وفى فيديو نادر للفنان على رضا على التليفزيون المصرى، مع الإعلامية أمانى ناشد فى برنامج "سهرة مع فنان"، أوضح كيفية اختيار الموسيقى لاستعراضات فرقة رضا، قائلا: اختيار الموسيقى مثل اختيار الرقصة من حيث الفكرة والخطوات، والفكرة من صميم حياتنا الشعبية وكذلك الخطوات على قدر المستطاع، ويمكن تطويرها عبر النغمات الشعبية الأصيلة، لتصبح من الموسيقى المتداولة والمشهورة مثل أغنية "بطل الثورة" للمطرب محمد عبد الوهاب التى تطورت حتى توافقت الخطوات مع الرقصة".

وحول ما يتم اختياره الأول الموسيقى أم الرقص، أضاف على رضا كنا فى بداية الأمر نختار الموسيقى وكانت أمرا سهلا، حبينا نعمل الأصعب بنحط الخطوات الأول بتتعمل فكرة وبعدين أعيش أنا فيها على قدر الإمكان فنيا أو موسيقيا"، وعلى جانب الآخر يضع الفنان محمود رضا الخطوات، وعلى اساس ذلك نقيس هذه الخطوات بقدر معين، ويتم وضع الموسيقى فتظهر أفضل من اختيار الموسيقى أولا.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة