نظمت الأمسية بمدينة العريش بحضور افراد أسرته، وعدد من رموز شمال سيناء في مجاليّ الثقافية والعمل الأهلى خلالها استعرض الحضور جوانب من ملامح شخصية أشرف العنانى بحسب معايشتهم له وقراءة فى أشعاره.
في بداية الأمسية تم تقديم نبذه عن الشاعر أشرف أنور أحمد عبدالرحمن (أشرف العناني) الذي ولد 13 أكتوبر 1964، أمضى جزءا من حياته متنقلا ًمع الأسرة بين قرية عرب الرمل بالمنوفية ومدينة بنها بالقليوبية قبل أن يستقر في سيناء بشكل نهائي اعتبارا من بداية الثمانينيات حتى وفاته، وصدر له ديوان "عزف منفرد " عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 1996، "صحراء احتياطية" عن دار شرقيات 2012، وكتاب سردي "سيناء حيث أنا، سنوات التيه" و هو نصوص من مدونة إلكترونية حرص فيها على رصد واقع سيناء، ومؤلفات أخرى لم تنشر منها دواوين شعر، ودراسات أبحاث عن تاريخ سيناء الشفاهي: قبائلها وعائلاتها، وله إسهامات ثقافية منوعة نشرت فى دوريات وصحف عالمية ومحلية.
قال الشاعر والكاتب سامي سعد: إن العنانى من جذور أرض سيناء ونبتها، استطاع أن يخرج أدق تفاصيل ثقافتها المحلية فى نصوص شعرية حديثة فى براعة نادرة من نوعها.
مصطفى سنجر أحد أصدقاء الشاعر، قال: إنه يملك مخزونا هائلا من المعرفة بثقافة أهل سيناء بشكل مدهش، وكان مهموما بكل التفاصيل، وفضل الصمت فى الفترة الأخيرة كرسالة.
وبدوره اعتبر الروائي عبدالله السلايمة، أن حالة الشاعر أشرف العنانى هي دلالة على أن أرض سيناء تحب من يحبها ويخلص لها .
وقالت الشاعرة شريفة كساب: أنه فى حضور الموت وهيبته يبقى أثر المبدع، وإن كانت تفتقد الشاعر فهى فخورة بما تركه من إرث ثقافي.
وفى كلمتهم أشار الشعراء أحمد أبوحج، عبدالقادر عيد عياد، سمير محسن، والدكتور محمود صلاح: أن العنانى كان صاحب مسيرة لها أثرها فى إثراء الحركة الثقافية على أرض سيناء منذ انطلاقتها، والأخذ بيد شعراء آخرين ومساعدتهم فى إنتاجهم.
وقال الكاتب حاتم عبدالهادى: أن للعنانى دوره فى رصد الثقافة الشعبية المحلية، وأنه عمل لفترة فى جمع جانب من تراث سيناء فى أطلس الفولكلور المصرى.
وقال الشاعر عبدالكريم الشعراوى رئيس نادى الأدب بالعريش: إن العنانى كان شريكا بالرأي والكلمة النصيحة والنقد فى كثير من نصوص أعمال تؤديها فرق شمال سيناء الشعبية .
وأشار الشاعر حسونة فتحى إلي أن العنانى له روح إنسانية خالدة، فضلت أن تعطى من على رمال سيناء دون سواها.
وكشف الكاتب المسرحى مجدى الشريف، عن أدوار ثقافية مهمة كان يؤديها العنانى لخدمة المسرح وانطلاقته على أرض شمال سيناء من خلال مسرحيات وتنفيذ الديكورات وغيرها فى إطار دور كان يرى أنه المهم، وهو نشر الثقافة على ارض سيناء بكل أوجهها.
واعتبر محمد مسلم ، رئيس نادى أدب البادية: أن للكاتب والشاعر أشرف العناني شخصية متفردة فى فهم طبيعة المجتمع البدوي فى سيناء، من خلال معايشته له، لافتا إلى أن البدوى بطبعه صامت، ولا يتحدث كثيرا؛ إلا أن العنانى فى رحلاته نجح فى كسر هذا الصمت بعد أن اكتسب ثقة الجميع.
وبدوره اعتبر الشاعر الشاب شادى سعد: انه من الجيل الذى تتلمذ على اشعار " العنانى" لأنه وجد فيها ضالته وذائقته الشعرية التى يبحث عنها .
وأشار حسين القيم _احد أبناء مدينة الشيخ زويد_ انهم على الصعيد الإنسانى عرفوا العنانى مترفعا عن كل محاولات جره لصدامات لا طائل منها، ومسالما حتى مع من يحاولون معاداته، مكتفيا برسالته التنويريه ورمزيته فى حب الجميع.
وقال عبدالرحمن يوسف: إنه من أهالى قرية "الغراء" التى سكن الشاعر العنانى مناطقها لفترة من الوقت حيث كان محبوبا من الجميع، وكان مثار حب، ونبراسا لكثيرين من أبناء المنطقة، يرون فيه القيمة الثقافية رفيعة المستوى، ومن هنا وصل لكل بيت ونال حب الجميع من حوله.
وقال أحمد أبوعيطة: أن "العنانى" اكتفى خلال سنوات عمره الأخيرة بوظيفته، وكان منضبطا فيها، إلى جانب قضاء وقت فراغه فى مزرعة صغيرة بمدينة الشيخ زويد وبين كنف أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وأولاده الثلاثة.
وقال محمد سالمان: أنه من أهالى شمال سيناء الذين أبهرهم الحديث عن العنانى بعد رحيله وحديث الجميع عن إرثه الثقافي، وهو مادفعه للبحث عن إنتاجه، ووجد نفسه أمام مثقف يملك كنزا من المعرفة، لم يكن ظاهرا لكثيرين.
واعتبر اسلام عروج احد شباب مدينة العريش أن رحيل العنانى بما يملكه من الثراء الثقافى منه ما خرج للنور، وبقيته لا يعرف بعد، يؤكد علي ضرورة إظهار المبدعين بشمال سيناء بشكل لائق دون انتظار الموت ليحتفى بهم.
تخللت الأمسية قراءات فى أشعار الشاعر أشرف العناني لقصائد متنوعة غير منشورة وأخرى من ديوانه "صحراء احتياطية" ألقاها الشاعر سالم شبانه، الذي أضاف أن للشاعر أشرف العنانى متفرد فى الوصول للثقافة الشفاهية لبدو سيناء بكل تفاصيلها بعد رحلات متعددة جاب خلالها كل ربوع سيناء.
وأعلن عادل رستم نائب رئيس مجلس أمناء احدى مؤسسات المجتمع المدنى بشمال سيناء، أن أمسية تأبين الشاعر أشرف العنانى وضعت أمام المؤسسة مهمة ضرورية، سيبدأ العمل فيها وهى تكوين مكتبة متكاملة للأعمال المطبوعة للأدباء والكتاب بسيناء، لتتاح أمام كل طالبى المعرفة وطلبة المدارس والجامعات، إضافة لجمع سيرة الأدباء والكتاب وحفظها كأرشيف لكل الأجيال القادمة.
وقدمت أسرة العنانى الشكر للقائمين على الأمسية وللحضور على ما قيل فى حق فقيدهم مؤكدين أنهم يأملون أن ترى كل أعماله غير المنشورة النور، ويعاد إصدار ما نشر من سنوات لتكون متاحة أمام القراء.
واختتمت الأمسية بتوصيات موجهه لكل جهات صنع القرار فى شمال سيناء، وهى: ان يطلق اسم الكاتب والشاعر أشرف العنانى على أحد المنشأت الحكومية الخدمية، أو الثقافية فى شمال سيناء، تحديدا فى مدينة الشيخ زويد.
والتوصية لكل جهات الاختصاص الثقافية ودور النشر بسرعة العمل على جمع ما لم ينشر من أعماله وطباعتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة