الجماعات الإرهابية حاولت إيقاع مصر فى دوامة "الحرب الأهلية"، بعد الفشل الذريع فى السيطرة على جيشها وتدميره، أفكار خبيثة سعت دائما لإدخال مصر النفق المظلم دون عودة، إلا أن قوة هذا الشعب متمسكاً بجيشه أبى أن ينجح هؤلاء فى مخططاتهم.
فرغم القدسية الشديدة التي تتمتع بها دور العبادة في مصر والعالم أجمع، وهيبتها الضخمة داخل نفوس الكثيرون، إلا أن الإرهابيين اتخذوا منها ساحة لعملياتهم الخسيسة، الذي راح ضحيتها أبرياء من المدنيين ورجال الشرطة والجيش، في مختلف أنحاء البلاد، بهدف السير بمصر نحو المصير المجهول.
كانت أكثر تلك العمليات دموية بشأن دور العبادة المسحية، فى صبيحة الأحد 11 ديسمبر 2016، بعد أن حمل الإرهابي محمود شفيق حزام ناسف وزن 12 كيلو جرام من المتفجرات، داخل "الكنيسة المرقسية بالعباسية"، ليقوم بتفجيرها فور دخوله، ليتسبب في وقوع 29 ضحية وأصيب 31 آخرون،
كان لهذا الحادث أثر كبير وردود فعل قوية، كان أبرزها النجاح الكبير لقوات الأمن المصرية فى كشف منفذ العملية الإرهابية فى أقل من 24 ساعة فقط، بعد تحليل "DNA" الذى باشرته مصبحة الطب الشرعى.
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، صبيحة اليوم الذى تلى التفجير، اسم منفذ تفجير كنيسة البطرسية، قائلًا: "إن هناك انتحاري اسمه محمود شفيق محمد مصطفى فجّر نفسه في الكنيسة، وألقت الأجهزة الامنية على عدد من المتهمين شاركوا فى تنفيذ العملية الإرهابية.
فى صبيحة يوم الخميس 11 أكتوبر 2018، أصدرت المحكمة العسكرية بالإسكندرية، في القضية رقم "165 / 2017" جنايات عسكرية كلى الإسكندرية، حكمًا بإعدام 17 متهما والسجن المؤبد لـ19 متهما، والسجن المشدد 15 سنة لـ 8 متهمين والسجن 15 سنة لفرد متهم، والسجن المشدد 10 سنوات لفرد متهم، وانقضاء الدعوى بالوفاة لـ2 متهم.
تفجيرات أحد السعف- تفجير كنيسة مارجرجس
فى صباح يوم 9 أبريل 2017، أقدم أحد الإرهابيين على تفجير كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا، مما أدى لسقوط 27 ضحية وإصابة 66 آخرين بجروح، وتسبب في الهجوم عبوة شديدة الانفجار زرعت تحت مقعد في الصف الأول، ووقع التفجير خلال قداس صباحي أقيم احتفالا بأحد السعف (يعرف أيضا بأحد الشعانين) في مصر.
تفجير كنيسة مارمرقص
فى نفس اليوم الذى وقع فيه تفجير "كنيسة ما رجرجس بطنطا"، فجر انتحاري نفسه أمام كنيسة مار مرقس في مدينة الإسكندرية، حيث كان بابا الأقباط تواضروس الثاني يرأس قداسا دينيا (أحد الشعانين)، وأدى الهجوم لسقوط 16 ضحية وإصابة 41 آخرين، فيما لم يصب البابا بأي سوء، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجيرات التى وقعت بكنيستى "مار مرقص، ومارجرجس".
إمام مسجد ينقذ كارثة انفجار كنيسة بمدينة نصر
فى واقعة لا تحدث إلا فى مصر، للترابط القوى بين المسلمين والمسحيين، أنقذ الشيخ سعد عسكر مقيم شعائر مسجد ضياء الحق بعزبة الهجانة بمدينة نصر، كارثة إنفجار داخل كنيسة كنيسة العذراء وأبو سيفين.
وأوضح إمام المسجد، أنه أثناء صلاة العشاء توجه لقياس الضغط بالصيدلية وشراء علاج السكر، ولم يؤدي صلاة العشاء، وأثناء تواجده بالصيدلية اتصلوا على هاتفه، وأبلغوه أن هناك شخص يحمل حقيبة صعد أعلى المسجد، ولا يعلموا ما بداخل الحقيبة، مضيفاً أنه عندما صعد أعلى المسجد، ورأي الشنطة علم أنها قنبلة، موضحاً أن القنبلة كانت موجهة للكنيسة، والتي تبعد عن المسجد نحو 3-4 متر، مشيرًا إلى أنه توجه مسرعًا لأحد ضباط الأمن المتواجدين أمام الكنيسة لحراستها، وأبلغه أن هناك شخص وضع قنبلة في المسجد بهدف تفجير الكنيسة، فجرى مسرعًا معه، وعندما رأي الجهاز أبلغ عن وجود قنبلة بمسجد ضياء الحق بمدينة نصر، وجاء أفراد الأمن تباعًا إلى أن وصل خبير المفرقعات.
وأسفر الحادث عن استشهاد الرائد مصطفى عبيد خبير المفرقعات، أثناء تفكيكه للقنبلة الموجهة للكنيسة.
وكان من أبرز أسباب استهداف كنيسة "العذراء وأبو سيفين"، من أعلى مسجد ضياء الحق، هو إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسحيين، لكن قدر الله أن تقع تلك الجريمة ليرى العالم أجمع مدى الترابط بين المسلمين والمسحيين، وكيف يضحى إمام المسجد لإنقاذ رجال الكنيسة.
الهجوم على كنيسة مارمينا بحلوان
فى 29 ديسمبر 2019، استهدف إرهابيون كنيسة مارمينا في حلوان، ونفذ الهجوم الإرهابى إبراهيم إسماعيل، ما أسفر عن استشهاد 9 وإصابة 5 مواطنين.
ظل الإرهاب يتجول بجوار الكنيسة ممسكاً بسلاحه الألى، يطلق منه يميناً ويساراً، إلا أن الشجاعة المصرية أبت أن يكمل الإرهابى مسلسله بتفجير الكنيسة بواسطة قنبلة كانت بحوزته.
فنجح المواطن صلاح الموجي، الذي عرف إعلاميا بـ"بطل حادث كنيسة مارمينا"، في القفز على الإرهابي، وساعد رجال الأمن في ضبطه قبل تفجير الكنيسة بقنبلة كانت بحوزته.
وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم على الكنيسة، وتم التحقيق مع الإرهابي الذي استهدف الكنيسة، وذكرت تحقيقات النيابة العامة أنّه انضم إلى بعض الخلايا الإرهابية في العام 2015 بمنطقة حلوان.
أتوبيس المنيا
2 نوفمبر 2018، تعرض أتوبيس كان يقل أقباطًا متوجهًا لدير الأنبا صموئيل بالمنيا، لإطلاق نار أسفر عن سقوط 7 قتلى و13 مصابًا.
ولم يكن هذا هو الحادث الأول من نوعه في استهداف الأقباط بإطلاق النار العشوائي على أتوبيسات رحلات السياحة الدينية إلى بعض أديرة المحافظة ودير الأنبا صموئيل، فوقع 28 ضحية وأصيب 25 آخرون في هجوم بالأسلحة، شنه مسلحون مقنعون يستقلون 3 سيارات دفع رباعي، على حافلة تقل مسيحيين أقباط.
ووقع الهجوم في يونيو 2017، فيما كانت الحافلة تسير على طريق جانبي في الصحراء يؤدي إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة، في مغاغة بمحافظة المنيا.
مسجد الروضة
لم تسلم المساجد من تلك الهجمات، لنزع فتيل الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسحيين، ففى 24 نوفمبر 2017 حدث الهجوم الإرهابى على مسجد الروضة.
حدث الهجوم أثناء صلاة الجمعة، بعد أن قام عدد من المسلحين المقنعين الذين كانوا يرتدون ملابس عسكرية بفتح النيران على المصلين، مما أسفر عن استشهاد 305 شخص بينهم 27 طفلاً وإصبات العشرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة