قلق متزايد، وتصعيد لا ينتهى تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2016، حين اتهم الحزب الديمقراطي الروس بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية التى جرت فى ذلك الحين وانتهت بفوز الرئيس دونالد ترامب، عبر شن هجمات إلكترونية ونشر شائعات وغير ذلك عبر منصات السوشيال ميديا وقرصنة مراكز التصويت.
ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية المقررة فى 2020، تجددت التحذيرات وتوالت الاتهامات تجاه روسيا، حيث قال مسئولين أمريكيين لصحيفة واشنطن بوست إن الخبراء العسكريين في مجال الالكترونيات يطورون خطة حرب معلومات يمكن نشرها ضد المسئولين الروس إذا حاولت روسيا التدخل في الانتخابات الرئاسية الامريكية 2020.
وقال أحد المسئولين للصحيفة إن أحد الخيارات المتاحة التي يتم النظر فيها من قبل القيادة الأمريكية يستهدف كبار القادة والشخصيات العامة الروسية في محاولة لإظهار أن بياناتهم الشخصية يمكن أن تتضرر إذا لم يتوقفوا عن التدخلات في الانتخابات الأمريكية مشيرا إلى أن هذا الخيار لن يستهدف الرئيس بوتين.
وذكرت الصحيفة أن هناك خيارًا آخر يتضمن حملة تضليل تهدف إلى استغلال الخلاف داخل الحكومة الروسية بالإضافة إلى العمليات التي من شأنها فضح السلوكيات المشينة.
وقالت إليسا سميث ، المتحدثة باسم وزارة الدفاع ، لشبكة CNN في بيان إن الوزارة لا تعلق على "عمليات الفضاء الإلكتروني أو التخطيط أو المعلومات الاستخباراتية" ، لكنها قالت إن وزارة الدفاع والقيادة الأمريكية على الإنترنت "تولد رؤى لحكومة الولايات المتحدة "لموجهة للحكومات المحلية.
وتعد عملية القيادة الالكترونية السرية هي جزء من جهد أوسع يشمل وزارات الخارجية والعدل والأمن الداخلي ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي، كما صرح مسؤول في الإدارة لشبكة سي إن إن سابقًا.
وتستند تكتيكات حرب المعلومات إلى الجهود السابقة التي بذلتها Cyber Command لاستهداف الشركات الروسية التي يعتقد انها كانت تحاول التأثير على انتخابات التجديد النصفي لعام 2018.
وشملت تلك العمليات (التي تهدف إلى جعل التدخل أكثر صعوبة) إرسال رسائل إلى عملاء الإنترنت المشتبه بهم والرسائل من الموظفين العموميين لتوضيح أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تدخل.
وكان بول ناكاسوني قائد القيادة الإلكترونية الأمريكية، جزءًا من الحملة لدمج العمليات العسكرية مع عمليات الهجوم الالكتروني حسبما ذكرت صحيفة بوست.
ووفقا للتقرير قال ناكاسوني في منتدى للدفاع في وقت سابق من هذا الشهر "خلال 332 يومًا، ستنتخب أمتنا رئيسا وهذا امر لا يمكن ان ندعه يتعرض للخطر".
التحرك الأمريكى جاء بعد أيام من إعلان روسيا اعتزامها تدشين ما أطلقت عليه "الانترنت السيادي"، حيث قال أليكسى سوكولوف نائب وزير الاتصالات الروسى إن بلاده استكملت سلسلة اختبارات، للتأكد من قدرتها على إبقاء خدمات الإنترنت فى حال الاضطرار إلى الانفصال عن الشبكة العالمية.
ويأتى الفحص الذي أجرى على مدى عدة أيام للشبكات المصممة خصيصا لهذا الغرض بعد مشروع قانون "الإنترنت السيادى" الذي قدم فى نوفمبر الماضى، ردا على ما تسميه روسيا "الطبيعة العدوانية" لاستراتيجية الأمن الإلكترونى الوطنية الأمريكية.
ويلزم هذا القرار مشاركة المؤسسات التى تديرها الدولة والأجهزة الأمنية وكذلك شركات الاتصالات ومشغلى تطبيقات التراسل والبريد الإلكترونى فى الاختبارات التى لا أثر لها على مستخدمى الإنترنت المنتظمين.
التحرك الروسي الجديد يفاقم من مخاوف الغرب من احتمالات تكرار موسكو هجماتها الإلكترونية واستهدافها شركات ومؤسسات على غرار ما تعتقده الولايات المتحدة من وجود حملة تدخل روسي ممنهجة فى الانتخابات الأمريكية 2016، والتى فاز بها الرئيس الحالي دونالد ترامب، أو ما أعلنته حملة الرئيس الفرنسي الحالى إيمانويل ماكرون من رصدها محاولات قرصنة روسية خلال الانتخابات التى كان ينافس فيها ماكرون المرشحة اليمينة المتطرفة مارين لوبان
وقالت وزارة الاتصالات الروسية إن الهدف من الاجراء ليس عزل روسيا من الأنترنت كما أشاع بعض نشطاء الحقوق الفكرية والحريات، مركدة أن المستخدمين لن يشعروا بالفرق ولن يلاحظوا الاختبارات.
ومن المقرر العمل بما يعرف بـ"الانترنت السيادي" بدءً من عام 2021، ويقول مؤيدو التشريع إن الهدف هو ضمان استمرار عمل المواقع الروسية إذا لم يتمكنوا من الاتصال بالسيرفرات الدولية أو في حالة التهديدات القادمة من الخارج مثل الهجمات الإلكترونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة