الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى، أحد أشهر نجوم الكوميديا فى مصر والوطن العربى، والذى تمر اليوم ذكرى ميلادة، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 28 ديسمبر من عام 1922، بحى باب الشعرية بالقاهرة، مارس التمثيل أكثر من 50 عاما وشكل مدرسة كوميدية مستقلة في الضحك الراقي، وأسس العديد من الفرق المسرحية مثل المسرح الحر عام 1952 والكوميدي 1963 والفنانين المتحدين 1966 والمدبوليزم 1975.ومدبولى كان لا يؤمن بأن الفن هو مصدرأمان للإنسان، ولا يؤمن بأن الموهبة سلاح، إنه فلاح إذا فاته الميرى فسيذهب يتمرغ فى ترابه، هذا ما قاله الكاتب الراحل محمود السعدنى، في كتابه "المضحكون".
ويقول الكاتب الكبير محمود السعدنى : إذا كانت الحياة تبدأ بعد الستين، فهى عند عبد المنعم مدبولى بدأت قبل العشرين، وهو كان طالبًا فى مدرسة الفنون التطبيقية ولكنه يحس بأنه خلق فعلا ليقف على خشبة المسرح، ولذلك ذهب ذات صباح إلى مسرح جورج أبيض، ونظرإليه العملاق واختاره فى دور صغير فى رواية جديدة وبعد أن أدى مدبولى الدور، قال جورج ابيض للولد الصغير الذى كان يرتجف وهو واقف أمام غول المسرح المصرى"أنت هيبقى لك مستقبل كبير.. أنت خليفتى فى الدرام".
ولكن بعد فترة هجر مدبولى العمل عند جورج أبيض والتحق بفرقة فاطمة رشدى، وفى اول ليلة قام بدورهايف، حسب كتاب مضحكون، والدور كان عبارة عن ولد يدخل المسرح ويعلن لصاحبة البيت فى حياء، ويقول "فيه واحد بره عاوزك يا ست"، كان هذا هو كل دور مدبولى فى الرواية ولكن فى الليلة الثانية قام مدبولى بدور البطولة، وأصبح بعد ذلك بطل الفرقة وبأجر ريال كل يوم، ولكن توقف المرتب، حدث هذا عام 1940م ومصرعلى مرمى مدافع الألمان!، والإنجليز سكارى فى الشوارع، وعندما انتهت الحرب كان مدبولى تخرج فى كلية الفنون قسم النحت.
كان الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى، لا يشعر بأنه نحات بالفعل، وانه ممثل ولا شئ آخر، ولكن النحت أكل عيش ووظيفة، وقال الكاتب الكبير محمود السعدنى فى كتابه مضحون، إن مدبولى كان جبان، وظل يخاف على أكل عيشه إلى آخر الزمان، وهو لا يؤمن بأن الفن يمكن أن يحمى الإنسان، وهو لا يؤمن أيضا بأن الموهبة سلاح، وأنه فلاح إذا فاته الميرى فسيذهب يتمرغ فى ترابه، وهو لا يؤمن إلا بالشهادات والدرجات، ولذلك تقدم بطلب يرجو من وزير المعارف أن يلحقه بوظيفة خالية بكلية الفنون، وفى الوقت ذاته قدم طلبًا للالتحاق كطالب فى معهد التمثيل! وجاء الرد على الطلبين بالموافقة، وأصبح الشاب الصغير مدرسًا وطالبًا فى الوقت نفسه.