صدر حديثا عن المركز الثقافى العربى كتاب جديد "السردية الحرجة" للناقد والأكاديمى السعودى الكبير الدكتور عبد الله الغذامى، حيث يسعى هذا الكتاب إلى بحث العلاقة بين العقل والآلة أو بين العقل الخالص والعقل العملى من كانط إلى الكمبيوتر، ويطرح حال الثقافة البشرية بين الذكاء الاصطناعي بوصفه العقلانية الجديدة، والشعبوية بوصفها المانوية الجديدة، والوقوف على هوية المدينة الحديثة وثقافة صناعة الخوف عبر شاشات التواصل، وهل فقدَت الثقافة البشرية سردياتها الكبرى ودخلَت في سردية حرجة.
ويؤكد المؤلف لقد ظهرت الشعبوية السياسية فى قلب الجمهوريات الديمقراطية، وكأن قروناً من العقلانية والفلسفة عجزت عن محاربة النسقية الثقافية والعنصريات والطبقيات، أو كأنها تستعيد النموذج الأفلاطونى فى "جمهوريته" حيث العدالة للأقوى والحرية للأقوى، وتدخل البشرية مرة أخرى فى مانوية جديدة تصنعُ حداً قسرياً بين ضدين في حين يصبح الوسط خطيئة، بل يختفي الوسط تحت سياط الاستقطاب في حرب متّصلة بين العقلانية والشعبوية.
وعبد الله بن محمد بن عبد الله الغذامى من مواليد عام 1946 فى عنيزة، أكاديمى وناقد أدبى وثقافى سعودى، وأستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، بجامعة الملك سعود بالرياض، تميزت أعمال الغذامي بالتنوع، فهو صاحب مشروع في النقد الثقافي وآخر حول المرأة واللغة، وكان أولى كتبه دراسة عن خصائص شعر حمزة شحاتة الألسنية، تحت اسم (الخطيئة والتكفير: من البنيوية إلى التشريحية)، حصل من قبل على جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في العلوم الإنسانية، وحصل على جائزة مؤسسة العويس الثقافية في الدراسات النقدية، عام 1999م، وتم تكريمه من (مؤسسة الفكر العربي) للإبداع النقدي، فى أكتوبر 2002 بالقاهرة.