تُظهر النتائج الجديدة التي اعتمدت على خمسة عقود من رصد الأقمار الصناعية للظروف على الأرض، حدوث تغيرات ضخمة في الأنهار الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي للأرض نتيجة للاحتباس الحراري، حيث تقلصت وتراجعت مساحتها، وتأتي معظم البيانات من سلسلة من أقمار رصد الأرض "لاندسات" التي تديرها ناسا والمسح الجيولوجي للولايات المتحدة، حيث سمحت بيانات التي تم تصويرها بين عامي 1972 و 2019 للكشف عن التغييرات فى الجليد.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكى، تستجيب الأنهار الجليدية للاحتباس الحراري بطرق مختلفة، فعلى سبيل المثال كان نهر كولومبيا الجليدي في ألاسكا مستقرًا إلى حد كبير عندما تم رصده من أول قمر صناعي لاندسات في عام 1972.
وبدأ في التراجع السريع في منتصف الثمانينيات، وهو الآن 12.4 ميلا (20 كيلومترا) من موقعه الأول الذى لوحظ قبل حوالي 48 عاما.
وفي هذه الأثناء لم يتحرك نهر هوبارد الجليدي القريب سوى ثلاثة أميال (خمسة كيلومترات) في نفس الـ 48 عامًا، فيما أظهر نهر كولومبيا الجليدي أ علامات مماثلة على الضعف قبل تراجعه السريع قبل عقود.
ودرست ميكاليا كينج، طالبة دكتوراه في علوم الأرض بجامعة ولاية أوهايو، صور لاندسات مماثلة من جرينلاند يعود تاريخها إلى عام 1985 لمعرفة كيف أثر الاحتباس الحراري على 200 من الأنهار الجليدية هناك، وقد تراجعت هذه الأنهار بمعدل ثلاثة أميال خلال فترة رصدات الأقمار الصناعية التي درستها كينج.
وقالت كينج في نفس البيان: "هذه الأنهار الجليدية تفقد من الجليد في المحيط أكثر مما كانت عليه في الماضي". ويؤدي التراجع الجليدي أيضًا إلى ظهور أنواع مختلفة من البحيرات بمرور الوقت على سطح النهر الجليدي وتحت الأرض.
وعثر جيمس ليا، عالم الجليد في جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، على بحيرات ذائبة في المياه الجليدية في جرينلاند الجليدية يصل طولها إلى ثلاثة أميال.
فيما استخدم ليا قياسات تم جمعها بواسطة مقياس الطيف التصويري متوسط الدقة (MODIS) على القمر الصناعي تيرا بقيادة ناسا لكل يوم من كل موسم ذوبان على مدار العشرين عامًا الماضية.
وقال ليا في البيان: "نظرنا في عدد البحيرات الموجودة سنويًا عبر الغطاء الجليدي ووجدنا اتجاهًا متزايدًا على مدار العشرين عامًا الماضية، وكانت زيادة بنسبة 27٪ في البحيرات".