"أبرق الخير" كما يطلق عليها.. أحد أهم قطاعات محمية علبة، أكبر محميات مصر، والتي تقع جنوب محافظة البحر الأحمر، قطاع أبرق، من القطاعات البرية في محمية علبة، تحتوي علي طبيعة برية مختلفة وخلابة تسر الناطرين إليها، رصدت فيها رحال المحميات عدد كبير من الحيوانات البرية المختلفة أهمها الغزال المصرى.
وتقع في قطاع أبرق قريتين صغيرتين يقنها السكان المحليين من قبائل العبابدة، وهما قرية الخير التي كانت تسمي الجاهلية قديما وتم تغير اسمعا منذ سنوات، وسميت قرية الخير، والأخري قرية أبرق التي سمي القطاع علي اسمها، وسميت هي في الأساس نسبة لبئر أبرق الشهير هناك، الذي لا تنقطع منه المياه.
من جانبه، قال آدم سعد الله، أحد أهالي جنوب البحر الأحمر، وأحد المهتمين بالتراث بها، إن منطقة أبرق التي يقطنها الأهالي المحليين، والتي تعد الأقرب لبئر أبرق الشهير، تقع شمال الشلاتين، بمدخل ناحية الغرب يصل لـ 90 كيلو مترا قبلها بقرابة 40 مترا تقع قرية الخير.
وأضاف آدم سعد الله لـ"اليوم السابع"، أن تلك المنطقة لها طبيعة خلابة، تظهر فيها كائنات برية متعددة، خاصة مع حلول فصل الشتاء وتحديدا بعد ظهور العشب بها التي يملأ أركانها، مطالبا بالتسويق لها لعمل زيارات سفاري ورحلات برية لها.
وأوضح "سعد الله" أن تلك المنطقة تحتاج لإنشاء كامبات خشبية وسط الطبيعة الخلابة مثل الدول الأفريقية المختلفة، لتصبح بها زيارات سياحية يتمتعون خلالها بالطقس المتميز في الشتاء والتعرف علي العادات والتقاليد التي يمارسها السكان المحليين هناك.
وتابع "سعد الله": أبرق تتميز بأهمية تاريخية لما مرت به من عصور فرعونية ورومانية وإسلامية، مضيفا أن تلك المنطقة تشمل العديد من الأودية التي ترك الفراعنة والرومانيين بصماتهم فيها منها وديان العرقة - عيقات - الخير - الامريت - قمبيت وأبو سعفة، والتي تحوى العديد من النباتات والتي تكون نباتات طبية في أغلبها كما أنها تمثل موطنا لحيوانات برية كثيرة منها الغزال والوبر والتيتل التي تتواجد بكثرة في منطقة أو بسعفة.
من جانبه، قال الأثري محمد أبو الوفا، إن منطقة أبرق بها نقوش ما بين جدارية من عصور ما قبل التاريخ وآثار فرعونية في منطقة أبو سعفة، وقلاع رومانية قديمة أعلى جبل أبرق والعرقة، بجانب ضريح الشيخ حميد الذى يقام له مولد سنوى احتفالا لذكرى وفاته.
وأضاف "أبو الوفا" لـ"اليوم السابع"، أنه يتركز بمنطقة ابرق الكثير من السكان المحليين من قبائل العبابدة، ويتجمع أغلبهم في مناطق العرقة وابرق وخاصة في قرية ابرق بجوار جبال ابرق، حيث بعض العيون والآبار العذبة، مما يعطى المنطقة تراثا سكانيا كمورد من موارد المحمية.
وتابع "أبو الوفا": أن من ضمن وديان ابرق وادي أبو سعفه من الوديان، ذات القيمة التاريخية بالمحمية، حيث يحوى آثارا فرعونية قديمة تتمثل في بوابة منحوتة في صخور جبال أبو سعفة ،وتسمى ببوابة الماء Aqua door ،والتي تعود تاريخها إلى العصور الفرعونية القديمة وتحوى بعض النقوش الفرعونية القديمة.
وأوضح "أبو الوفا"، أن الآثار في منطقة أبرق تدل على تواجد للإنسان الفرعونى القديم في تلك المناطق، حيث يحتوى وادى أبو سعفة على واحة نخيل كبيرة أسفل سفح جبل أبو سعفة والتي تواجدت في المنطقة منذ القدم ، خاصة مع انبثاق بعض المياه الجارية من جبال أبو سعفة وتكوينها لعيون مياه طبيعية في الوادى، والتي تعطى الوادى قيمة طبيعية بجانب قيمته وأهميته التاريخية، ويظهر علاقة قوية بين الطبيعة وتاريخ المنطقة.