يقام حاليا فى قاعة الكونسييرجى بالعاصمة الفرنسية باريس، معرض خاص بآخر ملكات فرنسا مارى أنطوانيت، وبأيّامها القليلة التى قضتها فى زنزانتها فى الـكونسييرجى قبل أن يتم إعدامها فى 16 أكتوبر عام 1793 عن عمر سبعة وثلاثين عامًا.
وكانت الـكونسييرجى آنذاك تعتبر آخر محطات السجناء والمعتقلين السياسيين قبل مثولهم أمام المحاكم الرسمية، وفيها انتظرت مارى أنطوانيت محاكمتها ثم منها تمّ نقلها إلى مكان إعدامها.
لوحة أثرية لمارى أنطونيت
ووفقا لـ"الإندبندنت"، فعرض القاعة ملابس الملكة الفرنسية، والرداء الذى ارتدته صباح يوم إعدامها، والزنزانة التى أقامت فيها، كما تُعرض لوحات ومجسّمات عنها وأفلام وثائقيّة عن حياتها إلى جانب جملة من أبرز محطات حياتها ومراسلاتها وصور عن موجات الغضب التى واجهتها فى حياتها وحتى لحظة إعدامها.
وبعيدا عن كونها آخر ملكات فرنسا قبل اندلاع الثورة الفرنسيّة فى 14 يوليو 1789، تعتبر مارى أنطوانيت من أبرز ملكات العالم وأكثرهنّ شهرة سواء بسبب سياستها المستبدة المتسلطة أو بسبب عشقها للبذخ والترف والموضة، أو بسبب جملتها الشهيرة عندما نقلوا لها أن فقراء فرنسا يموتون جوعاً، فردت "أطعموا الفقراء البريوش" أو "البسكويت" فى بعض الأخبار، وهى مقولة لم تثبت نسبتها إليها تاريخيّاً.
فستان مارى انطوانيت
كما يُظهر المعرض آخر أيام الملكة التى ظلت على شموخها وأنفتها وجبروتها حتّى فى أكثر أيّامها قتامةً وبؤساً، فيُقال إنّها قصّت شعرها بنفسها عند صدور الحكم بحقّها، كما أنّها رفضت التحدّث إلى الكاهن الذى تمّ إرساله ليرافقها إلى مكان إعدامها فى ساحة الثورة وهى ساحة كونكورد اليوم.
الجدير بالذكر، أنّ الإرث الثقافى العالمى لم ينسَ مارى أنطوانيت بل نراها ظهرت فى مؤلّفات وروايات لستيفان زفايج مثلاً وجوته ودوما وغيرهم، كما أُخرِجت أفلام سينما حول حياتها ربما يكون أبرزها فيلم صدر عام 1938 تؤدّى فيه نورما شيرر دور مارى أنطوانيت، وفيلم صوفيا كوبولا الذى ظهر العام 2006 والذى تؤدّى فيه كيرستن دنست دورها.
تمّ إعدام الملكة مارى أنطوانيت الملكة الجبّارة التى كانت مُلقّبة بسيّدة العجز الاقتصادى، بعد مثولها أمام المحكمة لتعاونها مع العدوّ واستبدادها وسوء توظيفها للسلطات الممنوحة لها وعدم قدرتها على القيام بالإصلاحات التى كان يحتاج إليها الشعب الفرنسى آنذاك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة