نظام أردوغان يدمر الثقافة والتعليم ويدعم الإرهاب.. الرئيس التركي يضع مناهج تعليمية متطرفة وحزبه يوزع كتبا تقمع المرأة.. "أنقرة" تعتقل المبدعين والعلماء وتحول آيا صوفيا لمسجد.. وتقارير: تركيا أصبحت "وطنا للرعب"

الإثنين، 30 ديسمبر 2019 04:55 م
نظام أردوغان يدمر الثقافة والتعليم ويدعم الإرهاب.. الرئيس التركي يضع مناهج تعليمية متطرفة وحزبه يوزع كتبا تقمع المرأة.. "أنقرة" تعتقل المبدعين والعلماء وتحول آيا صوفيا لمسجد.. وتقارير: تركيا أصبحت "وطنا للرعب" أردوغان
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدوأن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا يكتف بحبس المثقفين ومطاردة المبدعين الأتراك المعارضين لسلطته، لكنه أيضا يعمل بكل قوة على طمس الهوية التركية العلمانية، يمحو يوما بعد يوم مظاهرالعلمانية التركية، التى أسسها مصطفى كمال أتاتورك قبل نحو قرن من الزمان، ليتبنى الخطاب الأصولى الرجعى، التى يضمن له بقاؤه فى السلطة من خلال ممارسة القمع السياسى والدينى والفكر.. وخلال عام 2019 قام نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بانتهاكات عديدة ضد الثقافة والتعليم فى تركيا، بل وعمل محو العلمانية من خلال مواقف عدة، حتى حول دولته لوطن من الرعب.
 

نظام أردوغان يوزع كتيبا يدعو للعنف ضد المرأة

940x409-3025374970371792045
 
تحت عنوان "سعادة العائلة"، أصدر حزب العدالة والتنمية، الحاكم والذي يترأسه الرئيس التركى، كتيبا يدعو للعنف ضد المرأة، حيث يتضمن محتواه أفكارا شاذة، ويضم عبارات مثل "اضربوا المرأة التي تتجاوز الحدود"، ويعطي الكتاب نصائح محددة حول كيفية ارتكاب العنف ضد المرأة.
 
وفقا لجريدة "يني تشاغ" التركية، يذكر الكتاب أن المرأة التي تتجاوز حدودها يجب أن تضرب بشدة، كما يحتوي الكتاب على عبارات مثل: "اضربوا المرأة في مكان خفي عن أعين الناس وليس أمامهم"، "اضرب المرأة ولا تطردها إلى الخارج"، "لا تقل لأحد إنك ضربت المرأة". 
 
ويبدوأن قصة الكتاب ليست بالجديدة، فبحسب عدد من المواقع التركية، وزعت بلدية شاهين باي، بمدينة غازي عنتاب، التابعة لحزب العدالة والتنمية، فى أغسطس الماضى، كتيبًا يحث الأزواج المتزوجين حديثا على ضرب زوجاتهم، غازي عنتاب، محافظة في جنوب تركيا حالياً يبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة وتعد سادس أكبر مدينة فى البلد، ويسكنها خليط من القوميات التركية مع أقلية من الشركس، ويشتهر سكانها بأنهم محافظون بشدة.
 

مناهج أردوغان تنقلب على أتاتورك وتدس الإرهاب

في تقرير نُشر فى صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، إن التعليم بات تحت حكم إردوغان مجالًا آخر لإظهار الصدع الاجتماعي الذي ضرب تركيا، حيث يتهم الأتراك المرتبطون بالتقاليد العلمانية المؤسسة للجمهورية النظام الحاكم بإدخال الكثير من المواد الدينية المتطرفة، في حين يجادل المحافظون الذين يدعمون حزب العدالة والتنمية في كثير من الأحيان بعكس ذلك، حيث يرون أن الإصلاحات الجديدة تقدم القليل جدا من الدين.
 
وبحسب موقع "عثمانلى" التركى في عام 2017، أدت تغييرات الحزب الحاكم في المناهج الوطنية إلى مضاعفة التعليم الديني في المدارس الثانوية إلى ساعتين كل أسبوع وقطع نظرية تشارلز داروين للتطور من فصول العلوم، وفي المقابل شهدت تركيا طفرة في المدارس الدينية، المعروفة باسم مدارس الإمام خطيب، والتي تم تصميمها في السابق لإنتاج رجال الدين ولديها اليوم منهج تهيمن عليه الدراسات الدينية.
 
من إحصاء واحد، قفزعدد الطلاب في مدارس الإمام خطيب المتوسطة من أقل بقليل من 100000 في 2012-2013 إلى ما يقرب من 750 ألفا اليوم.
 

نفى واعتقالات وتعذيب سياسة أردوغان مع العلماء الأتراك

ونشرت جريدة "الزمان" التركية، تقرير مطولا بعنوان "علماء تركيا فى عهد أردوغان ..نفى واعتقالات وتعذيب" سلطت الجريدة التركية الضوء على الوضع التى وصلت له الجمهورية التركية عقب انقلاب فى يوليو 2016 المزعوم، حيث أغلقت الآلاف من المؤسسات التعليمية بمقتضى مراسيم فى حكم القانون، وتم فصل آلاف الأكاديميين من وظائفهم بحجة الانتماء إلى حركة الخدمة، والتى أسسها المفكر التركى الأستاذ فتح الله كولن، وجعلت عدد كبير منهم يحاول الخروج من تلك السجن الكبير، الذى فرضه أردوغان نفسه لكل من يرفض الانصياع لأوامره والدخول فى دائرته.
 
ففى السنوات الثلاث الأخيرة، استهدفت السلطات التركية جميع الأكاديميين الذين يعبرون عن آرائهم ويصرحون بردود أفعالهم، وعلى رأسهم "أكاديميون من أجل السلام" الذين انتقدوا العمليات العسكرية التى تقوم بها الحكومة فى بعض البلدات التركية التى يسكنها الأكراد جنوب البلاد، ودعوا لحل تفاوضى للصراع العسكرى بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، ونشروا بيانا فى يناير عام 2016 بتوقيع 1128 منهم، بعنوان "لن نكون طرفا فى هذه الجريمة".
 
فى فبراير الماضى حكم على 13 أكاديميا بالحبس لمدة 22 شهر و15 يوم، وحكم على 14 أكاديمى بالسجن لمدة 27 شهرا، وأرسلت الأمم المتحدة عبر مقررى لجنة حقوق الإنسان التابعين لها خطابا إلى السلطات التركية يعربون فيه عن قلقهم بشأن هذه الأحكام ضد الأكاديميين، كما أعلنت لجنة السجون المركزية التابعة لجمعية حقوق الإنسان، مؤخرا، عن وجود ألف و333 مريض معتقل فى السجون، منهم 457  يعاقبون بالسجن المشدد، وخرج عدد من التقارير عن الأكاديميين المفصولين، لتصف الوضع فى تركيا، على أنه "وطنا للرعب".
 

تركيا تحقق مع روائيين أتراك وتهديدات لـ إليف شفق

إليف شافاق
إليف شافاق
حقق القضاء التركى مع عدد من الروائيين الأتراك، بينهم الروائية إليف شفق صاحبة الرواية الشهيرة "قواعد العشق الأربعون"، وهو ما وصفه نشطاء بأنه تهديد خطير لحرية التعبير.
 
ووفقا لما ذكرته جريدة "الجارديان" البريطانية فجاء هذا التحقيق بعد الجدل الذى اشتعل على مواقع التواصل فى تركيا حول التحرش بالأطفال، واتهم خلاله بعض الروائيين والروائيات بالترويج لمثل هذه الجرائم.
 
وكان ناشطون تداولوا على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، مؤخرا، صفحة من رواية للكاتب عبد الله شفقى، تضمنت الفقرة سرداً روائياً لاعتداء جنسى على قاصر من قبل أحد المتحرشين، وتقدمت وزارة الثقافة والسياحة التركية، بشكوى جنائية ضد الكاتب، حسبما أورد موقع "أحوال تركية"، كما تقدمت أيضاً نقابة المحامين فى تركيا بشكوى تطالب الحكومة بحظر الكتاب واتهام مؤلفه وناشره "بإساءة معاملة الأطفال والتحريض على أعمال إجرامية"، ما أدى إلى احتجازهما لاحقاً.
 

رضيع رهينة فى معتقل أردوغان

1991512904197603262
 
بعد نحو عامٍ على مسرحية الانقلاب التي رسم حبكتها، ونفذها، وأخرجها، الرئيس التركي، رجب إردوغان، ورجاله، عام 2016، ألقت الشرطة القبض على الصحافية التركية، ميشالي تولو، (35 عاما) وطفلها الرضيع، سركان (عامين)، ليبقيا معًا داخل الزنزانة.
 
الكثيرات في السجن، كنّ بصحبة أطفالهن. بعد ثمانية شهور من الاحتجاز في سجن باكيركوي للنساء في إسطنبول، تم الإفراج عن تولو وابنها، لكنها ظلت ممنوعة من السفر طيلة عامين، قبل أن تقرر محكمة رفع الحظر المفروض عليها، في مفاجأة لم تكن تتوقعها بالمرة.
 
قضية تولو، بالإضافة إلى قضية دينيز يوجيل، مراسل صحيفة “دي فيلت” الألمانية، والناشط الحقوقي بيتر شتويتنر، تسببت في توتر شديد في العلاقات بين أنقرة وبرلين، قبل أن يتم رفع حظر السفر عنها، وتغادر إلى أهلها في ألمانيا، في الوقت الذي سجنت فيه تولو، كان زوجها سوات كورلو (39 عاما) حبيسًا هو الآخر في سجن سيليفري شديد الحراسة، بالقرب من إسطنبول، بالاتهامات الفضفاضة نفسها: الدعاية للإرهاب، الانتماء إلى جماعة إرهابية.
 

أردوغان يقضى على صبغة ميدان تقسيم العلمانية

ميدان تقسيم ا
ميدان تقسيم
 
نشرت جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا صحفيًا الأسبوع الماضى عن خطط الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لهدم وتغيير الصبغة العلمانية على ميدان تقسيم التركى الموجود فى مدينة إسطنبول، أحد أكبر المدن والعاصمة القديمة للبلاد، تحت الحكم العثمانى، لمحو ما يحمله الميدان من رمزية علمانية وثورية.
وبحسب الجريدة الأمريكية واسعة الانتشار، فإن النصب التذكارى لمؤسس الجمهورية التركية العالمية، أصبح يواجه ويمنع روايته هيكل لجامع كبير فى الجاتب الغربى للميدان، ما يساهم فى حجب رؤية الميدان، وذلك بعد هدم رمز محبب للأتراك يعود لعصر أتاتورك وهى دار الأوبرا فى إسطنبول.
ارتفع الهيكل لمسجد جديد كبيرفي الجانب الغربي من ميدان تقسيم في إسطنبول في العام الماضي، ما أدى إلى تقبيل النصب التذكاري لمؤسس الجمهورية التركية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك، وقيادة الأماكن العامة.
 

تحويل آيا صوفية إلى جامع

ايا صوفيا
ايا صوفيا
صرح أردوغان فى مارس الماضى، أنه ينبغى إعادة تسمية آيا صوفيا فى إسطنبول إلى مسجد بدلا من متحف، لكنه لم يذكر ما إذا كان سيتم تغيير وضع المعلم التاريخى، وهو ما اعتبرته بعض المواقع التركية طمسا لهوية متحف وكاتدرائية آيا صوفيا فى إسطنبول، .
ويأتى ذلك القرار المزمع اتخاذه انتهاكا لقرار المحكمة الدستورية التركية، والتى رفضت بدروها طلبا في سبتمبر الماضى، يسمح للمسلمين الأتراك بأداء الصلاة فى متحف آيا صوفيا فى إسطنبول الذى كان كنيسة قبل أن يتحول إلى مسجد، وبعد ذلك إلى متحف مع تأسيس الدولة العلمانية التركية، وذلك بناء على طلب تقدمت به مؤسسة التراث التركى، قالت فيه إن منع المصلين من أداء الصلاة فى آيا صوفيا هو انتهاك لحرية التعبير والرأى.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة