حذر وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو القادة العراقيين من أن الولايات المتحدة مستعدة لحماية الأمريكيين و"الدفاع" عنهم، وذلك بعد اقتحام متظاهرين غاضبين السفارة الأمريكية فى بغداد.
وأكد رئيس الوزراء العراقى المستقيل عادل عبد المهدى والرئيس برهم صالح لوزير الخارجية الأمريكى أنهما يأخذان مسؤوليتهما على محمل الجد، وسيضمنان سلامة وأمن الموظفين الأمريكيين والممتلكات الأمريكية.
وقالت وزارة الخارجية أن بومبيو حذر بوضوح من أن الولايات المتحدة ستحمى وتدافع عن مواطنيها الموجودين هناك لدعم عراق سيد ومستقل.
وهاجم آلاف العراقيين من مؤيدين للحشد الشعبى، الثلاثاء، السفارة الأمريكية فى بغداد، للاحتجاج على ضربات جوية أمريكية فى العراق استهدفت ليلة الأحد مقرات الحشد الشعبى فى الأنبار وأسفرت عن مقتل 25 من مقاتليه.
أكدت وزارة الخارجية العراقية أنها تتابع ما تشهده سفارة الولايات المتحدة الأمريكيّة فى بغداد من تجمهر مُتظاهِرين أمام بوّابتها؛ احتجاجاً على القصف الذى تعرّضت له قطعات من الحشد الشعبى، وما أسفر عنه من ضحايا بين قتيل وجريح.
قالت الخارجية العراقية فى بيان صحفى، الثلاثاء، إن البعثات الدبلوماسيّة العاملة على أرض العراق محط احترام وتقدير عالٍ، وأنّ الوزارة مُلتزمة بحفظ حُرمتها انسجاماً مع اتفاقـيّة فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وضرورة عدم تعريض أمنها للخطر.
ودعا رئيس الوزراء العراقى المستقيل عادل عبد المهدى الجميع إلى المُغادَرة فوراً بعيداً عن هذه الأماكن، وشدَّد على أن أى اعتداء، أو استفزاز للسفارات، والممثليّات الأجنبيّة هو فعل ستمنعه القوات الأمنيّة بصرامة، ويُعاقِب عليه القانون بأشدّ العُقوبات.
وفى وقت سابق الثلاثاء، اتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إيران بتنسيق هجوم على السفارة الأمريكية، فى العاصمة العراقية بغداد.
وقال ترامب فى حسابه على تويتر، إن إيران تنسق هجوما على سفارة بلاده لدى العراق، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.
وكتب ترامب قائلا: "قتلت إيران متعاقدا أمريكيا وأصابت كثيرين. قمنا بالرد بقوة وسنفعل ذلك دوما". وأضاف: "الآن تنسق إيران هجوما على السفارة الأمريكية فى العراق نحملهم المسؤولية كاملة".
وطالب السلطات العراقية باستخدام قواتها فى حماية السفارة، التى تقع فى المنطقة الخضراء الأكثر تحصينا فى العراق، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ السلطات العراقية بذلك.
وأصيب أكثر من 32 شخصا بالرصاص والاختناق من جراء إطلاق قوات الأمن العراقية النار وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين فى محيط السفارة الأمريكية فى بغداد.
وهاجمت طائرات أمريكية فى 29 ديسمبر الجارى اللواءين 45 و46 بالحشد الشعبى، مما أسفر عن مقتل 27 شخصا وإصابة 15 آخرين.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع العراقية حرص الحكومة العراقية على حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية داخل العراق.
بدوره دعا رئيس تيار الحكمة العراقى عمار الحكيم إلى ضبط النفس، فيما طالب الحكومة بحماية البعثات الدبلوماسية فى العراق.
وقال الحكيم فى تغريدة عبر "تويتر": إنه فى الوقت الذى نجدد فيه الحزن والعزاء بعد سقوط عدد من أبناء القوات المسلحة من الحشد الشعبى شهداء بسبب القصف الامريكى على مقراتهم فى القائم، فإننا نؤكد على ضمان الحق فى الاحتجاج السلمى وحرية التعبير عن الرأي.
وأضاف "كما ندعو فى الوقت ذاته الأطراف كافة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد وعدم الانجرار للفوضى".
وشدد الحكيم على ضرورة تحمل الحكومة العراقية مسؤوليتها فى حماية البعثات الدبلوماسية العاملة فى العراق، والحفاظ على سمعته الدولية، وما حققه من انفتاح تجاه المجتمع الدولى، وبما يضمن أمن واستقرار البلاد.
بدوره قال القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدى أن الضربة الأمريكية على قطاعاتنا العسكرية يوم أول أمس تمت إدانتها من قبل الحكومة بأعلى المستويات واتخذت الحكومة العراقية سلسلة اجراءات وتدابير لمعالجة الوضع بما يؤمن سيادة العراق وأمن مواطنيه.
وأكد عبد المهدى، فى بيان، أن المراسم المهيبة لتشييع الشهداء جزء من الوفاء لدمائهم الزكية الغالية، لكن بعيدا عن الاحتكاك بمبانى السفارات التى تقع مسئولية حمايتها وتأمينها على الحكومة العراقية، مطالبا الجميع المغادرة فورا بعيدا عن هذه الأماكن، مذكرا أن أى اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة