قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن هناك مقترح تنفيذى لمؤتمر الشأن العام الذى وجه الرئيس بعقده، وأنه فى الشأن العام وليس فى الشأن الدينى فحسب، ولكن هناك عدة محاور تتمثل فى الشأن العام، الشأن العام السياسى، الشأن الاقتصادى، الشأن الدينى، والشأن الاجتماعى، مع تفاصيل دقيقة داخل هذه المحاور، وأن الخطاب الدينى ليس محور الصالون فقط، موضحًا أن اللقاء المقبل سيكون عن الذكاء الاصطناعي، ولكن البداية بالشأن الدينى، لأن الخطاب الدينى أما أن يكون رشيد يقود للبناء والتعمير أو يقود لهدم الدولة.
وأضاف "جمعة" خلال كلمة له فى مؤتمر الشأن العام والأمن القومى الثانى بمؤسسة الأهرام أن الوزارة قطعت شوطًا كبيرًا يضمن تحقيق الانتشار الأوسع بشأن الخطاب الدينى من خلال بحث ثلاث قضايا، أولها مفهوم العلم النافع، تعليم العلوم الدنيوية لا يقل عن تعلم الأمور الدينية، ومسألة تفسير محاولات العلم فى الدين فقط كان مقصود منه عدم تقدم الأمة، وأن تصبح الأمة متخلفة، ولهذا لابد من تعليم علوم الدنيا والدين معًا.
وتابع: "العلم الذى دعاه إليه الإسلام علم عام ينفع الناس فى شئون دينهم ودنياهم، من أجل خطاب دينى، ومن المسائل التى شهدت خلاف على سبيل المثال مسألة الجزية، فصحيح الأمر أنها كانت تؤخذ مقابل الجندية وليس مقابل الدين، بالإضافة لقضية الحجاب وعدم خلط الدين بالسياسة، حيث فندت الوزارة كل هذه المسائل بالتفصيل لمنع اللبس وقطع الطريق على كل من تسول له نفسه ٱحداث بلبلة".
واستطرد: أن الاسلام لم يضع نظاما أو قالبا ثابتا وإنما وضع قواعد عامة تتمثل فى تحقيق العدل، ومحاربة الفساد والمحسوبية، وحرية المعتقد، والعمل على توفير احتياجات الناس.
هذا ويُعقد مؤتمر الشأن العام والأمن القومى الثانى بمؤسسة الأهرام، بدعوة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ، ويدير الندوة كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ويحضرها كوكبة من الوزراء والمثقفين والإعلاميين.
وكانت الهيئة الوطنية للصحافة نظمت عدة جلسات بمؤسسات الأهرام وأخبار اليوم والجمهورية ودار الهلال خلال الفترة الماضية، حيث استضافت الجلسات التحضيرية لمؤتمر الشأن العام، بحضور ثلاثة وزراء: "الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي".
وتناولت الجلسات عدة محاور أساسية، أهمها تحديد مفهوم قضايا الأمن القومي وعلاقته بالشأن العام، وتحديد السمات الرئيسية لمن يتولون الحديث في هذه القضايا الوطنية والسياج القانوني والدستوري، لتنقية المجالات دون المساس بالحريات العامة، في إطار سلسلة من الندوات المتتالية التي تم عقدها ببعض المؤسسات الصحفية القومية، لمناقشة قضايا الشأن العام، وتصدر في نهاية الندوة التوصيات النهائية.
وكان مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ورقة عمل تحت عنوان: "الخطاب الديني وعلاقته بالأمن القومي والشأن العام"، تم عرضها خلال الجلسة، والتي تعالج مسألة الخطاب الديني، وليس النص الدينى في ذاته، وتحديدًا الخطاب الذي يقدم تفسيرات متشددة أو مغالية لنصوص دينية، أو يُطِّوعها لخدمة أهداف سياسية واجتماعية، أو يوجه المتلقي نحو نصوص فقهية دون غيرها، وقد يجتزاها ويخرجها أحيانًا من سياقها، وأثر الخطاب في التطرف الذي أصبح في مقدمة الأخطار على الأمن القومي المصري.