تتأهب أوبك لزيادة تخفيضات إنتاج النفط هذا الأسبوع ولكنها لا زالت تحتاج إلى الاتفاق مع حلفاء مثل روسيا على تفاصيل اتفاق لدعم أسعار النفط وقبل تخمة فى المعروض تلوح فى الأفق فى العام المقبل.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الخميس فى فيينا ويعقبه اجتماع مع روسيا وغيرها ضمن مجموعة تعرف بأوبك+ يوم الجمعة.
وتقلص أوبك + الإنتاج منذ عام 2017 للتصدى لفائض فى الإمدادات ناجم عن ازدهار الإنتاج فى الولايات المتحدة التى أضحت أكبر منتج للنفط فى العالم وهى لا تشارك فى التخفيضات.
وتهدد زيادة فى الإنتاج من دول خارج أوبك مثل البرازيل والنرويج بتفاقم التخمة فى المعروض فى العام المقبل.
وأثارت تحركات أوبك فى السابق غضب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى طالب مرارا السعودية، أكبر منتج فى المنظمة، بخفض أسعار النفط إذا كانت الرياض تريد الحصول على دعم عسكرى من واشنطن فى مواجهة غريمتها إيران.
وفى الأشهر القليلة الماضية، التزم ترامب الصمت حيال أوبك لكنه يسعى لإعادة انتخابه فى نوفمبر تشرين الثانى المقبل وفى ذلك الحين من المرجح أن تكون قضية أسعار البنزين قضية سياسية ساخنة من جديد.
كما أن الخلاف التجارى المستمر بين الولايات المتحدة والصين يلقى بظلاله على الآفاق الاقتصادية لعام 2020 وكذلك الطلب على النفط.
قال العراق، ثانى أكبر منتج للنفط فى أوبك، أمس الثلاثاء إن أعضاء رئيسيين فى أوبك يدعمون خفض أكبر لأوبك+ عن المستوى الحالى البالغ 1.2 مليون برميل يوميا أو 1.2% من الطلب العالمي.
وقال ثامر الغضبان للصحفيين فى فيينا إنه يدرك أن السعوديين يميلون لذلك.
وينتهى العمل بالاتفاق الحالى فى مارس آذار وقال مصدران فى أوبك إنه سيُمدد إلى يونيو على الأقل، وقال وزير النفط العمانى محمد الرمحى اليوم إن وفد بلاده سيوصى بتمديد التخفيضات حتى نهاية 2020.
تخفيضات وامتثال أكبر
تحتاج المملكة العربية السعودية لأسعار نفط أعلى لدعم إيرادات الميزانية وبيع الأسهم المزمع لشركة النفط العملاقة المملوكة للدولة أرامكو السعودية والذى من المقرر تسعيره غدا.
ودعمت تحركات أوبك أسعار الخام عند ما بين 50 و75 دولارا للبرميل تقريبا على مدى العام الفائت وجرى تداول النفط عند 61 دولارا اليوم.
وقال الغضبان إن التخفيضات الجديدة قد تصل إلى 1.6 ميون برميل يوميا بينما قالت مصادر فى أوبك إن الرياض تضغط على العراق ونيجيريا العضوين فى أوبك لتحسين امتثاليهما للحصص ما قد يتيح خفض 400 ألف برميل إضافي.
ولكن لم يقتنع جميع أعضاء أوبك بالحاجة لتخفيضات أكبر، وقال مندوب لدى أوبك إن الخطوة سترفع الأسعار وتسهم فى زيادة جديدة فى الإنتاج النفطى فى الولايات المتحدة.
ولم توافق روسيا غير العضو فى المنظمة بعد على تمديد التخفيضات أو زيادتها عن المستوى الحالى الذى تعهدت به ويبلغ 228 ألف برميل يوميا إذ تقول الشركات الروسية إنها تجد صعوبة فى خفض الإنتاج خلال أشهر الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة.
وقال وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك أمس أن موسكو لم تضع اللمسات النهائية بعد على موقفها مضيفا "دعونا ننتظر... لكننى أعتقد أن الاجتماع، كالعادة، سيكون ذا طبيعة بناءة".
وأبلغ مصدر مطلع على تفكير روسيا رويترز أن موسكو وأوبك ستتوصلان على الأرجح إلى توافق فى الأسبوع الحالى وإنهما بحاجة فقط لتسوية بضع مسائل قائمة. وأحد النقاط الخلافية بالنسبة لروسيا هذه المرة هى كيفية حساب إنتاجها إذ تتضمن بياناتها مكثفات الغاز بينما لا يفعل منتجون آخرون ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة