يترقب الشارع العراقى رئيس الجمهورية برهم صالح، لتكليف شخصية توافقية لتولى رئاسة الحكومة الجديدة خلال 15 يوما، وذلك بعد دعوة رئيس مجلس النواب العراقى محمد الحلبوسى للرئاسة لتكليف رئيس وزراء جديد خلفا لعادل عبد المهدى.
ووجه رئيس البرلمان العراقى رسالة إلى رئيس الجمهورية برهم صالح مساء الثلاثاء، تؤكد الموافقة على قبولة استقالة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدى والمقدمة فى 29 نوفمبر الماضى، وذلك استنادا إلى المادة 76 من الدستور العراقى.
وتتولى الحكومة العراقية برئاسة عبد المهدى، مهمة تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام المقبلة.
إلى ذلك، عقد رئيس مجلس النواب العراقى محمد الحلبوسى اجتماعًا موسعًا ضم نائبيه ورؤساء الكتل السياسية والخبراء بمشاركة نائبة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فى العراق وفريق المساعدة الانتخابية التابع للمنظمة الدولية، وذلك فى سلسلة الاجتماعات المتواصلة لمناقشة قانون انتخابات مجلس النواب العراقى.
وأكد المكتب الاعلامى لرئيس مجلس النواب العراقى فى بيان صحفى الأربعاء، حرص بلاده على إنجاز قانون للانتخابات يلبى طموحات الشعب العراقى ويوسع من دائرة المشاركة ويعيد بناء الثقة للناخبين، مشيرًا إلى أن مشاركة الخبراء العراقيين والدوليين من الأمم المتحدة يعكس حرص البرلمان العراقى على إنجاز نظام انتخابى عادل ومستوفٍ للشروط الفنية على مستوى كل الخيارات المطروحة، مؤكدًا أن هذه المناقشات ستقود إلى اتخاذ قرار سياسى ينسجمُ مع المرحلة الجديدة فى العراق ومطالب المتظاهرين.
واستعرض المشاركون فى الاجتماع، الإخفاقات التى مرت بها العملية الانتخابية فى السنوات الماضية، مؤكدين على ضرورة تحديث سجل الناخبين وفق التواجد السكانى فى عموم العراق.
وقدَّم فريق المساعدة الانتخابى التابع للأمم المتحدة عرضًا عن أنواع النظم الانتخابية فى العالم، مبينًا حاجة العراق إلى خصوصية فى بعض المدن والأقضية المختلطة وفيما يتعلق بالنازحين، معربًا عن استعداده للمساعدة الفنية وزيادة عدد الخبراء.
كانت كتلة سائرون الأكبر فى البرلمان العراقى قد أبلغت رئيس الجمهورية، بتنازلها عن حقها فى ترشيح رئيس الوزراء المقبل.
وأكد تحالف سائرون تأييده لمن يختاره الشعب العراقى لمنصب رئيس الوزراء.
قال النائب عن تحالف سائرون علاء الربيعى فى تصريح صحفى إن التحالف لن يشترك فى الحكومة القادمة مالم يكون رئيس الوزراء مختار من قبل الشارع العراقى، مضيفا "اختيار رئيس الوزراء سيحدده الشعب العراقى، ولن يكون للتحالف دور فى اختيار المرشح".
إلى ذلك، أقدمت عدد من المحتجين العراقيين على إضرام النيران فى مقر قنصلية إيران فى مدينة النجف للمرة الثالثة فى غضون ستة أيام، حيث أضرم متظاهرون النيران فيها قبل يومين، بينما كانت المرة الأولى الخميس الماضى.
وفى أعقاب إضرام النيران فى القنصلية المرة الأولى، شهدت محافظتا النجف وذى قار، جنوبى البلاد، موجة عنف دامية هى الأكبر منذ بدء الاحتجاجات فى العراق مطلع أكتوبر الماضى، حيث قتل 70 متظاهراً فى غضون يومين على يد قوات الأمن ومسلحين مجهولين.
وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها حيال استعمال القوة المفرطة من قبل قوات الأمن ضد المحتجين السلميين.
قالت جينين هينيس - بلاسخارت، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فى العراق، إن العراق "عند مفترق طرق" ويجب على القادة اغتنام الفرصة لبناء دولة ذات سيادة ومستقرة ومزدهرة تحتضن كل مكوناتها.
بدوره أكد رئيس الوزراء العراقى السابق حيدر العبادى بصفته زعيم كتلة النصر البرلمانية حرصه على اتخاذ مواقف تقترب من الشعب العراقى، لافتا إلى أنه لن يكون طرفا فى اختيار مرشح لرئاسة الوزراء فى هذه المرحلة.
فيما أعلنت قيادة شرطة محافظة ذى قار، اليوم الأربعاء، أنها فرقها رصدت عشرات الشائعات لـ"محاولة زرع الفتنة وإثارة الخوف" خلال التظاهرات فى المحافظة.
وشددت قيادة الشرطة فى بيان صحفى على أن "الشائعات المغرضة والأخبار الكاذبة والمفبركة انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير بهدف زرع الفتنة وإثارة الذعر بين أبناء الناصرية سواء ما بين صفوف القوات الأمنية والمتظاهرين".
وأكدت أن أغلب الذين يحاولون نشر الفوضى وتأجيج الشارع من خلال نشر معلومات مزيفة وصور وفيديوهات وصفحات وهمية تدار من خارج وداخل العراق هدفهم إثارة الفتن ونشر الفوضى العارمة والاقتتال الداخلى لحرف المظاهرات السلمية وإفشالها، فضلاً عن محاولتهم تقويض عملية الأمن والاستقرار.