"استقوى الرئيس التركى رجب طيب اردوغان بعلاقاته بالأمريكان لمواجهة جيش بلاده"، هذا ما خلصت إليه دارسة حديثة صادرة عن "انفستيجتيف جورنال"، مضيفة: "عندما فاز حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه أردوغان فى اﻻنتخابات العامة التى جرت فى 3 نوفمبر 2002 لم يستطع أن يصبح رئيس وزراء الجمهورية التركية بسبب حظر المحكمة، وفى الواقع وفقط من خلال عملية دقيقة ودعم دولى، أصبح أردوغان قادرا على الانتخاب للبرلمان التركى، وأصبح رئيس للوزراء فى 15 مارس 2003".
وتابعت: "كان أردوغان فى هذه الحقبة متششكا فى الدعم اﻷمريكى المحتمل لحكمه كزعيم لحزب العدالة والتنمية، وسعى إلى إيجاد سبل ﻹقامة علاقات مع الوﻻيات المتحدة، وخاصة مع الرئيس جورج دبليو بوش، مضيفة: "لقد شعر أنه بحاجة إلى الشرعية والدعم لمهنته السياسية، ويرجع ذلك فى الغالب إلى الخوف من الجيش التركى العلمانى بعد شهر من الانتخابات فى ديسمبر 2002 حصل أردوغان على لقاء مع الرئيس بوش والذى كان بداية رحلته الأمريكية".
وأشارت إلى أنه فى البداية، لم يكن ﻷردوغان أى صلات "تركية أمريكية" إلى جانب "إجمين باغيس" مترجما له ثم نائبا فى البرلمان، ثم وزير شئون الاتحاد الأوروبى وكبير المفاوضين فى تركيا فى محادثات الانضمام مع الاتحاد الأوروبى.
وتابعت الدراسة: "وأدرك أردوغان أنه بحاجة إلى اﻻعتماد على اﻵخرين في تعاملاته في الوﻻيات المتحدة، ليس فقط مع الشتات التركى ولكن أيضا مع المسلمين اﻵخرين فى أمريكا، ففى البداية حاول أردوغان العمل على إقامة اتصاﻻت مع حركة غولن القائمة بالفعل فى الوﻻيات المتحدة، ﻷنه لم يثق فى البيروقراطية التركية فى الوﻻيات المتحدة بما فى ذلك السفير التركى وأعضاء خدمة وزارة الخارجية وأعضاء الجيش التركى الذين يخدمون فى حلف شمال اﻷطلسى أو الذين كلفوا بالعمل فى الولايات المتحدة الامريكية اعتقادا منهم أنهم يعارضون حكمه".
وقالت الدراسة، إن أردوغان كان يفتقر إلى الدعم على نطاق واسع فى الوﻻيات المتحدة عندما أصبح رئيسا للوزراء ﻷول مرة فى عام 2003، باﻹضافة إلى ذلك، لم تكن المؤسسات اﻷمريكية المسلمة متأكدة تماما من أردوغان الذى تم الاعتراف به باعتباره الشخص الذى خان نجم الدين أربكان، وكانت حينها الجماعات اﻷمريكية المسلمة الكبرى على استعداد ﻷخذ وقتهم ومراقبة أردوغان فى بداية حكمه.
وجاء بالدراسة: "كان أردوغان طموحا وكان بحاجة إلى داعمين دائمين لسياساته الذين يدافعون عنه مهما كان الأمر، تحقيقا لهذه الغاية، صب أردوغان ملايين الدولارات لحشد الضغط للتأثير على صانعى القرار السياسى الأمريكى، على سبيل المثال، "أفيد فى عام 2009 أن كبرى الجماعات السياسية التى تعمل بمساعدة مالية من تركيا كان لها تفاعلات أكبر مع أعضاء الكونجرس من الجماعات السياسية التى تمثل دولة أجنبية أخرى تنفق أكثر من 3 ملايين دولار على شركات الضغط فى 2007/2008".
وأشارت الدارسة إلى أن إنفاقات تركيا زادت عبر أدروغان على كبرى الشركات السياسية فى الولايات المتحدة بشكل مستمر مع ذروتها بعد عمليات مكافحة الفساد فى ديسمبر 2013، وبعدها احتاج أردوغان إلى ضرورة تطهير اسمه من خلال روايات كاذبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة