كر وفر بين الولايات المتحدة الامريكية والصين فى المفاوضات القائمة بشأن المرحلة الأولى لإتفاق التجارة المزمع توقيعه بين البلدين كأكبر اقتصاديين فى العالم، لذا هناك أوراق ضغط يمتلكها كل جانب خلال التفاوض، إلا أن الملف الساخن الذى تسعى أمريكا لتصديره إلى المشهد هو ما يتعلق بالأقلية المسلمة فى الصين "الويجور"، التى تتهم السلطات الصينية بممارسة التمييز ضدهم.
"الويجور" ملف لم يظهر فجأة إلى الساحة العالمية وخاصة بعد أعلنت الكثير من الجهات الدولية الإهتمام بالأمر فى ظل ما يعانيه أبناء هذه الأقلية من تمييز ووصل الحال إلى خروج التقارير الإعلامية عن وجود ما يقرب من المليون شخص من الويجور فى سجون السلطة الصينية، التى تبرر مواقفها ضدهم بأنهم متشددين وتسعى لإعادة تأهيل كثيرا منهم.
الحديث عن اتفاق التجارة المحتمل بين أمريكا والصين وصل إلى ما يشبه "التجميد"، بعدما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن إتفاق التجارة المؤقت مع الصين قد ينتظرإلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية فى نوفمبر 2020، ووفقا لما نُشر على وكالة "بلومبرج" الأمريكىة، وردا على سؤال حول ما إذا كان يريد اتفاقا قبل نهاية العام، قال ترامب للصحفيين فى لندن يوم الثلاثاء، على هامش مشاركته فى قمة الناتو، إنه ليس لديه جدول زمنى محدد، وأضاف لاحقا خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو، إنه لن يوقع اتفاقا ما لا تكن صفقة جيدة.
ونشرت تقارير إعلامية الكثير عن الاتفاق المزمع بين الدولتين، إلا أن فكرة تأجيلة المطروحة حاليا على طاولة التفاوض، ووفقا لما نُشر فى وكالة الأنباء "رويترز"، دفعت وزير التجارة الأمريكى ويلبور روس، ليعلن رفضه تحديد أى موعد نهائى للتوصل لاتفاق مع الصين وشن هجوما جديدا على عملاق الاتصالات هواوى، مما يزيد من انحسار الآمال فى وضع نهاية لحرب تجارية مستمرة منذ 17 شهرا أبطأت النمو العالمى.
ويبدو أن التأجيل المزمع الذى ستشهده المفاوضات الأمريكية الصينية، بشأن اتفاق التجارة وتصريحات ترامب ووزير تجارة بلاده، ليس له خططا مسبقة فى الجانب الأمريكى، حيث أيد مجلس النواب الأمريكى بالإجماع، يوم الثلاثاء، تشريعا يلزم إدارة الرئيس دونالد ترامب بتشديد موقفها إزاء حملة الصين على أقلية الويجور المسلمة.
ضغط أمريكى، لم يكن متوقعا أن يواجه هدوء صينى بل تصعيدا يتناسب مع ما يطرأ من جديد على ملف مفاوضات إتفاق التجارة، فكل دولة تحاول ان تتلاعب بطرق سياسية لكنها حريصة على عدم "قطع الشعرة" التى تتعلق بالتجارة، ولذا تحرك صينى سريع عقب ما يعلنه الأمريكا، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون يينج"،كما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، وتعليقا على قرار النواب الأمريكى، إن الصين "حكومة وشعبا" عازمة على حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، محذرة من أنه إذا أساءت أى دولة تقدير عزم الصين على فعل ذلك فسوف تدفع الثمن.
كما ذكر التليفزيون الحكومى وفقا لما نشرته وكالة "رويترز"، أن الصين استدعت ممثلا للسفارة الامريكية يوم الأربعاء، للاحتجاج على مشروع قانون أيده مجلس النواب الأمريكى بخصوص معاملة بكين لأقلية الويجور المسلمة، مضيفا إن نائب وزير الخارجية شين قانج قدم "مذكرة احتجاج شديدة" لوليام كلاين، مستشار السفارة الأمريكية للشئون السياسية، وحث الولايات المتحدة على وقف تدخلها فى شؤون الصين.
التفاوض بين أكبر إقتصادين فى العالم، لإتمام إتفاق التجارة بينهما، سوف يشهد شد وجذب وتفاهم فى بعض النقاط وإختلاف فى غيرها حيث نشرت "رويترز"، على لسان خبراء روس – المتابعين للتطورات أول باول – أن هناك حاجة للعمل على تفاصيل تتعلق بشراء الصين منتجات زراعية وبعض المسائل الهيكلية وآلية إنفاذ من أجل توقيع اتفاق تجارة مؤقت.
كان الجانب الصينى واضحا فى ملف الويجور الذى تتلاعب امريكا به معهم من حين لاخر، حيث ذكر السفير الصينى لدى الولايات المتحدة تسوى تيان كاى، فى 28 نوفمبر، أن الصين سترد "على نحو متناسب" على العقوبات الأمريكية على كبار مسؤوليها فى إقليم شينجيانج المضطرب بشأن مزاعم عن انتهاكات لحقوق الإنسان، مضيفا أن سياسات بكين فى المنطقة تستهدف "إعادة تثقيف" الإرهابيين.
وفى مقابلة مع الوكالة الدولية "رويترز"، شبه تسوى ما تقوم به الصين فى شينجيانج بقتال القوات الأمريكية لتنظيم داعش فى العراق وسوريا، وقال تسوى: "هل بوسعكم أن تتخيلوا أن بعض المسؤولين الأمريكيين المكلفين بمحاربة تنظيم داعش سيواجهون عقوبات؟"، مضيفا أنه "إذا جرى اتخاذ إجراءات من هذا القبيل فسنضطر للرد".
فيما نُشر على وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن وزارة التجارة الصينية أكدت ، ضرورة تقليص التعريفات الجمركية من أجل التوصل إلى المرحلة الأولى من الاتفاق التجارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية "قاو فنج" - فى مؤتمر صحفى -"إذا توصلت الصين والولايات المتحدة إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري، فيجب أن يكون مشمولا بتقليص التعريفات".
وأضاف فنج أن الجانبين الصينى والأمريكي يحافظان على اتصالات وثيقة بشأن الاتفاق التجاري.