تصدرت صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسط صور قادة الدول الافريقية والآباء المؤسسين الذين وضعوا أسس استقلال أفريقيا عن الدول المستعمرة لها، على حائط متحف تمثال النهضة الافريقية الموجود أعلى قمة تل داكار عاصمة السنغال.
وقال عبدولاى سنجور، مدير المتحف: لا يمكن الحديث عن نهضة إفريقيا، دون ذكر الزعيم المصرى جمال عبد الناصر، الذى دعم الحركات الافريقية فى الحصول على حريتها.
ويحكى التاريخ أن جمال عبد الناصر توجه إلى أفريقيا وقال: إننا لا نستطيع بأى حال أن نقف بمعزل عن الصراع الدامى المخيف الذى يدور بين البيض والأفريقيين، وسوف تظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة، الذى يعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله، لن نستطيع بحال من الأحوال أن نتخلى عن مسئولياتنا فى المعاونة بكل ما نستطيع على نشر النور والحضارة حتى أعماق القارة العذراء.
18- صورة ياسر عرفات وجمال عبد الناصر
وكانت هذه العبارات محددة للتوجه السياسى المصرى الجديد تجاه أفريقيا، وتمت مساندة حركات التحرر، فبعد الحرب العالمية الثانية وانتشار أفكار التحرر، انطلقت العديد من الدول الأفريقية فى البحث عن حريتها من الاستعمار، وبعدها قامت ثورة ٢٣ يوليو لتلعب مصر بعدها دورا مهما فى مساندة هذه الدول، فتبنى عبدالناصر سياسة مساعدة وإمداد هذه الدول بالمال والسلاح، اللازم لمواجهة قوى الاستعمار، بالإضافة للدعم السياسى والدبلوماسى لهذه الدول.
وقد تأسست الجمعية الأفريقية فى الزمالك بالقاهرة، والتى كانت حاضنة لحركات الاستقلال وعملت على إعداد وتدريب القيادات الأفريقية لتتحمل مسئولية الكفاح لتحرر بلادها.
ولوقوفه ومساندته للكثير من هذا الثورات وحركات التحرر في معظم الدول الإفريقية؛ تُوج ناصر بلقب "أبو إفريقيا" ونال إعجاب الملايين حتى اليوم.
ولقد كان للدور الفاعل الذي قامت به مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر أثره الفعال في تعزيز دور إفريقيا فى المحافل الدولية؛ حيث تمكنت أكثر من 51 دولة وقتها من الحصول على استقلالها والانضمام إلى المنظمة الدولية والتى ارتفع عددها إلى 52 مقعدًا بينما كانت إفريقيا ممثلة فقط بتسع دول مستقلة وذلك عام 1960 وأقرت الأمم المتحدة يوم محدد يحمل أسم القارة السمراء، حيث تحدد يوم 25 مايو من كل سنة يومًا لإفريقيا.