توجت زيارة الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس وزراء السودان، للولايات المتحدة الأمريكية، بإعلان وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة والسودان قررا الشروع فى عملية عودة السفيرين للبلدين بعد انقطاع دام 23 عامًا، حيث وصف وزير الخارجية الأمريكى فى تغريدة له على "تويتر" هذه الخطوة بالتاريخية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان الدكتور عبد الله حمدوك رئيس وزراء حكومة السودان، غرد عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، معربًا عن سعادته بلقاء ستيفن تيرنر منوشين، وزير الخزانة الأمريكى.
وقال حمدوك، سعدت بلقاء السيد ستيفن تيرنر منوشين، وزير الخزانة الأمريكى الـ 77، وأكدت له التزام حكومة الفترة الانتقالية باحترام حقوق الإنسان ومكافحة الفساد وإصلاح اقتصاد السودان.
وكان رئيس الوزراء السودانى عبد الله حمدوك، توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد الماضى، رفقة وزراء الدفاع، والعدل، والشباب والرياضة، والشؤون الدينية والأوقاف، فى زيارة رسمية تستغرق ستة أيام.
وأكد رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك، لوزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين، رغبة الخرطوم الجادة فى تطبيع علاقاتها مع واشنطن.
وشدد حمدوك على ضرورة إزالة اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، داعيا وزارة الخزانة إلى لعب دور أكبر فى هذا الإطار، خاصة أنه تم إدراج السودان على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب عام 1993، فى فترة حكم الرئيس السابق، عمر البشير، التى استمرت ثلاثة عقود.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، فى بيان يوم الأربعاء، إن حمدوك التقى الوزير الأمريكى للخارجية فى واشنطن، واستعرض معه تطورات الأوضاع فى السودان بما فى ذلك التحديات الماثلة وجهود الحكومة لمعالجتها، لا سيما فى جانبها الاقتصادى
وتناول اللقاء كذلك الأوضاع فى جمهورية جنوب السودان، وثمن الجانب الأمريكى إسهام الحكومة الانتقالية بالسودان فى تحقيق المصالحة بين الفرقاء فى جوبا، وأكد رئيس وزراء السودان أن دعم استقرار السودان، يمثل مفتاحا لاستقرار كافة دول الإقليم .
وتحدث عن الإمكانات الكبيرة والموارد الضخمة التى تذخر بها السودان، داعيا الشركات والقطاع الخاص والعام الأمريكى إلى الاستثمار فى السودان واستغلال موارده لمصلحة البلدين، كما دعا البنوك الأمريكية لفتح فروع لها فى الخرطوم .
من جانبه، أكد وزير الخزانة الأمريكى دعم بلاده للحكومة الانتقالية بالسودان، موضحا أنه سيجرى مشاورات داخل الحكومة الأمريكية، للنظر فى كيفية تقديم الدعم اللازم لحكومة السودان، والخطوات اللازمة لإسقاطه من قائمة الإرهاب .
كما أكد ناثان سيلز السفير الأمريكى المتجول المعنى بمكافحة الإرهاب، التزام واشنطن بدعم الحكومة الانتقالية فى السودان، وإزالة اسمه من لائحة الدول الراعية للإرهاب.
وذكرت وزارة الخارجية السودانية فى بيان صحفى لها أن الدبلوماسى الأمريكى استعرض، خلال لقائه رئيس الوزراء السودانى عبد الله حمدوك، فى واشنطن الخطوات الإجرائية اللازمة لإزالة اسم السودان من اللائحة، مشيدا بجهود الخرطوم لتحقيق السلام ومكافحة الإرهاب.
وشدد على أن الشعب السودانى ظل يدفع ثمن ممارسات النظام السابق، وأنه آن الأوان لإسقاط اسم السودان من “لائحة الدول الراعية للإرهاب”، مطالبا بضرورة مخاطبة الأسباب الجذرية للإرهاب، والتى يمثل الفقر أحد أهمها.
فيما قال مارك قرين، المدير العام لوكالة المعونة الأمريكية إن هناك استعدادات لعودة التعاون مع السودان وتوسعته، مع دعم الحكومة الانتقالية فنيا فى كافة المجالات، لافتا إلى أن السودان سيتم إزالته من لائحة الإرهاب، حال اكتمال الجوانب الإجرائية المطلوبة.
واستعرض حمدوك فى لقاءه مع مدير الوكالة الأمريكية، تطورات الأوضاع فى السودان، وتعقيدات الوضع الاقتصادى، معربا عن أمله فى دعم شركاء السودان، بما يسهم فى مواجهة التحديات المتعددة التى تجابه الحكومة الانتقالية.
وطالب حمدوك بضرورة إسقاط اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لانتفاء أسباب وجوده بعد سقوط النظام البائد، موضحا أن ذلك سيسهم، فى حال تحققه، فى استفادة السودان من المبادرات الدولية كالإعفاء من الديون وتدفق الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص عمل للشباب .
وأكد حمدوك، الانسجام بين المكونين العسكرى والمدنى فى مجلس السيادة، مشيرا إلى الإنجازات التى تحققت بفضل هذا الانسجام.
ومن جهته، استعرض وزير العدل السوداني، الإصلاحات التشريعية والقانونية التى اتخذتها الوزارة مؤخرا، كما تحدثت وزيرة الشباب والرياضة عن دور الشباب فى تفجير ثورة ديسمبر، داعية إلى دعم وزارتها لخلق وظائف ورفع قدرات الشباب.
وجرت اللقاءات، بحضور الوفد السودانى المرافق لحمدوك، ويضم وزراء الدفاع، الفريق أول ركن جمال عمر، والعدل نصر الدين عبدالبارى، والشباب والرياضة، والشؤون الدينية نصر الدين مفرح، ومندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمر صديق والسفيرة مها أيوب، مديرة إدارة أمريكا الشمالية بوزارة الخارجية، حيث تم استعراض جهود الحكومة الانتقالية فى السودان لتحقيق السلام، وجهود مكافحة الإرهاب، وفتح المسارات لتمرير المساعدات الإنسانية، فضلا عن الإصلاحات التشريعية التى أجرتها الحكومة مؤخرا.