بين الحين والآخر يتصاعد الحديث عن تزايد احتمالات غرق الدلتا نتيجة الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية التى تمتد لمناطق مختلفة من العالم وتشير إلى تفاوت مواقع وأماكن سقوط الأمطار ومعدلاتها بل تأكد لدى الكثير من العلماء والدراسين للابعاد الظاهره ان منطقة حوض النيل سوقف تتعرض لاثار سلبيه فى معدلات سقوط الامطار على الهضبه الاثيوبيه وأيضا ظاهرة النينو بآثارها.
اليوم السابع ترصد خطوات الدولة للتعامل مع هذه الاثار التى تهدد الدلتا بالغرق بل يختلف معدل انخفاض شواطئ بورسعيد حيث يصل بمعدل 2 مليمتر سنويا بينما السواحل الشماليه يصل معدل انخفاض منسوب البحر فيها إلى 1 مليمتر خاصة بعد ان كشفت الازمة التى تعرضت لها على الاسكندرية وغرب الدلتا فى 2015 والتى تحدث لأول مرة منذ أكثر من 50 عاما.
كشف الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى حيث يؤكد وجود تحديث استراتيجية التكيف مع المتغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد والأحتياجات المائية لتقدير الإستثمارات المطلوبه لمجابهة مخاطر التغيرات المناخية بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنيه ، وتشمل دراسة تاثير التغيرات المناخية على ايرادات نهر النيل عند المنابع والتكيف معها طبقاً لمختلف السيناريوهات المتوقعه من زيادة او نقصان لمعدلات سقوط الأمطار.
أوضح أن الوزارة تقوم حاليا بوضع إطار عمل يشمل خطة التحرك لمواجهة الخطر المحتمل لارتفاع منسوب سطح البحر من خلال تطبيق مبدأ التعايش مع البحر كتقنيه جديده بإستخدام وسائل حماية غير تقليديه وصديقه للبيئه مثل استخدام ناتج تكريك البواغيز، وقنوات الاقتراب للموانى البحرية فى تغذية الشواطئ التى تتعرض للنحر مع عمل مشروعات تجريبيه مثل الجسور الرمليه لحماية الدلتا من النحر، مشيرا إلى أن الدولة نفذت أعمال الحماية لحوالى 25% من سواحل الدلتا البالغ طولها 220 كيلو متر بوسائل متعددة من حوائط الأمواج كما فى رشيد التى يبلغ طول الحائط فيها 5 كيلو متر وارتفاعه 6 متر ودمياط فى رأس البر طول الحائط 6 كيلو مترات وارتفاعه 5 أمتار وفى بلطيم وبلغ مجموع الحواجز التى نشأت 17 حاجزا تكلفت ملايين الجنيهات وغيرها من المشروعات العاجلة والمتوسطة.
اضاف انه تم استكمال عمل السيناريوهاتا ا لمصرية لارتفاع مستوى سطح البحر على سواحل الدلتا بناء على التغيرات الفعلية التى حدثت فى الفترة الماضية وكذلك دراسة وتحديد المناطق الأكثر عرضة للتأثر بارتفاع مستوى سطح البحرعلاوة على تحديد أفضل أساليب التأقلم مع ظاهرة ارتفاع سطح البحر فى مناطق المشروع مع الأخذ فى الاعتبار ملاءمة تلك الأساليب للمجتمعات المقيمة فى تلك المناطق وقدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية التى قد تؤثر على المجتمعات السكانية والانشطة الزراعية والسياحية بالمنطقة .
من جانبه قال المهندس عاشور عبد الكريم رئيس هيئة حماية الشواطئ أنها تتولى مسئولية حماية شواطئ الجمهورية، وتقوم بعمل المتابعة الدورية لها على مدار الساعة، ورصد أى تغيرات تحدث والتعامل معها بكفاءة ودقة عالية، بالإضافة إلى إعداد مشروعات حماية جديدة للمناطق التى تتطلب ذلك مما له بالغ الأثر فى طمأنة المواطنين بالمناطق الساحلية وتشجيعـهم على إحداث تنميـة اقتصادية وسياحية تدر دخلا للبلاد وتوفر فرص عمل كثيرة، حيث نجحت فى وقف ظاهرة النحر وتراجع خط الشاطئ أمام مدينة راس البر، واكتساب أراضى جديدة من البحر .
أشار الى أن الهيئة تأخذ فى اعتبارها أثناء تصميم وتنفيذ مشروعات الحماية حساب أسوأ المخاطر، والظواهر الطبيعية المتوقع حدوثها مثل النوات والعواصف حيث يتم زيادة معامل الآمان المناسب لمواجهة هذه الظواهر مما يجعل هذه المشروعات قادرة على مواجهة أى أخطار متوقعة بما فيها ظاهرة التغيرات المناخية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى حديث الساعة، مشيرا إلى أن اغلب مشروعات حماية الشواطئ عبارة عن أحجار ركاميه مما يعنى المرونة فى تشكيلها وصيانتها وتصديها لأى قوى غير متوقعة .
أوضح انه يتم تنفيذ مشروع لحماية الشريط الساحلى لبحيرة الملاحه شرق تفريعه قناة السويس بطول 4،5 كيلومتر من اجمالى 16 كيلومتر، ويتمثل فى المنطقه الواقعه بين البوغازين "القلعة" ، والكيلو "2"، وذلك بهدف حماية الشريط من عوامل النحر التى يتعرض لها والتى ادت الى قطع الشريط مما تسبب فقدان البحيره للكثير من ثروتها السمكية، وذلك بتكلفه38 مليون جنيه مع إنشاء بوغاز جديد بين البوغازين الحاليين .
أضاف أن الحماية تتضمن انشاء حائط بحرى وتنفيذ بوغاز بحرى لتغذية البحيرة بمياه البحر سوف يساعد هيئة الثروة السمكية على تنفيذ مشروعاتها السمكية فى مساحة 50 ألف فدان، وتوفير حوالى 50 ألف فرصه عمل، بالاضافة الى حماية الاستثمارات بالمنطقة مثل ميناء شرق التفريعة "ميناء الحاويات" وكذلك محطة توليد الكهرباء بشرق التفريعة، لافتا الى ان البحيرة كانت ضمن بحيرة المنزلة قبل إنشاء قناة السويس وهى متصلة بالبحر المتوسط ببوغازين ك2 , ل16 حالتهما سيئة لوجود أطماء بهما وعدم انسياب المياه، وتدفقها داخل البحيرة .
أشار الى ان الهيئه كلفت المعهد بدراسة ظاهرة الاطماء لفرعى رشيد ودمياط حيث تأخذ الهيئة فى اعتبارها أثناء تصميم وتنفيذ مشروعات الحماية حساب أسوء المخاطر والظواهر الطبيعية المتوقع حدوثها مثل النوات والعواصف حيث يتم زيادة معامل الآمان بالقدر المناسب لمواجهة هذه الظواهر مما يجعل هذه المشروعات قادرة على مواجهة أى إخطار متوقعة بما فيها ظاهرة التغيرات المناخية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى.
أضاف أنه يتم تنفيذ مشروع حماية كورنيش الاسكندرية فى المسافه بين بئر مسعود، وحتى المحروسه بطول 2 كيلو متر بتكلفه تقديريه 189 مليون جنيه وتشمل انشاء حواجز غاطسه بأطوال 1550 متر حيث تعمل الحواجز الغاطسة على تقليل ارتفاعات الأمواج بحيث تعمل كمكسر للأمواج ذات الارتفاعات والترددات العالية (الأمواج الناحرة للشاطئ) وتشتت طاقتها خلفها بحيث تسمح بتجدد المياه بدون تعرض الشاطئ لارتفاعات أمواج عالية علاوة على ضمان جودة مياه الشواطئ للمصطافين ومنع ظواهر الدوامات والسحب وشدة الأمواج التى تهدد حياة المصطافين.
أوضح ان الحواجز تجعل المساحة المائية امام خط الشاطئ مفتوحة مما يسمح بالتمتع بمنظر البحر دون اعتراض لخط البصر مثل الحواجز الظاهرة كما تساعد على تكوين بيئة بحرية مناسبة لجميع الكائنات البحرية، وتحد من ظواهر النحر والترسيب العشوائى على طول المنطقة الشاطئية وتعمل على ترسيب الرمال خلفها مما يسمح باستعادة الشاطئ وضمان استقرار المنطقة الشاطئية خلفها وتثبيت رمال التغذية فى حالة الرغبة فى زيادة عرض المنطقة الشاطئية وكذلك انشاء رأس بحرية عند الناحية الغربيه مع تغذيه بالرمال بمنطقة الشاطئ وخلف جواجز الأمواج وهذا المشروع يمثل المرحلة الاولى لتطوير شواطئ الاسكندريه، وخلق ممساحات شاطئيه مرة أخرى فى بعض المناطق وكذلك توسعة طريق الكورنيش.
اشار الى انه يتم حاليا تنفيذ دراسة متكامله لشواطئ الإسكندرية من بئر مسعود وحتى المنشيه بطول حوالى 15 كيلو مترا، كما تقوم هندسة الاسكندريه بدراسه وضع المواصفات الفنية والتصميمية لإقامة حائط جديد لمدينة رشيد موازيا للحائط الحالى لمواجهة انخفاض منسوب البحر بالمنطقة كما يتم حاليا التنسيق مع محافظة مطروح لإجراء دراسات لحماية شواطئ مدينه مطروح من النحر والتاكل والترسيبات التى تتعرض لها شواطئها والبحيرات الثلاثة بها وهى الخليج وبحيرة كيلوباتره.
يقول الدكتور محمد احمد مدير مشروع التكيف مع التغيرات المناخيه الممول من مرفق البيئه العالمى يقول أن تم تطبيق مشروعات تجريبيه لاختيار افضل الطرق العلمية والعمليه صديقه للبيئه وقليله التكاليف باسلوب التعايش مع البحر،و يتم اقامته من خلال أنشطة مشروع تكيف دلتا نهر النيل للتغيرات المناخية وارتفاع سطح البحر بأسلوب الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ ومعهد بحوث الشواطئ.
اشار الى ان اختيار الطرق لتجربتها تم من خلال بحث دؤوب على مدار سنة ونصف عن انسب وسائل التكيف للمنطقة مع التغيرات المناخية من قبل الباحثين والمهندسين بكل من هيئة حماية الشواطئ ومعهد بحوث الشواطئ بالتعاون مع إدارة المشروع الى ان انسب الوسائل لحماية المنطقة هى السواتر الترابية لما لها من تكاليف منخفضة جدا بالمقارنة بحمايات الكتل الخرسانية بالإضافة الى انها لا تعيق الاستثمارات بالمنطقة مستقبلا وقد تم اختيار منطقة مسطروة 71 والتى تبعد 30 كم شرق مدينة رشيد و29 كم غرب ميناء البرلس، حيث تتميز أراضها بانها منبسطة منخفضة المنسوب بالنسبة لمتوسط سطح البحر مما يتيح إمكانية اختبار ملائمة نظام الجسور الترابية بشكل أفضل.
و أوضح أنه تم اختبار ثلاثة تصميمات لجسر رملى تم التوصل اليها بهدف صد امواج مياه البحر اثناء النوات كل تصميم يشغل حيز طولى يبلغ 250 مترا مع مسافة بينية بطول 150 مترا المشروع التجريبى الشرقى (جسر الجيوتيوب) وهو عبارة عن وحدات على شكل انبوب ضخم من مادة مقاومة للعوامل الجوية بعرض 4متر وطول يتراوح بين 15 إلى 30 مترا ويتم ملؤها بالرمال وظيفتها حفظ الرمال داخلها من الانجراف مع المياه إذا تعرضت للمياه على ان يتم تغطية تلك الوحدات بطبقة من ناتج تكريك بوغاز بحيرة البرلس (طبقة طينية) لضمان ثبات أكبر ثم طبقة من صخور الدولامايت بحيث يكون الارتفاع النهائى للجسر 3 متر من متوسط منسوب سطح البحر.
اضاف أن مشروع (مصائد الرمال): يتألف من إقامة مصدات للرمال من مادة متوفرة بالمنطقة (البوص) وترك الطبيعة لتكوين الجسر الرملى بفعل انتقال الرسوبيات بالرياح، علاوة على المشروع التجريبى الغربى (جسر الاستزراع) و يعتمد على استخدام ناتج تكريك بوغاز بحيرة البرلس كقلب للجسر (من الطين) ويغطى بطبقة من الرمال حتى ارتفاع 3 متر من نفس المنطقة ويتم تثبيتها الرمال عليه باستخدام زراعة نباتات من نفس النوع المتواجد بالمنطقة (نباتات صحراوية) بحيث تعمل جذور النباتات على تثبيت التربة