أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى أمس، الخميس، أن المجلس سيبدأ فى صياغة بنود العزل ضد الرئيس دونالد ترامب، والمضى قدما فى جدول زمنى سريع قد يمهد الساحة لتصويت فى مجلس النواب قبل الكريسماس لاتهام الرئيس بارتكاب جرائم ومخالفات كبرى.
وقالت بيلوسى مستخدمة كلمات الدستور الأمريكى والآباء المؤسسين، إنه أصبح واضحا على مدار شهرين من التحقيقات أن ترامب انتهك قسم المنصب بالضغط على قوى أجنبية للمساعدة فى انتخابات 2020.
وأضافت : "السماح لترامب بالاستمرار فى منصب بدون تصحيح، سيصبح خطرا على جمهوريتنا".
وفى خطابها الرسمى الذى ألقته وورائها الأعلام الأمريكية فى الكابيتول، قالت بيلوسى إن مخالفات ترامب تضرب قلب الدستور، والديمقراطية الأمريكية أصبحت على المحك، ولم يترك الرئيس أمامنا خيار سوى التحرك لأنه حاول إصدار الانتخابات مجددا لتحقيق مصلحته.
وجاء إعلان بيلوسى، بحسب ما قالت صحيفة نيويورك تايمز، فى الوقت الذى كشفت فيه اللجنة القضائية الخطوات القادمة لإجراءاتها الرسمية الخاصة بالعزل.
وقالت اللجنة إنها ستعقد جلسة يوم الاثنين للسماح لمحاميها ومحامى لجنة الاستخبارات بتقديم الأدلة رسميا فى التحقيق.
وذكرت الصحيفة الأمريكية إن الجلسة ربما تمس واحدا من النزاعات الداخلية القليلة المتبقية بين الديمقراطيين فى تحقيق العزل بدلا من أن توحدهم، حيث سيتعين عليهم أن يقرروا ما إذا كان سيجعلوا القضية قاصرة على تعاملات ترامب مع أوكرانيا، أم سيقومون بضم مزاعم سابقة بعرقلة لسير العدالة فى محاولة عرقلة تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر المتعلقة بالتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية.
وكانت بيلوسى قد أرسلت رسالة واضحة بأنها واثقة من أن الديمقراطيين لديهم الأصوات الكافية لعزل ترامب. إلا أن العملية التى تجرى قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية، تأتى فى ظل انقسامات حزبية عميقة وتمثل مخاطر سياسية للديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء، ناهيك عن المخاطر التى تمثلها للرئيس نفسه.
وتقول نيويورك تايمز إن الديمقراطيين المطلعين على الأمر يعتقدون أن اللجنة القضائية فى طريقها للبدء فى مناقشة علنية والتصويت على المواد الخاصة بالعزل فى نهاية الأسبوع المقبل على الرغم من المعارضة الجمهورية الموحدة. وسيضع هذا لأساس لتصويت ممكن لعزل لرئيس قبل 20 ديسمبر، وهو اليوم الأخير الذى سيعقد فيه الكونجرس جلساته فى هذا العام.
وأكدت نيويورك تايمز أن وضع جدول زمنى دقيق للأسبوعين المقبلين من بين قائمة طويلة للأمور المجهولة مع اتجاه الديمقراطيين نحو عزل تبدو نتيجته غير مؤكدة على الإطلاق. ولفتت الصحيفة إلى أن مجلس الشيوخ قد أغفل تماما شهر يناير من التقويم التشريعى لعام 2020 الذى نشره هذا الأسبوع بسبب الغموض المحيط بمحاكمة العزل.
وقبل ساعات من الإعلان عن الخطوات المقبلة، غضبت بيلوسى عندما سألها صحفى فى مؤتمر ترامب ما إذا كان تكره ترامب، ليكرر ما يردده الجمهوريين بأنه الدافع الحقيقى لحزبها فى العزل. وقالت بيلوسى بحدة: " هذا يتعلق بدستور الولايات المتحدة والحقائق التى أدت إلى انتهاك الرئيس لقسم المنصب.. وككاثوليكية، أرفض استخدمك لكلمة كراهمة فى جملة تتعلق بى. أنا لا اأره أحد". وتابعت قائلة "لا تعبث معى عندما يتعلق الأمر بكلمات مثل هذه".
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه "سينتصر" فى معركة عزله بعد إعلان بيلوسى.
وقال ترامب فى تغريدات عبر تويتر: "الأمر الجيد هو أن الجمهوريين موحدون الآن أكثر من أى وقت مضى".
وأضاف ترامب أن هذه الخطوة تعنى أن عملية العزل بالغة الأهمية، والتى لا يتم اللجوء إليها سوى فى حالات نادرة، ستصبح سلاحا مألوفا فى مهاجمة الرؤساء الأمريكيين مستقبلا".
وأشار إلى أن مؤسسى الدولة الأمريكية لم يتصوروا أن يجرى التعامل مع عملية العزل على هذا النحو، لكن الأمر الإيجابي، هو أن الجمهوريين لم يكونوا فى يوم من الأيام أكثر توحدا كما هم اليوم، مضيفا: "سنحقق الفوز".