قال وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الجمعة، إن العلاقة القوية الاستراتيجية الهامة التى تربط مصر بالولايات المتحدة الأمريكية تجعل من الأخيرة شريك أساسى نجاح بين الدولتين، لافتا إلى أن القاهرة ترغب فى استثمارات أمريكية أكبر فى سوق ربحى بمصر حيث يتميز بطاقات ضخمة وممر للشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكد سامح شكرى، خلال كلمة له فى فعاليات النسخة الخامسة لمنتدى روما للحوار المتوسطى، أن الدولة المصرية تدرك أهمية العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن وتقوّي هذه العلاقة مع الشركاء الآخرين.
وحول الاتفاق الموقع بين السراج وأردوغان، قال وزير الخارجية إن الاتفاق السياسي في ليبيا يحدد صلاحيات السراج، داعيا حكومة الوفاق للالتزام باتفاق الصخيرات أو أن تفقد شرعيتها، والاتفاق الموقع بين السراج وأردوغان يعقد الوضع في ليبيا التي لا تحتمل أي تعقيدات إضافية، مشيرا إلى أن التهديد الإرهابي في ليبيا يتوسع ويهدد دول الساحل وليس فقط ليبيا نفسها.
وعن الأزمة القطرية علق وزير الخارجية قائلا "لم أر أى تغيير فى سلوك قطر ، وحول القضية الفلسطينية، أكد وزير الخارجية سامح شكرى ، أن الوضع الشائك سيستمر طالما بقيت القضية ولم يتم تطبيق حل الدولتين ، مشددا على أن فلسطين تستحق دولة على غرار كل الدول والشعوب فى المنطقة.
كان رئيس وزراء إيطاليا "جوزيبى كونتى" استقبل فى مقر رئاسة الوزراء، الخميس، وزير الخارجية سامح شكرى الذي يقوم بزيارة ثنائية للعاصمة الإيطالية ، كما تم التطرق لأهم التطورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة الليبية وقضية سد النهضة.
قال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزير شكري نقل في مستهل اللقاء تحيات رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء الإيطالى، ومدى الأهمية التي يعلقها سيادته على تطوير العلاقات بين البلدين.
وأوضح حافظ، أن اللقاء قد تناول استعراض مجمل العلاقات الثنائية في شقها السياسي والاقتصادي وسُبل تطويرها في ظل العلاقات التاريخية والخاصة التي تربط بين البلدين.
كان وزير الخارجية استهل زيارته بعقد جلسة محادثات رسمية مع وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالى "لويجي دي مايو"، بدأت بلقاء منفرد بين الوزيرين، أعقبه غداء عمل مع وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالى، بمقر وزارة الخارجية الإيطالية، حيث بحث الوزيران سُبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا في مختلف المجالات، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري ثمّن خلال اللقاء العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على الوتيرة الإيجابية التي شهدتها العلاقات الثنائية خلال الآونة الأخيرة، ومؤكداً الحرص المصري على تعزيز تلك العلاقات من خلال العمل المشترك نحو تلبية تطلعات شعبي البلدين الصديقين ومواجهة التحديات المشتركة وتنسيق المواقف وبلورة رؤية مشتركة حول أفضل السبل لمواجهتها.
كذلك تطرق الوزيران إلى قضية مقتل الباحث الإيطالى "جوليو ريجيني"، حيث تم التأكيد على الالتزام الكامل بمواصلة التعاون القائم بين السلطات القضائية فى البلدين بكل شفافية وصولًا إلى استجلاء الحقيقة، على ضوء الأهمية التى يوليها الجانبان لهذه القضية، ورحب الوزيران بالدعوة الموجهة من المستشار النائب العام إلى نائب عام روما لزيارة القاهرة فى هذا الصدد.
وأضاف حافظ ، أن الوزيرين تناولا سُبل دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى آفاق أرحب، حيث تعد إيطاليا شريكاً اقتصاديا و تجارياً واستثماريا رئيسياً لمصر على مستوى دول الاتحاد الأوروبى، ومن أهم أسواق الصادرات المصرية، فضلاً عن أهمية مواصلة العمل على استفادة مزيد من الشركات الإيطالية من الفرص الاستثمارية فى مصر، بما يُساهم فى زيادة الاستثمارات المشتركة، وخاصة على ضوء ما أسفرت عنه الإصلاحات التى عكفت الحكومة المصرية على تنفيذها من تهيئة مناخ مواتي لجذب الاستثمارات.
وأشار الوزير شكرى، إلى أهمية الإسراع فى تنفيذ برنامج مبادلة الديون بما يعزز فرص التعاون التنموى بين البلدين. كما أعرب وزير الخارجية عن تطلع الجانب المصري إلى مزيد من التعاون فى مجال الطاقة، وبصفة خاصة الغاز الطبيعى، موضحاً أن التجربة الناجحة للشركات الإيطالية العاملة في مجال الطاقة في مصر تعتبر نموذجاً يُحتذى به.
ومن ناحية أخرى، أوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول الأوضاع فى المنطقة، لاسيما التطورات في سوريا والقضية الفلسطينية وسد النهضة، وكذا آخر مستجدات الأزمة في ليبيا وسُبل دفع جهود استعادة الأمن والاستقرار هناك، حيث استعرض الوزير شكري الأثر السلبي لتوقيع اتفاقي التعاون العسكري والسيادة علي المناطق البحرية بين رئيس مجلس الوزراء الليبي وتركيا علي ضوء عدم اتساقهما مع اتفاق الصخيرات وتعارضهما مع جهود التوصل إلى تسويات سياسية شاملة تحقق الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، وهو ما ابدي الوزير الإيطالي تفهمه له.
كما أعرب الوزيران عن قلقهما إزاء تأثير التطورات الأخيرة في ليبيا على جهود مكافحة الإرهاب والميليشيات الراديكالية ومجابهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأكدا حرصهما على إنجاح مسار برلين لتسوية الأزمة الليبية بصورة شاملة.
وقد تناول الوزير شكري تفصيلًا جهود مصر الناجحة للقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية وعدم خروج أي قوارب تقل مهاجرين من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016، وهو ما كان محل تقدير من الوزير الإيطالي.
وأختتم المتحدث باسم الخارجية ، تصريحاته بالإشارة إلى أن وزير خارجية إيطاليا أكد من جانبه الأهمية التي توليها بلاده لمواصلة جهود تطوير العلاقات مع مصر، مؤكداً أيضاً على الدور المركزي الداعم للاستقرار الذي تلعبه مصر في المنطقة وضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين القاهرة وروما حول سائر الملفات ذات الاهتمام المشترك.