اختتم الوفد البرلماني المصري برئاسة الدكتور على عبد العال زيارته اليوم لجنوب السودان التي استمرت خمسة أيام بلقاء وزيرة الخارجية والتعاون الدولى فى جنوب السودان وزيارة العيادة المصرية بجوبا خلال لقاء الوفد مع "أووت أشويل" وزيرة الخارجية والتعاون الدولى فى جنوب السودان طالبت وزيرة الخارجية تدخل القيادة السياسية المصرية من أجل تثبيت إجراءات السلام، قائلة: "نطلب من الرئيس السيسي بوصفه رئيسا للاتحاد الأفريقي التدخل لتثبيت إجراءات السلام ووقف التوتر في جنوب السودان لما يتمتع به من قبول لدى جميع الأطراف".
جاء ذلك خلال لقائها اليوم مع الوفد البرلمانى المصرى برئاسة الدكتور على عبد العال والذى يقوم بزيارة رسمية لجنوب السودان منذ يوم الاثنين الماضى من جانبها.
ورحبت وزيرة الخارجية والتعاون الدولى فى جنوب السودان بالدكتور على عبدالعال والوفد البرلمانى المرافق له فى بلدهم الثانى جنوب السودان، قائلة للوفد البرلماني المصري "إن زيارتكم لجنوب السودان جاءت في التوقيت المناسب وهي الزيارة الأولى من نوعها، ونقدر نقدر لمصر قيادةً، وحكومةً، وشعباً الدعم المتواصل لنا".
وأكدت الوزيرة أن جنوب السودان تقدر لمصر قيادةً، وحكومةً، وشعباً الدعم المتواصل لها والتعاون الثنائى للاستفادة من الخبرات المصرية فى مختلف المجالات، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة فى جنوب السودان.
وأضافت أن لدى جنوب السودان فرص استثمارية هائلة أمام مصر يمكنها الاستفادة منها.
وأكدت وزيرة الخارجية أهمية التنسيق والتشاور بين مصر وجنوب السودان إزاء القضايا محل الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً، حيث تعتبر مصر شريكاً هاماً لجنوب السودان، فضلًا عن دورها المحورى والريادى فى القارة الإفريقية .
من جانبه أكد الدكتور عبدالعال أن زيارة الوفد البرلمانى المصرى الحالية لجنوب السودان إنما هى رسالة دعم ومؤازرة من الشعب المصرى لشعب جنوب السودان الشقيق فى هذه المرحلة الدقيقة، واستكمالاً لجهود تعزيز وتوطيد العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن جنوب السودان يمر بمرحلة دقيقة من تاريخه، وأن مصر على مستوى القيادة السياسية وجميع المستويات الاخرى حريصة خلال هذه المرحلة على استكمال تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدات لإنجاح اتفاق السلام المنشط، إيماناً بضرورة ترسيخ أمن واستقرار جنوب السودان وبما يحقق الرخاء والتنمية ويحقق آمال وطموحات شعب جنوب السودان.
وشدد على أنه فى إطار علاقات الأخوة والتعاون، ستقدم مصر مساعدات إنسانية خلال الأيام القادمة لصالح المتضرريين من الفيضانات الأخيرة بجنوب السودان.
وأشار الدكتور عبدالعال الى أن مصر تسعى جاهدة إلى تعزيز التعاون الثنائى مع جنوب السودان فى المجالات كافة، مشيراً إلى أنه فى مجال التعليم فإن مصر تقدم حوالى عددا من المنح الدراسية والتدريبة لطلبة جنوب السودان كل عام للدراسة في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية، للتعليم و لإعداد الكوادر وتأهيل الشباب في مختلف المجالات.
ولفت إلى أن مصر تسعى إلى تشغيل فرع جامعة الأسكندرية فى مدينة تونج بولاية واراب، فضلاً عن التعاون الجارى لإعداد مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية لطلبة مدارس جنوب السودان وطباعة هذه الكتب.
وأشارعبد العال إلى أن ابرام اتفاقيات حماية الاستثمارات الثنائية بين مصر وجنوب السودان سيشجع المستثمرين المصريين على ضخ استثماراتهم في الجنوب ويحفزهم ويوفر مظلة طمأنة لهم.
وأوضح عبدالعال أن مصر تعمل على تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، مضيفا هناك وفدا فنيا من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية متواجد في جنوب السودان للقيام بفحص فني وتقييم بعض محطات الكهرباء التي أنشأتها مصر في مدن واو ، ورومبيك، وبور، ويامبيو، وذلك بهدف تشغيلها في أقرب فرصة ممكنة، و العمل على رفع كفاءتها بما يتماشى مع حجم واحتياجات السكان الحالية.
وزار الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب والوفد البرلماني المرافق له في حضور سفير مصر لدى الجنوب السفير محمد قدح العيادة المصرية في جوبا
، وحرص الدكتور عبدالعال في ختام زيارته لجنوب السودان على شكر العاملين المصريين في العيادة من أطباء وممرضين وعاملين من مختلف التخصصات.
وقال الدكتور علي عبدالعال إن المصريين العاملين في هذه العيادة يؤدون خدمة إنسانية جليلة للاخوة في جنوب السودان ولمصر على السواء مشيرا إلى أن استمرار العمل في هذه العيادة والحرص على جودة خدماتها وزيادة مساحتها والعمل على إضافة تخصصات جديدة لها والإصرار على ذلك يأتي من نظرة واعية ورؤية ثاقبة لقيادة مصر السياسية التي تولي اهتماما بالغا بالأشقاء في أفريقيا.
وتحتل العيادة المصرية بجوبا وسط الجنوبيين مكانة متميزة، وهي مقصد للكثيرين منهم ويترددون عليها بكثافة وذلك لجودة الخدمة الطبية التى تقدمها الدولة المصرية، وأيضا لرمزية المقابل المادي الذي تؤدي الخدمات الطبية في مقابله، حيث لا يزيد هذا المقابل على ما يعادل نصف جنيه مصري.
وتحتوى العيادة المصرية بجوبا على ثلاثة تخصصات هى: الباطنة والأطفال والنساء، بالاضافة الى معمل للتحاليل الطبية وصيدلية، وتستقبل يوميا قرابة 300-350 مريض، ويجري العمل حاليا على توسعتها وتجديدها لزيادة عدد التخصصات بها.
يذكر أن العيادة المصرية بجوبا هى إحدى العيادات المصرية الثلاث في جنوب السودان وهم في جوبا وأكون وواو.
كما تجدر الإشارة أيضا أن الدعم المصري في مجال الرعاية الصحية يحظي باهتمام خاص من البلدين، وأنه توجد في العاصمة جوبا أيضا بعثة في إطار مبادرة السيد رئيس الجمهورية للقضاء علي فيروس سي منذ أكتوبر 2019 تؤدي عملا مميزا وتحقق نتائج طيبة، وتقوم باجراء فحوصات مجانية للكشف عن فيرس سي وتقدم العلاج له. كما يوجد فريق طبي يعكف حاليا علي الإعداد لبدء تشغيل وحدة متكاملة للغسيل الكلوي مهداه من مصر إلى جنوب السودان.