لم يكن الحديث الجانبى بين رئيس الوراء الكندى جاستن ترودو والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وبوريس جونسون عن الرئيس ترامب هى الواقعة الأولى التى يتهامس فيها قادة العالم عن بعضم البعض أو حتى يوجهون الإهانة لبعضهم.
فالواقعة التى أثارت استياء الرئيس ترامب وجعلته يصف ترودو بأنه بوجهين، كانت إحدى اللحظات البارزة وفى قمة الناتو الأخيرة التى أقيمت بالعاصمة البريطانية لندن على مدار اليومين الماضيين، حيث تداولت وسائل إعلام كندية مقطع فيديو لقادة العالم الثلاث وهم يتحدثون بأسى عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على هامش قمة الناتو المنعقدة فى العاصمة البريطانية لندن.
وظهر رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو مع رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وبدا ترودو يتحدث عن سلوك ترامب خلال اليوم الأول من قمة قمة الناتو. وكان ترامب قد تحدث مع الصحفيين لأكثر من ساعتين فى المجمل، وهو ما يبدو أنه أدهش ترودو.
وقال ترودو لمجموعة صغيرة ضمت ماكرون وجونسون وآخرين "كان متأخرا لأنه استغرق 40 دقيقة فى المؤتمر الصحفى بالأعلى".. ولم يذكر ترودو ترامب بالاسم خلال الحوار الذى يبدو أنه كان يناقش الاجتماعات الثنائية على مدار اليوم.
وأضاف ترودو فى نقطة أخرى، فقد شاهدت للتو فريقه فى حالة صدمة".
وكان ماكرون قد شارك فى المحادثة لكن لم يسمع تعليقه، بينما شوهد جونسون مبتسما.. ولا يبدو أن أيا من القادة الثلاث كان مدركا بأن المحادثة يتم تسجيلها. غالبا ما تخرج أسرار قادة العالم عندما يعتقدون فقط أن الميكرون معلقا.
صحيفة واشنطن بوست تحدثت عن الواقعة، وقالت إنه وفى العديد من المناسبات سقط العديد من قادة العالم فى فخ الإدلاء بتعليقات سلبية عن أقرانهم على مدار السنين.
ففى عام 1988، تحدث الرئيس الفرنسى فى هذا الوقت جاك شيراك عن رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر أثناء أحد الاجتماعات الأوروبية، وقال " ما المزيد الذى تريده منى ربة المنزل هذه؟ تريد كراتى على طبق".
وفى عام 2011، كان الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى يتحدث إلى نظيره الأمريكى باراك أوباما عندما عرض رؤية غير دبلوماسية عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والتى تم إذاعتها عن طريق الخطأ للصحيفيين، ونشرتها فيما بعد مواقع فرنسية. حيث قال ساركوزى "لا أطيق نتنياهو فهو كاذب" قبل أن يرد عليه أوباما قائلا إن عليه أن يتعامل مع نتنياهو أكثر من ساركوزى.
ولم يكن الرؤساء الأمريكيين فى موقف أفضل حالا. فقد سجلت الشرائط فى عام 1971 الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون وهو يصف رئيس الوزراء الكندى بايير ترودو، والد رئيس الوزراء الحالى جاستن ترودو، ساخرا بأنه الجرس الطنان.. وعندما أدرك ترودو الأب سخرية الرئيس الأمريكى منه ردا قائلا " لقد وصفت بأشياء أسوا من أشخاص أفضل".
ولم تكن العلاقة الخاصة بين تاتشر الرئيس الأمريكى رونالد ريجان مانعا من سخرية بعضهم البعض أحيانا. فوفقا لشهادات مسئولين بريطانيين خلال هذه الفترة، كانت هناك خلافات سياسية كبرى بين الإثنين، وكانت تاتشر قلقة من فوضى الإدارة الأمريكية فى الشرق الأوسط. وقال نيكولاس هندرسون، السفير البريطانى لدى واشنطن فى تاتشر "لو أخبرتكم ما كانت تعتقده تاتشر إزاء ريجان، فإنها كانت لتضر العلاقات البريطانية الأمريكية".
أما عن الرئيس ترامب فقد دخل فى عديد من المشاجرات اللفظية مع عدد من قادة العالم، فوصف رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون بانه رجل الصاروخ، وأحيانا الرجل البدين، كما أن اهان مرارا عمدة لندن صديق خان.