جامعة الأزهر، تقف على أرضية تاريخية تتخطى الأف عام على نفس منهجيتها الدينية وعلومها المدنية، وحاضرا متوازنا، ومستقبلا يتوقع منه الكثير بعد تخطى كلياتها 80 كلية، و25 مركزا بحثيا، ومبانٍ وأقسام تستقل ككليات كل يوم، وتوسع كبير تشهده الجامعة، وتنوعها دينيا وثقافيا، وترابطها واستقبالها لموفدى دول العالم، بالإضافة إلى رغبة الجامعة فى تنشيط قطاع الدراسات العليا والبحث العلمى وإفراد كلية لهذا الجانب هى كلية الدراسات العليا لرعاية البرامج العلمية العليا، كان لابد من مناقشة البرامج التى تعتزم الجامعة إطلاقها، وتحديث برامج أخرى.
الدكتور عطا السنباطى أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وعميد كلية الدراسات العليا، والمحسوب على أساتذة جيل الوسط التى تدفع بهم جامعة الأزهر مؤخرا لتجديد الدماء، وخاصة فى مناصب العمداء، عمل فى العديد من الجامعات ومن ضمنها جامعة «نور مبارك» بجمهورية كازاخستان لـ10 سنوات، والتدريس بحقوق القاهرة، أجرى "اليوم السابع" حوارا معه من داخل مكتبه والذى تخلله مرور متكرر بمدرجات الكلية التى تستقبل الطلاب والطالبات فى مدرج واحد فى مقاعد منفصلة ويتابعها "السنباطى" عبر شاشات عرض بمكتبه، واستقباله لأساتذة الدراسات العليا وتقديمهم للطلاب فى المدرج.
حوار عميد الدراسات العليا لم يتوغل فى تفاصيل أكاديمية بقدر الإشارة إلى تطور نظام الدراسة والإدارة وإطلاق البرامج الجديدة، والخدمات الجديدة، فى محاولة للخروج من الحالة التقليدية ونمطية العمل، كشف عنها أسئلة عديدة وجهناها له خلال اللقاء.
كم طالب يدرسون بكلية الدراسات العليا وافدين ومصريين؟
ـ أولا الكلية بها 16 قسما مدمجا وداخلها أقسام فرعية بما يعنى أن الكلية تزيد عن 20 قسما، دراسيا فى مراحل الدراسات العليا والماجستير والدكتوراة، والآن نعد خطة تطوير للدراسات العليا فى جامعة الأزهر للعرض على مجلس الجامعة، ورئيس الجامعة، يمكن أن نشير إلى بعض ملامحه وأبرز تلك الملامح أن نغيير نظام الدراسات العليا التمهيدية من نظام السنتين إلى نظام سنة واحدة مثل كلية العلوم الإسلامية للوافدين غير العرب وهو نظام الساعات المعتمدة التى تختصر الوقد وتكثف الجهد والبرامج العلمية، حيث يتضمن ساعات معتمدة فى الماجستير لمدة عام وعام بالإضافة للرسالة فى الدكتوراة، ونظام الساعات المعتمدة نظام عالمى لن نتجاهله رغبة فى التطوير وحسب اتجاه الجامعة فى بحث عملية التطوير الدائمة بدعم من رئيس الجامعة ومتابعته لتذليل العقبات وتحقيق أعلى فائدة ووفر فى الجهد والنفقات، كما أن نظام الجودة العالمى فى قطاع التعليم الجامعى الذى تسعى إليه جامعة الأزهر يعتمد هذا النظام.
تطوير شكل الدراسة ومدتها هل سيواكبه تطوير فى المضمون الأكاديمى؟
ـ نسعى إلى أن يدرس الطالب بجوانب المواد النظرية مواد تطبيقية فى تخصصه حتى يكتسب مهارات التخصص الناجحة وتطوير الذات مهاريا لرفع مستوى الخدمة العامة المقدمة للمجتمع وهذا هو النظام العالمى لجودة التعليم الذى تصر جامعة الأزهر بداية من رئيس الجامعة وكافة قياداتها على تطبيقه حتى تظل جامعة الأزهر فى المقدمة والصدارة ولتفى بمتطلبات الوافدين والمصريين من الطلاب ومنتسبى الجامعة، مع مراعاة الفروق بين التخصصات فى التقييم والتعليم والتطبيق، حيث ستكون الدراسات العليا مكونة من 3 جوانب وهى: دراسة نظرية، وأخرى تطبيقية، ورسالة علمية، وكل ذلك ضمن منظومة الساعات المعتمدة، والعالم الآن يدمج بين العلوم النظرية والعلوم التطبيقية ويمكن أن تكون العلوم التطبيقية اختيارية ليتخير الطالب من بين متعدد.
لماذا كلية موحدة للدراسات العليا من أسوان للإسكندرية؟
ـ الكلية تجميع جميع متخصصى الدراسات العليا معيدين ومنتسبين ووافدين فى الدراسات الشرعية والعربية من أصول الدين بأقسامها، والشريعة والقانون بأقسامها، و اللغة العربية، والدراسات الإسلامية بأقسامهما يدرسون هنا لتكافؤ الفرص التى كانت تشهد تفاوتا وبعض المشكلات ما غلب توحيد الدراسة لتلافى هذه المشكلات، وكان من الضرورى أن نعمل بنظام مركزية الدراسة ومركيزة الامتحانات لتحقيق تكافؤ الفرص ووحدة المناهج ووحدة العمل.
هل كان هناك مغامرة فى مسألة قبول الطلاب لهذا الشكل وخاصة من الوافدين؟
ـ الإقبال وخاصة من قبل الوافد، الذى يختار ما يشاء جاء بناء على سمعة الكلية الحسنة وتاريخ الأزهر وقدرتنا على توفير تكافؤ الفرص وتذليل العقبات وتوفير مناخ علمى جاذب وقوى، والواقع يقول إنه لا يوجد شارع فى العالم يخلى من مبتعث للأزهر وعالم متخرج منه ما يؤكد السمعة الطيبة.
ماذا عن الطلاب الأفارقة ووافدى الأزهر.. هل لهم خصوصية فى الدراسة؟
ـ بالطبع فلهم مكانة خاصة نظرا لتضحياتهم، فبعضهم من يأتى على منحة دراسية كاملة، والبعض الأخر من يأتى بتخفيض للمصروفات، وبعضهم يحصل على سكن من قبيل الدعم، وبمجرد طلب أو اختار من أى سفارة أو دولة لكى يأتى وافد فنقوم على الفور بالتفاعل لتذليل العقبات، ونشرف بأن جميع دول أفريقيا لها طلاب يدرسون معنا هنا وعلى مدار الساعة نجيب طلباتهم وتساؤلاتهم لجديتهم فى الدراسة ولاهتمامنا بهم بشكل خاص.
البرامج الدراسية التى تحدثتم عنها تناولت القاعات والمواد فهل يوجد تحديث أخر؟
ـ نعم للتسهيل على الطلاب سنطلق قريبا مركز معلومات لتوثيق الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراة وتحقيق رسائل فى شكل مخطوطات، وتوفير المعلومات المطلوبة والذى يضم الملفات القديم لجميع كليات الجامعة حتى يحصل الطالب على براءة بحثه من التكرار، وسيتم ربطه بجميع جامعات مصر، ويتضمن آلاف الرسائل العلمية، وقطعنا شوطا يتخطى 70% من العمل أملا فى إطلاق المركز خلال عام 2020، ويعمل به خيرة شباب الجامعة، وذلك لتوفير معلومات علمية وبحثية ويتم ربطه بجامعات مصر ومتاح لكل خريجى جامعات مصر، وحتى القادمين الوافدين من الخارج مقابل رسوم معينة حيث يوفر وقت وجهد ومصروفات باهظة.
مع التطوير الحديث أصبح للتكنولوجيا مساحة كبيرة أين هى فى الدراسات العليا؟
ـ نفكر بجدية فى إدخال نظام الدراسة عن بعد فى ربوع مصر بحث يتم بث المحافظات وورش العمل من مبنى الكلية لجميع الدارسين عن بعد لتلافى مشكلة البعد المكانى فى ظل المركزية التى تستهدف فرص متكافئة بين الدارسين ثم فى حالة النجاح يمكن تعميمه دوليا لمنح الطالب سبل الدعم والراحة التامة، وكل ذلك يتوقف على دراسة هذه التجارب ونجاحها واحدة تلو الأخرى فى تحقيق أعلى نجاح علمى، ويشاركنا كبار أساتذة الأزهر وكبار العلماء لدعم هذه البرامج، ونفكر فى إطلاق مؤتمر للدراسات العليا لبحث مشاكل العملية التعليمية والتحصيل، ونجاح هذه الدراسات فى دعم الخريج لتحقيق أعلى إفادة واستفادة علمية.
هل تطوير الدراسات العليا يواجه عقبات؟
ـ لا أقول يواجه عقبات بقدر احتياجه إلى جرأة فمثلا لدى رغبتنا فى اختصار سنتى الدراسات العليا فى مرحلة الدبلوم إلى عام واحد للساعات المعتمدة هو أمر جريئ قد تقبله كليات وترفضه أخرى نظرا لظروفها التخصصية ولطبيعتها العلمية وموادها وكل ذلك محل دراسة ونقاش جاد سيعرض على مجلس الجامعة ورئيس الجامعة الذى يؤمل خيرا على هذا الجانب للوفاء بمتطلبات سوق العمل من خريجى الأزهر الشريف مصريين ووافدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة