أحيانًا تبدو تفاهة الأشياء واضحة تمامًا، لكننا نخشى التصريح بذلك، بل نردد هذه التفاهات، نتعجب أو نبدى استياء لكننا فى النهاية ننساق مع الأمر، ومن ذلك ما حدث لـ الموزة التى كانت معروضة فى مزاد علنى.
عرض الموزة
منذ أيام قليلة انتشر خبر مفاده أن فنانا عرض "موزة" فى مزاد علنى على أساس أنها عمل فنى، مؤكدًا أنها رمز للتجارة العالمية وذلك فى معرض "آرت بازل" فى ميامى بيتش بولاية فلوريد.
الفنان هو نحات إيطالى اسمه مارويسيو كاتلان، لكن الغريب فى الأمر لم يكن العرض، لكن ما قاله المنظمون إن فرنسيين ابتاعا العمل الفنى مقابل 120 ألف دولار لكل واحدة منهما.
أكل الموزة
لكن قبل أن يخرج الجميع من دهشة بيع هذه الموزة نشر الفنان الأمريكى ديفيد داتونا، مقطع فيديو يكشف فيه أنه أكل هذه الموزة لأنه كان جائعًا.
وفى رأيى أن هذا الأمر كان "اشتغالة" منذ البداية، ورغم إيمانى بغرائبية سوق البيع والشراء فى المزادات العالمية، لكننى أشك فى بيع هذه "الموزة" من الأساس، وأعتقد أن الأمر مدبر بين الفنان الإيطالى والممثل الأمريكى.
وسواء اعترف القائمون على الأمر بهذه الخدعة أم لم يعترفوا فإن الأمر بالنسبة إلىّ يكمن فى هذا "التصور".
والآن أتخيل كيف صارت عقولنا تتقبل بسهولة مثل هذه الأمور الواضحة الدلالة، كيف أصبحنا نتقبل بسهولة أن تباع موزة معلقة على حائط بمبلغ يصل إلى 120 ألف دولار؟ فالأمر، حتى لو حدث فعلا، فهو "سفيه" بالمعنى الفعلى، وقد سمحنا بكل سهولة أن نكون جزءا من هذا السفه، لقد صارت عقولنا "خفيفة" لا يحكمها منطق ولا تخضع لـ نظام، وأعتقد أن كم الغرائب التى نقابلها كل صباح ونتابعها على وسائل التواصل الاجتماعى هى المسئولة عن مثل هذه التصورات المؤذية.