على طريقة أفلام الأبيض والأسود، الرومانسية منها على التحديد، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، قصة حب، ربما تفوق خيال الأفلام السينمائية، فهى تعتبر أبعد ما تكون عن الواقع، ولكن أحيانا تكون قصص الواقع، أكثر خيالا من السينما والقصص والروايات.
قصة الحب التى نشرتها "نيويورك تايمز"، عمرها حوالى 72 عاما، وتحديدا من الحرب العالمية الثانية، داخل معسكرات النازية، حيث وقع الشاب ويسنيا وهو فى الـ 17 من عمرهن فى حب سبيتزر، والتى كانت وقتها تبلغ من العمر 25 عاما، فى معسكر لاحتجاز اليهود فى بولندا.
السيدة فى شبابها
ولأن الشاب ويسنيا كان ذو صوت جميل، فإن الحراس أبقوا عليه حيا، ولم يقتلوه، إلى أن تمكن من الهرب، أما حبيبته سبيتزر فلم يتم اعدامها بل تم تأجيل الأمر، لنباهتها فتولت أداء بعض المهام فى المعسكر، الأمر الذى منحها حرية التحرك فى المعسكر .
كان الثنائى يتقابلان سرا فى المعسكر، رغم أن اكتشاف هذا الأمر، كان كفيلا بأن يقضى عليهما، ولكن عاطف الحب وقتها سيطرت عليهما، وتواعدا على إنهما إذا نجيا، سيلتقيان فى بولندا، وبالفعل هو ما حدث وتقابلا فى عاصمة بولندا ولكن بعد مرور 72 عاما، فقد التقيا فة ولاية نيويورك الأميركية، وقد تقدم بهما العمر.
صور تجمع الحبيبين
هرب الشاب من المعسكر خلال عملية لنقل المحتجزين، بعدما ضرب أحد الحراس، ثم هاجر إلى أهله فى الولايات المتحدة، وتحديدا نيويورك، أما الحبيبة فقدد عملت فى مجال مساعة النازحين بعد الحرب ثم تزوجت وهاجرت إلى الولايات المتحدة.
الشاب الذى تمكن من الهرب من جحيم النازية، قام بكتابة تجربته وأشار إلى الشابة التى أحبها، وذلك بإيعاز من أصدقاءه وأهله، وشعر بإحراج من التواصل معها، ولكن فى 2016، أقنع ابن ويسنيا والده بأن يذهب لحبيبته القديمة، حيث وجدها أرملة مريضة، ولكنها بالرغم من تقدمها فى العمر، تذكرت قصة الحب، وفاجئت حبيبها السابق أنها أنقذته من الموت 5 مرات، حينما كانت مسئولة عن سجلات من يجرى اقتيادهم إلى الموت.
ويسنيا
وأثناء تواجدها على فراش الموت، طلبت من حبيبها السابق أن يغنى لها أغنية كانت قد علمتها له فى الأربعينيات، ولكنه لم يتذكر، فغنتها هى باقتدار رغم تقدمها فى العمر، فتذكرها حبيبها وأخذ يرددها معها.
رحلت الأرملة العام الماضى بعد أن عاشت 100 عام، حيث اشتد المرض والشيخوخة عليها فى الفترة الأخيرة، بعد أن زارها حبيبها السابق مرة واحدة فقط.