شهدت القاهرة فى عهد الخديوى إسماعيل طفرة كبيرة على مستوى المعمار، حيث أراد أن يجعل القاهرة قطعة من أوروبا، فاتجه فى أكثر من اتجاه، ولكن كان أبرزهم هو قيامه بردم بركة موجودة بحديقة الأزربكية، وكلف المهندس الفرنسى باريل ديشان بك حينها والذى كان مسئولا عن تصميم حدائق باريس، لتخطيط وإنشاء حديقة الأزبكية وتزويدها بأنواع نادرة من الأشجار جلبت خصيصا من الخارج.
الأزبكية فى الأساس ترجع شهرتها إلى عصر المماليك حينما كانوا فى مصر، حيث أهدى السلطان قايتباى قطعة أرض لقائد جيشيه وقتها سيف الدين أزيك، وأقام بها حديقة على مساحة 60 فدانا، وقد كانت أشهر حدائق القاهرة.
حديقة الأزبكية عام ١٨٨٠
وعقب انتهاء المهندس الفرنسى من انشاء الحديقة، أقام الخديوى إسماعيل فى طرف الحديقة الجنوبى المسرح الكوميدي الفرنسي عام 1867، و الذى عرف بتياترو الازبكية، وفى عام 1869 أنشأ الخديوى إسماعيل دار الأوبرا الخديوية بمناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس التى عرضت عليها أوبرا عايدة لفردى.
بعد زمن طويل، خصص جزءا من الحديقة ليقام عليه "سور الأزبكية" الخاص ببيع الكتب القديمة و يتوافد على سور الازبكية مثقفين مصر و الوطن العربي للحصول على الكتب النادرة .