يبدو أن جماهير الزمالك على موعد مع مستقبل جديد وتغيير فى سيكولوجية كل كائن يشجع الفانلة البيضاء من بائس إلى مبتهج، بتحقيق أمنيته التائهة فى ظلمات عشوائية القرارات منذ سنوات طويلة، ونيل وفاء صبره طوال عمر مديد ليرى عبارته الشهيرة والتى تحولت إلى إفيه ساخر على المستوى الشعبى ــ الزمالك قادم ــ تتحول إلى واقع فعلى، وتتعاظم أكثر وأكثر نسائمها بمرور الأيام وتوالى المواقف مختلفة الاتجاهات للتأكيد على ذلك.
لماذا الزمالك قادم بالفعل هذه المرة؟ وليس ككل مرة سابقة تحطمت فيها الآمال بعد تفاؤلات تحولت فى النهاية إلى إحباطات.. شواهد كثيرة تؤكد أن النادى الأبيض بدأ يسير عل الطريق الصحيح وتخطى السلبيات السابقة والمتكررة دون أدن لحساب للسلبيات الهدامة التى كانت تخلفها وتخلف معها كل الأمانى الممكنة فى أن يستعيد الفريق عافيته ويعود لسابق عهده كفريق بطولات.
جاء الميركاتو الشتوى المنتهى بالأمس فقط، ليتتم أن الزمالك أصبح غير.. فقد خرج النادى الأبيض من انتقالات يناير منتصرا وناصرا لمبادئ جديدة ومختلفة إدرايا وفنيا، تعطينا انطباعات أن الفكر تغير وأصبح يواكب التيار الاحترافى الحقيقى.
حقيقة أن الزمالك لم يعقد سوى صفقة وحيدة تمثلت فى ضم المهاجم المغربى بوطيب، إلا أنها أصابت عين الواقع وكانت الاحتياج الأهم فى تدعيمات الفريق بعد رحيل الكونغولى كاسونجو.. ولم يلهث النادى الأبيض وراء صفقات لا يحتاجها طالما الموجود يسد.. وبالفعل الفريق الحالى من أبناء ميت عقبة أصبح يسد عين الشمس، فى ظل اكتمال جميع الخطوط حتى ولو بعناصر تلعب فى غير مركزها مثل توظيف عبد الله جمعة كظهير أيسر بدلا من الجناح الأيسر الذى حقق نجاحات لافتة فى مهامه الجديدة، فى تأكيد لوجود رؤية داخل الجهاز الفنى بقيادة السويسرى جروس فى توظيف العناصر الموجودة لتحقيق الفائدة المطلوبة.
فى المقابل كان الملف الأهم داخل الزمالك فى الميركاتو الشتوى هو الحفاظ على قوام الفريق، ورفض رحيل أكثر من لاعب مثل أيمن حفنى وأحمد مدبولى ومحمد إبراهيم، الأول والثانى بناء على رغبة الخواجة، والثاالث لعدم موافقته على تمديد عقده.. وهو أمر يستحق الإشادة والثناء لما يمثله من فكر متطور متمثل فى منح المدير الفنى الحق الأصيل فى اتخاذ القرارات التى تخص مستقبل أى لاعب باعتباره المسئول الأول والأخير عن الفريق، وهو ما لم يكن موجودا مسبقا، هذا فى حالة حفنى ومدبولى وأيضا يدحض كل الأقاويل التى خرجت فى الفترة الأخيرة بما مفاداه أن الخواجة السويسرى فى طريقه للرحيل عن القلعة البيضاء، أما بالنسبة لمحمد إبراهيم فقد حالف الإدارة البيضاء الصواب فى رفض انتقال اللاعب إلى الإسماعيلى لعدم الموافقة على تمديد عقده، فى إطار الحفاظ على حقوق النادى فى اللاعب وتعويض الفترة التى سيترك فيها ناديه.
وأيضا لم ينجرف الزمالك إلى أى إغراءات بخصوص الاستغناء عن طارق حامد أحد أهم اللاعبين داخل الفريق، والتمسك ببقائه للحفاظ على استقرار الفريق، خصوصا أن أى قرار كان سيتخذ عكس ذلك لعرض هيكلة الفريق للاهتزار.
وإذا كان ما سبق، يكشف كيف تدار الأمور داخل الزمالك بنجاح فى الفترة الحالية، فهو يؤخذ بالقياس فى استمرار للحالة الطبيعية التى يجب أن يتعايشها أى فريق لتحقيق النجاحات وهو الملاحظ داخل النادى الأبيض مؤخرا، إذ لم نعد نسمع عن أى تمردات داخل المعسكر الأبيض، وأيضا يحصل اللاعبين على مستحقاتهم بانتظام، فضلا عن عدم تدخل الإدارة فى عمل المدير الفنى واقتصار مناقشة أى وجهات نظر على مشرف الكرة أمير مرتضى منصور ليكون هو الوسيط بين الطرفين فيما يخص كل شئون الفريق واللاعبين، وهو الذى نجح فى أن يكون أهلا لذلك بفضل ما سبق ذكره من التحولات الإيجابية الكثيرة التى تحققت بوجوده.
ومواكبة للتطور القائم فى إدارة الكرة داخل الزمالك، نجد الفريق يبدع داخل الملعب على مستوى النتائج والأداء، ما أعاد للأذهان زمن الكرة الجميل فى الزمالك بوجود لاعبين "كويرة" من عينة ساسى وكهربا وأوباما ومحمود علاء وطارق حامد أصحاب الإمكانيات الخاصة، واذا كان هؤلاء الأبرز لا يمكن أن نغفل دور باقى اللاعبين فالكل يؤدى دوره على أكمل وجه ليس من أجل أنفسهم فقط بل من أجل ناديهم وهو ما لمسه الجميع من الروح العالية التى تدب فى الصفوف من مباراة لأخرى.
إذن فكل العوامل متاكلمة ومترابطة، من أجل الوصول إلى الهدف المنشود ببناء فريق متكامل قادر على البقاء فى القمة لفترة طويلة للإعلان عن ظهور جيل تاريخى جديد داخل البيت الأبيض، وليس الفوز بدرع الدورى الموسم الحالى فقط.. بشرط بقاء الأوضاع كما هى بعيدا عن أى تدخلات منفردة وهدامة من جانب أى شخص مهما كانت هويته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة