فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى خلال الدورة الحالية، تظل أفريقيا فى قلب وعقل مصر، حيث حرصت المؤسسات المصرية المختلفة على تقوية أواصر التعاون مع كافة الشعوب الأفريقية.
وفى هذا الصدد، حرصت وزارة الداخلية ممثلة فى أكاديمية الشرطة ـ فى فتح ذراعيها للدارسين الأفارقة داخل أروقة الصرح الأمنى الأبرز فى منطقة الشرق الأوسط، وتلقى فنون العلوم الأمنية والعسكرية داخل أكاديمية الشرطة المصرية.
ووجد الدراسون الأفارقة حفاوة فى الاستقبال والمعاملة من قبل مسئولى الأكاديمية وزملائهم الدراسين المصريين، حتى إذا ما أمضوا دراستهم عادوا لبلادهم، ليكونوا سفراء لمصر، يسردون لهم ما لقوه من حسن معاملة وحفاوة فى الاستقبال.
الأمر لم يقتصر على الطلاب الأفارقة الذكور، وإنما كانت للشرطة النسائية الأفريقية نصيب فى الدراسة داخل أكاديمية الشرطة المصرية، للمشاركة فى العمل الأمنى ببلادهن، بعد تلقيهن تدريبات مكثفة طوال تواجدهن بمصر.
وانطلاقاً من الدور التاريخى لأكاديمية الشرطة المصرية، جاءت ثقة الإتحاد الأوروبى وإيطاليا للإعتماد على مصر فى تدريب الكوادر الأفريقية على كيفية مواجهة جرائم الهجرة غير الشرعية والتزوير.
وفى هذا الصدد، وقعت أكاديمية الشرطة برتوكول تعاون مع إيطاليا والاتحاد الأوروبى، وفقاً للبروتوكول يتم تدريب 360 من كبار كوادر الشرطة الأفريقية من 22 جنسية، على أحدث أساليب مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، تحت إشراف مدربين مصريين وأوروبيين، كما يتضمن البرنامج التدريبى عدداً من ورش العمل التى تهدف إلى تبادل الخبرات وتوحيد مفاهيم وأساليب مكافحة هذه الظواهر الإجرامية بين دول ضفتى المتوسط.
ويرى خبراء أمنيون، أن ثقة إيطاليا فى جهاز الشرطة جاءت بعد السمعة الطيبة له، فضلاً عن قوة أكاديمية الشرطة المصرية ومركز بحوث الشرطة، ففى مجال التدريب الأمنى الدولى نجح مركز بحوث الشرطة فى تدريب 17613 مُتدربا من خلال تنظيم 654 دورة تدريبية للكوادر الأمنية الوافدة من 66 دولة، حيث تم تنظيم 287 دورة تدريبية لـ 8033 من الكوادر الأمنية الوافدة من 49 دولة إفريقية، فضلاً عن تم تنظيم 369 دورة تدريبية لـ9580 من الكوادر الأمنية الوافدة من 17 دولة من دول الكومنولث، فضلاً عن إعداد قرابة 70 دراسة شرطية متنوعة، شملت مجالات العمل الأمنى المختلفة وتنظيم العديد من المؤتمرات والفعاليات العلمية.
وأوضح خبراء الأمن، أن أكاديمية الشرطة المصرية أصبحت قبلة للوافدين الأفارقة وغيرها لتلقى العلوم الأمنية، حيث تتميز البرامج التدريبية الدولية التى يقدمها مركز بحوث الشرطة بجودة المحتوى التدريبى وحداثة المعلومات والخبرات التى يزود بها المتدربون، فضلاً عن أسلوب التدريب التفاعلى الذى يسمح للمتدرب بنقل خبراته وفقاَ للظروف الأمنية فى بلاده، ما يثرى المتدربين من خلال تبادل هذه الخبرات، علاوة على الاستعانة بمدربين ومحاضرين ذوى خلفية عملية مارسوا العمل الشرطى بالفعل، فضلاً عن توفير الإقامة الملائمة وكل أوجه الرعاية المختلفة لأشقائنا من الدول الإفريقية ونقل وتبادل الخبرات، من خلال الاستعانة بأفضل الكوادر الأمنية بالوزارة.