لا شك أن اختيار مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة "الاتحاد الأفريقي" سينتج عنه آمال وتطلعات لتحقيق الاستقرار والبناء والأمن والتنمية مع تطورات اقتصادية وسياسية وثقافية ورياضية وسياحية فريدة في تاريخ القارة ومن أساسيات مد جسور التواصل الثقافي والحضاري مع أفريقيا دعم الفعاليات الثقافية مثل مهرجانات السينما.
ويأتي مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في المقدمة فهو الوحيد والفريد في مصر الذي يهتم اهتماما كبيرا وخاصا بالسينما الأفريقية والثقافة الأفريقية بشكل عام حيث يستضيف صناع السينما والثقافة من كل دول أفريقيا ويعمق الحوار بيننا وبين أشقائنا القارة الأم من خلال تكريم الرموز الثقافية وعرض الافلام التي تحمل هموم وقضايا القارة.
ومهرجان الأقصر خلال دوراته السابقة كان بالفعل يمد جسور التواصل مع كل صناع السينما في إفريقيا فورشة صناعة السينما التي قدمت في جميع دوراته كانت تستضيف 20 شابا من كل الدول الأفريقية يتعلمون فنون السينما مع أستاذ كبير ومخرج عالمي أفريقي هو هايلي جريما وخرج من عباءته الكثير من المواهب التي انطلقت فيما بعد ونالت جوائز في مهرجانات كثيرة.
ومن خلال هذا المهرجان تعرفنا واقتربنا من السينما الأفريقية التي كانت بعيدة كل البعد عنا وغير متوفر مشاهدتها، فأصبحت متاحة لنا من خلال المهرجان ومن خلال نادي السينما الأفريقية الذي يعيد عرضها علي مدار السنة في أكثر من محافظة منها القاهرة بسينما الهناجر وفي الأسكندرية بمركز الإبداع وفي الأقصر بقصر ثقافة الأقصر وقريبا في مركز جديد بوجه بحري لتكون السينما الأفريقية في كل مصر للتواصل والتعريف بهموم وقضايا أفريقيا فالسينما هي خير وسيط ينقل لنا كل ما يدور في كل بلدان قارتنا.
مهرجان الأقصر هذا العام يرفع شعارا مهما جدا وهو "السينما حيوات أخري" مؤكدا أن هذا الشريط السينمائي الذي نشاهده في تتابع لقطات مختلفة في الظلام ينقلنا بالفعل إلي حيوات نعيش داخلها ونتفاعل معها فنجد أنفسنا أحيانا في تلك الحيوات ونحن جالسون في أماكننا وخلال دورة هذا العام سننتقل بالفعل لحيوات أخري من خلال باقة مختارة من أهم الأفلام الجديدة التي تم اختيارها للعرض في كل مسابقات المهرجان والتي سيتم الكشف عنها قريبا خلال مؤتر صحفي قبل انطلاق المهرجان يوم 15 مارس بمدينة الأقصر في حفل افتتاح من داخل المعابد ووسط آثار أجدادنا العظماء.
وقالت عزة الحسيني مدير المهرجان: "شعار المهرجان هذا العام هو عام نهدف من خلاله أن نرى ونعيش في وقت الفيلم حيوات أشقاءنا في أفريقيا، وهذا يصب في الهدف العام للمهرجان وهو التواصل مع أفريقيا، والتواصل عبر لغة راقية هي لغة الفن والصورة، ونعيش ونعرف ونشعر ونفهم أشقاءنا في الدول الأفريقية، ويتحقق ذلك بشكل كبير من خلال الفيلم التسجيلي حيث إنه يعكس وينقل الحقيقة، فهو نافذة كبيرة لنعيش هذه الحيوات، بالإضافة طبعا إلى الفيلم الطويل والدراما الموجودة به".
وتابعت: "في اختياراتنا دائما نحاول أن يكون الفيلم عاكسا لواقع وقضية أفريقية، فالفيلم الأفريقي هو الفيلم الذي يتحدث عن قضية أفريقية ويصور في أفريقيا ويخرجه مخرج أفريقي".
ويحتفي المهرجان في دورته القادمة بالسينما التونسية والتعريف بأهم مراحلها ورموزها ومخرجيها، كما سيتم تخصيص كتاب عن السينما التونسية ومراحلها المختلفة يكتبه الدكتور طارق بن شعبان وسيحضر للمهرجان صناع مهرجان أيام قرطاج السينمائية أحد أهم مهرجانات السينما المهتمة بأفريقيا وبالسينما الأفريقية .