دوماً ما يحتفى المصريون بانتمائهم لقارة أفريقيا بكافة المناسبات على مر سنوات ظلت فيها مصر جزءًا لا يتجزأ من القارة السمراء معتزة بأصولها لها، لذا لم يكن غريباً حرص المطربون المصريون منذ سنوات على التباهى بتلك الأصول عبر عدداً من الأغانى التى خلدت علاقة مصر بجيرانها منذ ستينيات القرن الماضى حيث تزعمت مصر حركات التحرر وقتها من الاستعمار مما انعكس على الفن عبر عدد من الأغانى التى اتسمت بتلك الروح، ولعل أبرز تلك الأغانى أغنية محمد فوزى التي حملت اسم "أفريقيا شعبك حر" التى تؤكد على تلك المعانى، والذى طرحها المطرب الراحل عام 1963موجهها لكافة الشعوب التى تعانى من الاستعمار.
أغنية فوزى لم تكن الوحيدة بتلك الفترة وإنما كان هناك أيضاً أغنية فايزة أحمد التى لا تقل حماساً والتى حملت اسم "شعب أفريقيا العريق" التى ردت بها على نغمات الاستعمار الذى تفاخر بأفضاله على شعوب القارة السمراء.
الأغانى لم تقف عند هذا الحد وإنما تم تقديم أوبريت فى الإذاعة المصرية خلال تلك الفترة ذاع صيته إلى حد كبير، لما كان يتضمنه من كلمات ثورية ردت على كل الحملات الموجهة من الاستعمار، بمقدمة كانت كافية لإعلان قيادة مصر لجيرانهم ومساندتهم فى تحررهم بكلمات مثل "أفريقيا للأفريقى لا الأجنبى أفريقى ولا الصهيونى ولا الفرنساوى"، وهى الأغنية التى حملت راية الغضب فى وجه كل مستعمر.
ومن فترة الستينيات الممتلئة بالثورة إلى المناسبات المختلفة التي جمعت مصر بجيرانها على مر سنوات غنى فيها المطربون المصريون أبرز الأغانى، مثلما حصل مع عمرو دياب عام 90 حينما غني "افريقيا" بافتتاح دورة الألعاب الأفريقية، وهو الأمر الذى تكرر مع هشام عباس حيث غنى لكافة بلدان القارة السمراء عام 2006 بأغنية "بطولتنا" أثناء استضافة مصر للبطولة، ومن المناسبات الرياضية إلى السياسة وتحديداً محمد منير الذى دوماً ما يعتز خلال أغانيه بأصولنا الأفريقية سواء حينما يغنى لمحبوبته فى أغانيه فيصفها بسمراء اللون كما يحدث فى أغنية حورية، ويا أسمرانى اللون، وغيرها من الأغانى بينما غنى لوطنه أغنية "عروسة النيل" الذى أشعل بها لهيب الحضور بمراسم حفل "الكوميسا" أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى ولفيف من رؤساء الدول الأفريقية.