تمر اليوم الذكرى 369 على رحيل أبو الفلسفة الحديثة، الفيلسوف والفيزيائى الفرنسى الراحل رينيه ديكارت، إذ رحل فى 11 فبراير 1650م، عن عمر ناهز حينا 54 سنة.
ولم يكن ديكارت أحد هؤلاء الفلاسفة الذين حاولوا أن يبرهنوا على وجود الله عن طريق العالم، بل زعم أن معرفة الله هى التى توصلنا إلى إدراك العالم الطبيعى، فهو لم يحاول أن يستخدم الأرض للصعود إلى السماء، بل استخدم السماء للنزول إلى الأرض، وهو لم يستشهد بالكون على وجود خالقه، بل استشهد بالخالق على وجود مخلوقات.
وبرهن الفيلسوف الراحل ببراهين عدة على وجود خالق هذا الكون، يذكر بعضها الدكتور كامل محمد محمد عويضة، فى كتابه "ديكارت - رائد الفلسفة في العصر الحديث - جزء - 25 / سلسلة أعلام الفلاسفة": البرهان الأول: كان ديكارت يقول: إنى كائن ناقص لأنى أشك، والشك مظهر من مظاهر النقص، وما كان لى أن اعرف أنى ناقص، إلا إذا كانت لدى فكرة عن الكمال المطلق، ولا يعقل أن تكون فكرتى عن الكمال المطلق قد تكونت فى عقلى نتيجة تكبير لأنواع الكمالات الناقصة، لأن الكمال الناقص مهما اتسع فهو محدود، إذا فهذه الفكرة لم يضعها فى نفسى إلا موجود كامل لا متناهى، هذا الموجود اللامتناهى هو الله.
البرهان الثانى: وإذا كنت موجودا ناقصا وفى ذهنى فكرة عن الموجود الكامل فما هى علة وجودى إذن؟.. لا أستطيع أن أتصور أننى خلقت نفسى بنفسى، وإلا لوهبتها كل صنوف الكمال وبرأتها من كل نقص، ولم يخلقنى كذلك إله ناقص، وإلا لكان الأجدر به أن يمنح نفسه الكمال، وإذن فخالقى كامل وهو علة وجودى.
البرهان الثالث: إذا كان الله هو الكائن الكامل، وكان الوجود كمال، فالله إذا موجود، فديكارت يرى أن ماهية الله أو فكرة الكائن الكامل يستلزم بالضرورة الوجود الخارجى.
البرهنة على وجود الله عند ديكارت، كما يوضح المؤلف، غاية ووسيلة فى آن واحد، غاية لأن العقيدة الصحيحة لا تتحق بدونها، ووسيلة لأنه ليس ثمت يقين إلا ما بنى علي وجود الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة