تسبب إعلان الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة ، الترشح لولاية خامسة خلال الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها شهر أبريل المقبل، فى ارتباك بين القوى السياسية الجزائرية وخاصة الأحزاب التى دفعت بمرشحين لها فى الانتخابات المقبلة، وأعلن المرشح ناصر بوضياف ، نجل الرئيس الجزائرى السابق سحب ترشحه، فيما أعلن اللواء المتقاعد على غديرى ، والاخوانى عبد الرزاق مقرى ، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية المضى قدما فى منافسة الرئيس بوتفليقة.
وأعلنت عشرات الشخصيات الجزائرية ترشحها للانتخابات الرئاسة المقبلة وسط انقسامات فى صفوف اخوان الجزائر، حول اختيار مرشح توافقى قادر على مواجهة الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة.
ويسعى تيار الإسلام السياسى فى الجزائر لتوحيد صفوفه للدفع بمرشح واحد فى الانتخابات الرئاسة المقبلة، وأطلقت جبهة العدالة والتنمية بقيادة أحد الوجوه الإسلامية وهو عبد الله جاب الله ،مشاورات مع مرشحين وأحزاب معارضة فى الجزائر، من أجل التوحد وراء مترشح مشترك يكون حصانها فى سباق الرئاسة القادم.
وأجرت قيادات الاخوان ،اتصالات مكثفة مع مختلف أقطاب المعارضة الجزائرية ومرشحين من أجل تجسيد مشروعها قبل إغلاق باب تقديم الترشحات لمنصب الرئاسة فى 3 مارس المقبل، ومن بين من التقاهم عبدالله جاب الله، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الجزائرية على بن فليس، وزعيم إخوان الجزائر عبد الرزاق مقرى، وعدد من الشخصيات الوطنية مثل عبد العزيز رحابى، إضافة إلى الصحفى سعد بوعقبة وكريم طابو.
وعقد زعيم جبهة العدالة والتنمية الجزائرية عبد الله جاب الله ،اجتماعا الأحد، مع زعيم إخوان الجزائر عبد الرزاق مقرى، وأعلنت حركة مجتمع السلم (أكبر الأحزاب الإسلامية فى الجزائر) موافقتها المبدئية على مبادرة “جاب الله” لتقديم مرشحا واحدا يكون منافسا للرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة في السباق الرئاسى المقرر فى 18 أبريل القادم.
كان اللواء المتقاعد، على غديرى، البالغ من العمر 64 عاما، أول من أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية فى الجزائر بعد الإعلان رسميا عن تاريخ إجرائها.
بدوره قال الوزير الأول أحمد أويحيى، رئيس الحكومة الجزائرية، إنه سعيد ومرتاح لإعلان ترشح الرئيس بوتفليقة لانتخابات أبريل المقبل، مضيفا فى تصريحات تليفزيونية على هامش لقاء القمة الـ32 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، بأديس أبابا، إن إعلان الترشح "كان منتظرا"، وأضاف: "لا نكتفى بالحلبة السياسية التى بها أنصار لبوتفليقة، الشعب الجزائرى سعيد جدا بترشحه وكان ينتظر بفارغ الصبر هذا الاعلان".
وتحدث بوتفليقة، يوم الأحد الماضى، إلى الشعب بمناسبة إعلانه ترشحه للمرة الخامسة للرئاسة، كاشفا أن وضعه الصحى "لم يعد كما كان فى السابق".
وقال بوتفليقة فى رسالة ترشحه: "وبطبيعة الحال لم أعد بنفس القوة البدنية التى كنتُ عليها، ولم أخف هذا يوما على شعبنا، إلاّ أنّ الإرادة الراسخة لخدمة وطنى لم تغادرنى قَطُّ، بل وستُمكنُنى من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض، و كل امرئ يمكنه التعرض له فى يوم من الأيام".
وجاء حديث بوتفليقة عن وضعه الصحى عقب سرده لما حققه فى الفترات السابقة، قبل أن يعلن ترشحه، على الرغم من حالته الصحية المتدهورة منذ سنوات، واحتجاج المعارضة الجزائرية على بقائه في السلطة ، وأوردت وكالة الأنباء الرسمية خبر ترشح بوتفليقة، البالغ من العمر 81 عاما، والذي تولى الرئاسة عام 1999.
ووعد بوتفليقة ، فى بيان ترشحه بتنظيم "ندوة وطنية شاملة" من أجل معالجة القضايا "السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد"، واقترح "إثراء للدستور" بعد انتخابه لفترة رئاسية خامسة.
كان حزب جبهة التحرير الوطنى، الذى يملك أغلبية المقاعد فى البرلمان الجزائرى، أعلن دعمه لترشح بوتفليقة مطلع هذا الشهر ، فيما عتبرت أحزاب سياسية جزائرية ، من الائتلاف الحاكم ومن خارجه أن إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر إجراؤها فى أبريل المقبل استمرار لمسار الإصلاحات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة